سأقوم في هذا الموضوع بإحضار أدلة قاطعة على وجود الله
سأعتمد على أدلة نعيشها و نراها و نستعملها
و أيضا ما اكتشف من العلماء ...
فاسجد لله و اقترب
المقدمة : إن من أعظم الحقائق وأجلاها في الفطر والعقول حقيقة وجود الله سبحانه وتعالى ، هذه الحقيقة التي اتفقت العقول على الاعتراف بها - وإن أنكرتها بعض الألسن ظلما وعلوا - ، فهي من الوضوح بمكان لا تنال منه الشبهات ، وبمنزلة لا يرتقي إليها الشك .
ففي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد
وقد تنوعت دلائل وجود الله سبحانه ابتداء من ضمير الإنسان وفطرته ، إلى كل ذرة من ذرات الكون ، فالكل شاهد ومقر بأن لهذا الكون ربا ومدبرا وإلها وخالقا . وأولى هذه الدلائل دليل الفطرة ، ونعني به ما فطر الله عليه النفس البشرية من الإيمان به سبحانه ، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الدليل فقال : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون }( الروم: 30 )، وهذا الدليل باق في النفس الإنسانية بقاء الإنسان نفسه في هذا الكون ، وإن غطته الشبهات ،ونالت منه الشهوات ، إلا أنه سرعان ما يظهر في حالات الصفاء وانكشاف الأقنعة. وفي الواقع أمثلة كثيرة تدلنا على ظهور الفطرة كعامل مؤثر في تغيير حياة الإنسان من الإلحاد إلى الإيمان ، ومن الضلال إلى الهدى ، فذاك ملحد عاين الموت تحت أمواج البحر ، فبرزت حقيقة الإيمان لتنطق على لسانه أن لا إله إلا الله ، فلما نجاه الله أسلم وحسن إسلامه .
وحادثة أخرى تتحدث عن طائرة تتهاوى بركابها ، فتتعالى أصوات الإيمان منهم وقد كانوا من قبل أهل إلحاد وكفر ، وقد سجل الله هذه الظاهرة في كتابه الكريم في أكثر من آية،منها قوله تعالى : { وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا } (الاسراء:67). فهذا هو دليل الفطرة وهو من القوة والمكانة بحيث لا يستطيع أن يدفعه دافع أو ينازع فيه من منازع .
وثمة دليل آخر لا يقل قوة وأهمية عن دليل الفطرة وهو ما أسماه أهل العلم بدليل الحدوث ، ومفاد هذا الدليل أنه لابد لكل مخلوق من خالق ، وهذه حقيقة يسلم بها كل ذي عقل سليم ، فهذا الأعرابي عندما سئل عن وجود الله قال بفطرته السليمة : البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، ألا تدل على العزيز الخبير . فلله ما أحسنه من استدلال وما أعجبه من منطق وبيان .
ومن الأمثلة الأخرى التي تدل على هذه الحقيقة ما روي من أن أحد العلماء طلب منه بعض الملاحدة أن يناظره في وجود الله سبحانه ، وحددوا لذلك موعدا ، فتأخر العالم عنهم وكان تأخره عن قصد ، فلما جاءهم وسألوه عن سبب تأخره قال : لقد حال بيني وبين مجيء إليكم نهر ، ولم أجد ما ينقلني إليكم ، غير أن الأمر لم يطل حتى أتت سفينة ، وهي تمشي من غير أن يقودها قائد ، أو يتحكم فيها متحكم ، فصاح به الملاحدة ماذا تقول يا رجل ؟!! فقال لهم : أنتم أنكرتم أن يكون لهذا الكون خالقا ، ولم تصدقوا أن تكون سفينة من غير قائد ، فاعترفوا وأقروا .
وقد نبه القرآن إلى هذا الدليل في مواضع كثيرة ، قال تعالى : { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون () أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون }(الطور:35-36) هما احتمالان لا ثالث لهما إلا الاعتراف بوجوده سبحانه والإيمان به . الاحتمال الأول: أن يكون هذا الخلق من غير خالق ، وهذا مستحيل تنكره العقول إذ لا بد للمخلوق من خالق وللمصنوع من صانع ، فالعدم لا يخلق . والاحتمال الثاني : أن يكونوا هم الذين خلقوا أنفسهم وخلقوا السماوات والأرض ، وهذا مستحيل أيضا إذ لم يدَّع أحد أنه خلق نفسه فضلا عن السماوات والأرض ، ولو ادعى مدع ذلك لاتهم بالجنون والهذيان ، إذ إن فاقد الشيء لا يعطيه ، فلم يبق إلا أن يكون لهذا الكون خالقاً وموجدا ، وهذا دليل غاية في القوة والبيان لذلك عندما سمعه جبير بن مطعم قال : " كاد قلبي أن يطير " كما ثبت ذلك عند البخاري . فهذه بعض الأدلة على وجوده سبحانه ، وهي أدلة من تأملها وأمعن النظر فيها لم يسعه إلا التسليم بها.
____________
1 - إثبات وجود الله من القوانين الفيزيائية التي هي مصدر كل فعل ...
مقدمة عن الفيديو .......
- فيديو لعلماء أجانب يأكدون أنه لا يمكن لكل هذه القوانين الفيزيائية التي تحكم العالم أن تكون خلقت صدفة
طبعا كل شيء بيد الله
يا علماء العالم ما من علم في الكون إلا ويعلمه الله و كل ما اكتشف ما هو إلا القليل من العلم الذي أهدانا إياه الله و كل هذه العلوم التي نراها لاتكون علما إلا بإرادته
إليكم الدليل
قال الله تعالى :
﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) ﴾
[ سورة الإسراء: آية 85 ]
﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ﴾
[ سورة البقرة: آية 255 ]
يقولون في هذا الفيديو أنه لا يمكن لكل هذه القوانين الفيزيائية التي تحكم العالم أن تكون خلقت صدفة وفهناك صانع لها و مسير...
طبعا الله القادر على كل شيء
قال الله تعالى :
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
[الأنعام:59]
إليكم الفيديو ...
أنا عندي في ذاكرتي هذا الدليل على الصنع . أحمله مند مدة حتى نسيت من أين أتيت به
إليكم الدليل ...
أنظر إلى يدك .. سترى أنها خلقت بإتقان
أنظر إلى الجلد الزائد و الخطوط ... كما هو موضح في الصورة على اليمين ..
لولا تلك الجلود الزائدة لما تحركت الأصابع ... لما استطعنا الحركة بهناء
لولا الجلد الزائد في الركبة لما تمشينا براحة
لولاها سنكون مثل المعاقين نتحرك بصعوبة و لا نركض ..
و نلمس و لا نأخد و نحب و لا نحضن ...
- أردت أن أوضح لكم أننا من صنع صانع خبير محترف قوي متقن مبدع ... لا يستطيع لساني و لا حتى عقلي وصف الله القادر الخالق...
- الجهلاء الملحدين أو المشككين في الله
يضنون أننا خلقنا من الطبيعة ؟؟؟ كلام مضحك أو مؤسف .. يا حسرتا عليهم
و بأبسط مثال ... كيف للطبيعة أن تصنع أيدي و أصابع و أرجل بجلد زائد للإمكانية الحركة
موضوع 2 : هل يحتاج وجود الله إلى دليل؟ من الإمام الخميني مع إضافات أشرف أمهدي
إذا لم يكن الهوى والتعصّب قد أعمى عين القلب وأصمّ أذنه، فلنْ يشكّ أحد بعدم إمكان حدوث الإنسان والأرض والسماء والكون كلّه دون علّة، ولن يشكّ في أنّ الإنسان والكون لا يقدر أن يخلق نفسه. وهل يستطيع أحد أنْ ينكر الإله العالم القدير؟ أو هل يستطيع العقل السليم المنصف أنْ يشكّ بوجود الله ليحتاج إلى دليل عليه؟
قال تعالى: ﴿أَفِي اللهِ شَكٌ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ والأرْضَ﴾ 1.
يعني أنّ العقل السليم من الغرض والمرض بعد النظر في عالم الكون، فإنّه وبدون تردّد لن يجد جواباً لسؤاله عن سرّ الكون إلَّا الاعتراف بخالقه العالم القدير.
يقول "فون براون" أحد أكبر علماء الصواريخ في أميركا الماني الأصل في مقابلة معه: "اسمعوا، أنا قد تعرّفت إلى كثير من علماء العالم، وأعرف عدداً كبيراً منهم، ولكنّني لم أصادف أحداً يستحقّ أنْ يسمّى عالماً وهو يعطي
35 ___________________
تفسيراً للطبيعة دون أنْ يذكر الله في ذلك، ودون أن يجعل لله دخلاً في الكون وفيما يسمّونه العلماء باسم الطبيعة".
ونحن هنا إذ نستعرض الأدلّة على وجود الله تعالى فهو من باب إتقان الحجّة لإقناع الآخرين وتنبيه من كانت نفسه غافلة عن هذه الحقائق.
برهان الحدوث
معنى الحدوث هو وجود الشيء بعد أن كان عدماً، وهذا هو حال كلّ شيء من حولنا، فالأشياء كلّها لم تكن ثمّ كانت، وهذا يعني أنّها حادثة، وإذا كانت كذلك فلا بدّ لها من محدِث أيّ خالق، وهذا من الأمور البديهية، وهذا المحدِث لو كان حادثاً لاحتاج بدوره إلى محدِث، فلا بدّ من وجود محدث قديم غير مسبوق بالعدم تُسند إليه كلّ الموجودات الحادثة في العالم.
وهذا البرهان يتألّف من مقدّمتين:
المقدّمة الأوّلى: العالم حادث
المقدّمة الثانية: لا بدّ لكلّ حادث من محدث.
استنتاج:
لا بد للعالم من محدث.لو نظرنا الى الامور من حولنا في هذا العالم لوجدنا انها موجودات حادثة مسبوقة بالعدم فكل شيئ من حولنا له عمر,اي مرحلة بدأبها وقد قدر العلماء عمرا لغالبية الامور مثل الارض والشمس,و.....وهذا يعني انها حادثة فالعالم يتكفل بإثبات المقدمة الاولى.
36 ___________________
أمّا المقدّمة الثانية
فهي من الأمور البديهية التي لا يختلف فيها اثنان، فلا بدّ لكلّ حادث أو معلول من محدث أو علّة، ومع ضمّ المقدّمتين إلى بعضهما البعض تكون النتيجة أنّ العالم كلّه محدَث.
وقد ورد في الحديث أنّ أبا شاكر الديصاني قال للإمام الصادق عليه السلام في إحدى المناظرات:
ما الدليل على أنّ لك صانعاً؟ فقال عليه السلام : "وجدت نفسي لا تخلو من إحدى جهتين: إمّا أنْ أكون صنعتها أنا، فلا أخلو من أحد معنيين: إمّا أنْ أكون صنعتها وكانت موجودة أو صنعتها وكانت معدومة، فإن كنت صنعتها وكانت موجودة فقد استغنيت بوجودها عن صنعتها، وإن كانت معدومة فإنّك تعلم أنّ المعدوم لا يُحدث شيئاً، فقد ثبت المعنى الثالث أنّ لي صانعاً وهو الله ربّ العالمين"، فقام ولم يحرْ جواباً 2.
نلاحظ في هذا الحديث الشريف مناقشة ثلاث فرضيات لحلّ لغز الوجود، فإمّا أنْ نقول:
إنّ عالم الوجود غير محتاج إلى خالق.
أو أن نقول إنّه خالق نفسه.
أو إنّ له خالقاً متّصفاً بكمال القدرة والعلم.
والفرضان الأوّلان باطلان بحكم الفطرة وبديهة العقل.
لذلك يطرح القرآن الكريم هاتين الفرضيّتين باستفهام انكاريّ تعجّبيّ، ويترك الحكم بصحّتهما أو سقمهما، صوابهما أو بطلانهما على عهدة وجدان الإنسان الحيّ وفطرته النقية وعقله السليم.
37 ___________________
فالعقل السليم من الهوى يدرك أنّ حلّ لغز هذا الوجود غير ممكن دون الاعتقاد بوجود خالق عالم قادر، أزلي وأبدي، فلنر ما أجمل وألطف بيان القرآن لهذا الأمر، قال تعالى:
﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيرِ شَيءٍ أمْ هُمُ الخَالِقُونَ، أمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ والأرضَ بَل لاَّ يُوقِنُون﴾ َ 3.
وقد يقول بعض إنّ هذا المحدِث هو الطبيعة وبالتالي ليس من الضروري الاعتقاد بوجود الله تعالى، وقد أجاب الإمام الصادق عليه السلام على هذا القول؛ فقد جاء في توحيد المفضّل بن عمر أنّه قال للإمام: يا مولاي إنّ قوماً يزعمون أن هذا من فعل الطبيعة، فقال: "سلهم عن هذه الطبيعة أهي شيء له علم وقدرة على مثل هذه الأفعال أم ليست كذلك؟ فإن أوجبوا لها العلم والقدرة فما يمنعهم من إثبات الخالق، فإنّ هذه صنعته؟ وإنْ زعموا أنّها تفعل هذه الأفعال بغير علم ولا عمد وكان في أفعالها ما قد تراه من الصواب والحكمة، علم أنّ هذا الفعل للخالق الحكيم، وإنّ الذي سموه طبيعة هو سنَّة في خلقه جارية على ما أجراها عليه"4 .
دليل النظام
يُعتبر هذا الدليل من الأدلّة السهلة المتيسرة لكلّ البشر، ويعتمد هذا الدليل أيضاً على مقدّمتين:
المقدّمة الأوّلى: إنّ العالم منظم
المقدّمة الثانية: إنّه لا بدّ لكلّ منظَّم من منظِّم
38 ___________________
استنتاج:
ان العالم لا بد له من نظم.
الدليل على أنَّ العالم منظَّم
ويُعتبر من الأمور المتّفق عليها بين العلماء، فلا أحد يقول إنّنا نعيش في عالم تعمّه الفوضى. وكلّ العلماء يدرسون أيّ ظاهرة في العالم لاستكشاف الحكمة والنظام المتقن الذي بنيت على أساسه. وإذا تأمّل الإنسان ذاته فسيجد نفسه محكوماً بنظام عجيب ودقيق، وكذلك إذا تأمّل في أيّ ظاهرة تحيط به, ونحن نستعرض مثالاً واحداً يبيّن هذه المسألة، مع أنّ الأمثلة على النظام لا تحصى من جسم الإنسان والنبات والحيوان والماء والسماء والأرض وغيرها الكثير.
الدماغ والعشرون مليون عصب
يحتوي الدماغ على "ستّة ملايين خلية" و"عشرين مليون عصب". يوجد في المادّة المخاطية الموجودة في لفائف المخيخ "ستة ملايين طبقة، وكلّ طبقة تتألف من آلاف الرقائق الظاهرة، وكلّ رقيقة مركّبة من ملايين الموجودات الحية".
يقول أحد أساتذة علم الأحياء بالنسبة للدماغ: "إنّ لهذا العضو خواصّ وإمكانات مدهشة ولا تُصدَّق. والعلماء أدركوا عدّة خواصّ من خواصه الفيزيائية والكيميائية، ولكنّ أغلب وظائفه ما زالت مجهولة حتّى الآن".
الدماغ مسؤول عن جميع الحركات العضلية، وجميع الأعمال البدنية الأساس التي ترتبط بها الحياة، مثل التنفّس ودقّات القلب التي تحصل تحت سيطرته.
39 ___________________
الدماغ هو مكان الذاكرة، الذي انتقشت فيه آلاف الآلاف من الصور الفكرية، التي يستحضرها الإنسان في ذهنه في الأوقات اللازمة وعندما يريد، ولا يمكن إعطاء أيّ تفسير ماديّ لأعمال الدماغ، مثل حلّ المسائل، وربط الموضوعات ببعضها البعض. كما أنّه لا يمكن بيان أيّ حالة من حالات الدماغ مثل الذوق السليم، والتأثّر، الأمل، صفاء الباطن وغيرها بواسطة القواعد العلمية.
إنّ إدراك الجمال والإحساس بالحقائق المعنوية مثل الحبّ، إدراك الذات وعلوّ الهمّة، جميعها هو من وظائف وشؤون قسم صغير من البروتوبلاسم الذي يسمّى الدماغ.
وهكذا لو تأمّل الإنسان في بقية أعضاء بدنه وترابطها بعضها مع بعض، وكذلك الحال لو تأمّل الإنسان في الشمس والقمر والأرض والتراب والهواء والماء وغيرها، والتأثير المتبادل بينها بحيث إنّ وقوع أيّ خلل يؤدّي إلى خراب الكون وعدم إمكانية الحياة واستمرارها، أدرك أنّه لا بدّّ لهذا كلّه من خالق ومدبّر عالم وقادر.
المقدّمة الثانية
الدليل على أنّ لكلّ منظَّم منظِّماً هو البداهة العقليّة والتي لا ينكرها عاقل، ولهذا أقرّ بها كثير من العلماء. يقول أحد العلماء الغربيّين:
... أنا كعالم أرى أنّ إنكار الصانع أمر غير منطقي، وأرى أنّ العقائد العلمية المبنية على فرضية عدم وجود الخالق هي مضرّة بالبشر.
هل يصدّق أحد وجود سبحة عن طريق الصدفة؟ وهل يمكن أنْ يكتب مثلاً رجل أمّي قصيدة تضاهي المعلّقات السبع؟ هل يمكن للعلل العشوائية التي لا تُعقل ولا تبصر أنْ تنتج نظاماً بهذه الدقّة. ولو سلّمنا جدلاً بوقوع شيء عن طريق الصدفة فهل يمكن أنْ يتمّ كلّ شيء عن طريق الصدفة؟
40 ___________________
والجواب: إنّ البديهة تقول إنّ فاقد الشيء لا يعطيه.
فكيف يمكن للعلل غير العاقلة وغير العالمة وغير الحيّة أنْ تملأ الكون علماً وحياة وقدرة ودقّة و... ؟
فالنتيجة التي نصل إليها أنّ الذي أوجد العالم هو موجود عالم قادر حيّ....
للمطالعة
دليل النظام
أنضر في الصورة .. هل صنع كل هذا بغير عمد أو ؟؟ الطبيعة :!!!!!!!!!!
إذا تفكّر المرء في خلقته هو، على قدر طاقته وسعة علمه، وفي الحواسّ الظاهرة التي صُنعت وفق المدركات والمحسوسات، فلكلّ مجموعة من المدركات التي توجد في هذا العالم قوّة مدركة بأدقّ ما تكون من الدقّة والترتيب المحيّرَين للعقول.
والأمور المعنوية التي لا تُدرك بالحواسّ الظاهرة، جعلت لها الحواسّ الباطنية لإدراكها. دع عنك علم الروح والقوى الروحية للنفس، واتّجه بنظرك إلى علم الأبدان وتشريحها وبنائها الطبيعي، وخصائص كلّ عضو من الأعضاء الظاهرة والباطنة. أنظر ما أغرب هذا النظام، وما أعجب هذا الترتيب! على الرغم من أن علم البشر لم يبلغ حتّى بعد مائة قرن إلى معرفة واحد بالألف منه، والإعتراف الصريح بأفصح لسان من جميع العلماء بعجزهم، مع أنّ جسم هذا الإنسان بالنسبة إلى كائنات الأرض الأخرى، لا يزيد على مجرّد ذرّة تافهة، وإنّ الأرض وجميع كائناتها لا تعدل شيئاً إزاء المنظومة الشمسية، وإنّ كلّ منظومتنا الشمسية لا وزن لها إزاء المنظومات الشمسية الأخرى، وإنّ كلّ هذه المنظومات الكلية منها والجزئية مبنية وفق ترتيب منظَّم ونظام مرتب بحيث إنّ أيَّ نقد لا يمكن أنْ يوجَّه إلى أتفه ذرّة فيها، وإنّ عقول البشر كافّة عاجزة عن فهم دقيقة من دقائقها.
أنضر هل كل هذا .. لا يكفي أن تقول ... لا إلاه إلا الله الخالق
41 ___________________
فهل بعد هذا التفكر يحتاج عقلك إلى دليل آخر ليعلم بأنّ هناك موجوداً عالماً قادراً حكيماً، لا يشبه الكائنات الأخرى ، هو الذي أوجد هذه الكائنات بكلّ حكمة ونظام وترتيب واتقان؟ ﴿أَفِي اللهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّموَاتِ وَالأَرْضَِا﴾5.
تحياتي..
أشرف أمهدي
سأعتمد على أدلة نعيشها و نراها و نستعملها
و أيضا ما اكتشف من العلماء ...
فاسجد لله و اقترب
المقدمة : إن من أعظم الحقائق وأجلاها في الفطر والعقول حقيقة وجود الله سبحانه وتعالى ، هذه الحقيقة التي اتفقت العقول على الاعتراف بها - وإن أنكرتها بعض الألسن ظلما وعلوا - ، فهي من الوضوح بمكان لا تنال منه الشبهات ، وبمنزلة لا يرتقي إليها الشك .
ففي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد
وقد تنوعت دلائل وجود الله سبحانه ابتداء من ضمير الإنسان وفطرته ، إلى كل ذرة من ذرات الكون ، فالكل شاهد ومقر بأن لهذا الكون ربا ومدبرا وإلها وخالقا . وأولى هذه الدلائل دليل الفطرة ، ونعني به ما فطر الله عليه النفس البشرية من الإيمان به سبحانه ، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الدليل فقال : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون }( الروم: 30 )، وهذا الدليل باق في النفس الإنسانية بقاء الإنسان نفسه في هذا الكون ، وإن غطته الشبهات ،ونالت منه الشهوات ، إلا أنه سرعان ما يظهر في حالات الصفاء وانكشاف الأقنعة. وفي الواقع أمثلة كثيرة تدلنا على ظهور الفطرة كعامل مؤثر في تغيير حياة الإنسان من الإلحاد إلى الإيمان ، ومن الضلال إلى الهدى ، فذاك ملحد عاين الموت تحت أمواج البحر ، فبرزت حقيقة الإيمان لتنطق على لسانه أن لا إله إلا الله ، فلما نجاه الله أسلم وحسن إسلامه .
وحادثة أخرى تتحدث عن طائرة تتهاوى بركابها ، فتتعالى أصوات الإيمان منهم وقد كانوا من قبل أهل إلحاد وكفر ، وقد سجل الله هذه الظاهرة في كتابه الكريم في أكثر من آية،منها قوله تعالى : { وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا } (الاسراء:67). فهذا هو دليل الفطرة وهو من القوة والمكانة بحيث لا يستطيع أن يدفعه دافع أو ينازع فيه من منازع .
وثمة دليل آخر لا يقل قوة وأهمية عن دليل الفطرة وهو ما أسماه أهل العلم بدليل الحدوث ، ومفاد هذا الدليل أنه لابد لكل مخلوق من خالق ، وهذه حقيقة يسلم بها كل ذي عقل سليم ، فهذا الأعرابي عندما سئل عن وجود الله قال بفطرته السليمة : البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، ألا تدل على العزيز الخبير . فلله ما أحسنه من استدلال وما أعجبه من منطق وبيان .
ومن الأمثلة الأخرى التي تدل على هذه الحقيقة ما روي من أن أحد العلماء طلب منه بعض الملاحدة أن يناظره في وجود الله سبحانه ، وحددوا لذلك موعدا ، فتأخر العالم عنهم وكان تأخره عن قصد ، فلما جاءهم وسألوه عن سبب تأخره قال : لقد حال بيني وبين مجيء إليكم نهر ، ولم أجد ما ينقلني إليكم ، غير أن الأمر لم يطل حتى أتت سفينة ، وهي تمشي من غير أن يقودها قائد ، أو يتحكم فيها متحكم ، فصاح به الملاحدة ماذا تقول يا رجل ؟!! فقال لهم : أنتم أنكرتم أن يكون لهذا الكون خالقا ، ولم تصدقوا أن تكون سفينة من غير قائد ، فاعترفوا وأقروا .
وقد نبه القرآن إلى هذا الدليل في مواضع كثيرة ، قال تعالى : { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون () أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون }(الطور:35-36) هما احتمالان لا ثالث لهما إلا الاعتراف بوجوده سبحانه والإيمان به . الاحتمال الأول: أن يكون هذا الخلق من غير خالق ، وهذا مستحيل تنكره العقول إذ لا بد للمخلوق من خالق وللمصنوع من صانع ، فالعدم لا يخلق . والاحتمال الثاني : أن يكونوا هم الذين خلقوا أنفسهم وخلقوا السماوات والأرض ، وهذا مستحيل أيضا إذ لم يدَّع أحد أنه خلق نفسه فضلا عن السماوات والأرض ، ولو ادعى مدع ذلك لاتهم بالجنون والهذيان ، إذ إن فاقد الشيء لا يعطيه ، فلم يبق إلا أن يكون لهذا الكون خالقاً وموجدا ، وهذا دليل غاية في القوة والبيان لذلك عندما سمعه جبير بن مطعم قال : " كاد قلبي أن يطير " كما ثبت ذلك عند البخاري . فهذه بعض الأدلة على وجوده سبحانه ، وهي أدلة من تأملها وأمعن النظر فيها لم يسعه إلا التسليم بها.
____________
1 - إثبات وجود الله من القوانين الفيزيائية التي هي مصدر كل فعل ...
مقدمة عن الفيديو .......
- فيديو لعلماء أجانب يأكدون أنه لا يمكن لكل هذه القوانين الفيزيائية التي تحكم العالم أن تكون خلقت صدفة
طبعا كل شيء بيد الله
يا علماء العالم ما من علم في الكون إلا ويعلمه الله و كل ما اكتشف ما هو إلا القليل من العلم الذي أهدانا إياه الله و كل هذه العلوم التي نراها لاتكون علما إلا بإرادته
إليكم الدليل
قال الله تعالى :
﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) ﴾
[ سورة الإسراء: آية 85 ]
﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ﴾
[ سورة البقرة: آية 255 ]
يقولون في هذا الفيديو أنه لا يمكن لكل هذه القوانين الفيزيائية التي تحكم العالم أن تكون خلقت صدفة وفهناك صانع لها و مسير...
طبعا الله القادر على كل شيء
قال الله تعالى :
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
[الأنعام:59]
إليكم الفيديو ...
2 - إثبات وجود الله من الخلق الكائن و جسد الإنسان و...و...
الموضوع 1 : من أشرف أمهدي .. الجلد الزائدأنا عندي في ذاكرتي هذا الدليل على الصنع . أحمله مند مدة حتى نسيت من أين أتيت به
إليكم الدليل ...
أنظر إلى يدك .. سترى أنها خلقت بإتقان
أنظر إلى الجلد الزائد و الخطوط ... كما هو موضح في الصورة على اليمين ..
لولا تلك الجلود الزائدة لما تحركت الأصابع ... لما استطعنا الحركة بهناء
لولا الجلد الزائد في الركبة لما تمشينا براحة
لولاها سنكون مثل المعاقين نتحرك بصعوبة و لا نركض ..
و نلمس و لا نأخد و نحب و لا نحضن ...
- أردت أن أوضح لكم أننا من صنع صانع خبير محترف قوي متقن مبدع ... لا يستطيع لساني و لا حتى عقلي وصف الله القادر الخالق...
- الجهلاء الملحدين أو المشككين في الله
يضنون أننا خلقنا من الطبيعة ؟؟؟ كلام مضحك أو مؤسف .. يا حسرتا عليهم
و بأبسط مثال ... كيف للطبيعة أن تصنع أيدي و أصابع و أرجل بجلد زائد للإمكانية الحركة
موضوع 2 : هل يحتاج وجود الله إلى دليل؟ من الإمام الخميني مع إضافات أشرف أمهدي
إذا لم يكن الهوى والتعصّب قد أعمى عين القلب وأصمّ أذنه، فلنْ يشكّ أحد بعدم إمكان حدوث الإنسان والأرض والسماء والكون كلّه دون علّة، ولن يشكّ في أنّ الإنسان والكون لا يقدر أن يخلق نفسه. وهل يستطيع أحد أنْ ينكر الإله العالم القدير؟ أو هل يستطيع العقل السليم المنصف أنْ يشكّ بوجود الله ليحتاج إلى دليل عليه؟
قال تعالى: ﴿أَفِي اللهِ شَكٌ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ والأرْضَ﴾ 1.
يعني أنّ العقل السليم من الغرض والمرض بعد النظر في عالم الكون، فإنّه وبدون تردّد لن يجد جواباً لسؤاله عن سرّ الكون إلَّا الاعتراف بخالقه العالم القدير.
يقول "فون براون" أحد أكبر علماء الصواريخ في أميركا الماني الأصل في مقابلة معه: "اسمعوا، أنا قد تعرّفت إلى كثير من علماء العالم، وأعرف عدداً كبيراً منهم، ولكنّني لم أصادف أحداً يستحقّ أنْ يسمّى عالماً وهو يعطي
35 ___________________
تفسيراً للطبيعة دون أنْ يذكر الله في ذلك، ودون أن يجعل لله دخلاً في الكون وفيما يسمّونه العلماء باسم الطبيعة".
ونحن هنا إذ نستعرض الأدلّة على وجود الله تعالى فهو من باب إتقان الحجّة لإقناع الآخرين وتنبيه من كانت نفسه غافلة عن هذه الحقائق.
برهان الحدوث
معنى الحدوث هو وجود الشيء بعد أن كان عدماً، وهذا هو حال كلّ شيء من حولنا، فالأشياء كلّها لم تكن ثمّ كانت، وهذا يعني أنّها حادثة، وإذا كانت كذلك فلا بدّ لها من محدِث أيّ خالق، وهذا من الأمور البديهية، وهذا المحدِث لو كان حادثاً لاحتاج بدوره إلى محدِث، فلا بدّ من وجود محدث قديم غير مسبوق بالعدم تُسند إليه كلّ الموجودات الحادثة في العالم.
وهذا البرهان يتألّف من مقدّمتين:
المقدّمة الأوّلى: العالم حادث
المقدّمة الثانية: لا بدّ لكلّ حادث من محدث.
استنتاج:
لا بد للعالم من محدث.لو نظرنا الى الامور من حولنا في هذا العالم لوجدنا انها موجودات حادثة مسبوقة بالعدم فكل شيئ من حولنا له عمر,اي مرحلة بدأبها وقد قدر العلماء عمرا لغالبية الامور مثل الارض والشمس,و.....وهذا يعني انها حادثة فالعالم يتكفل بإثبات المقدمة الاولى.
36 ___________________
أمّا المقدّمة الثانية
فهي من الأمور البديهية التي لا يختلف فيها اثنان، فلا بدّ لكلّ حادث أو معلول من محدث أو علّة، ومع ضمّ المقدّمتين إلى بعضهما البعض تكون النتيجة أنّ العالم كلّه محدَث.
وقد ورد في الحديث أنّ أبا شاكر الديصاني قال للإمام الصادق عليه السلام في إحدى المناظرات:
ما الدليل على أنّ لك صانعاً؟ فقال عليه السلام : "وجدت نفسي لا تخلو من إحدى جهتين: إمّا أنْ أكون صنعتها أنا، فلا أخلو من أحد معنيين: إمّا أنْ أكون صنعتها وكانت موجودة أو صنعتها وكانت معدومة، فإن كنت صنعتها وكانت موجودة فقد استغنيت بوجودها عن صنعتها، وإن كانت معدومة فإنّك تعلم أنّ المعدوم لا يُحدث شيئاً، فقد ثبت المعنى الثالث أنّ لي صانعاً وهو الله ربّ العالمين"، فقام ولم يحرْ جواباً 2.
نلاحظ في هذا الحديث الشريف مناقشة ثلاث فرضيات لحلّ لغز الوجود، فإمّا أنْ نقول:
إنّ عالم الوجود غير محتاج إلى خالق.
أو أن نقول إنّه خالق نفسه.
أو إنّ له خالقاً متّصفاً بكمال القدرة والعلم.
والفرضان الأوّلان باطلان بحكم الفطرة وبديهة العقل.
لذلك يطرح القرآن الكريم هاتين الفرضيّتين باستفهام انكاريّ تعجّبيّ، ويترك الحكم بصحّتهما أو سقمهما، صوابهما أو بطلانهما على عهدة وجدان الإنسان الحيّ وفطرته النقية وعقله السليم.
37 ___________________
فالعقل السليم من الهوى يدرك أنّ حلّ لغز هذا الوجود غير ممكن دون الاعتقاد بوجود خالق عالم قادر، أزلي وأبدي، فلنر ما أجمل وألطف بيان القرآن لهذا الأمر، قال تعالى:
﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيرِ شَيءٍ أمْ هُمُ الخَالِقُونَ، أمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ والأرضَ بَل لاَّ يُوقِنُون﴾ َ 3.
وقد يقول بعض إنّ هذا المحدِث هو الطبيعة وبالتالي ليس من الضروري الاعتقاد بوجود الله تعالى، وقد أجاب الإمام الصادق عليه السلام على هذا القول؛ فقد جاء في توحيد المفضّل بن عمر أنّه قال للإمام: يا مولاي إنّ قوماً يزعمون أن هذا من فعل الطبيعة، فقال: "سلهم عن هذه الطبيعة أهي شيء له علم وقدرة على مثل هذه الأفعال أم ليست كذلك؟ فإن أوجبوا لها العلم والقدرة فما يمنعهم من إثبات الخالق، فإنّ هذه صنعته؟ وإنْ زعموا أنّها تفعل هذه الأفعال بغير علم ولا عمد وكان في أفعالها ما قد تراه من الصواب والحكمة، علم أنّ هذا الفعل للخالق الحكيم، وإنّ الذي سموه طبيعة هو سنَّة في خلقه جارية على ما أجراها عليه"4 .
دليل النظام
يُعتبر هذا الدليل من الأدلّة السهلة المتيسرة لكلّ البشر، ويعتمد هذا الدليل أيضاً على مقدّمتين:
المقدّمة الأوّلى: إنّ العالم منظم
المقدّمة الثانية: إنّه لا بدّ لكلّ منظَّم من منظِّم
38 ___________________
استنتاج:
ان العالم لا بد له من نظم.
الدليل على أنَّ العالم منظَّم
ويُعتبر من الأمور المتّفق عليها بين العلماء، فلا أحد يقول إنّنا نعيش في عالم تعمّه الفوضى. وكلّ العلماء يدرسون أيّ ظاهرة في العالم لاستكشاف الحكمة والنظام المتقن الذي بنيت على أساسه. وإذا تأمّل الإنسان ذاته فسيجد نفسه محكوماً بنظام عجيب ودقيق، وكذلك إذا تأمّل في أيّ ظاهرة تحيط به, ونحن نستعرض مثالاً واحداً يبيّن هذه المسألة، مع أنّ الأمثلة على النظام لا تحصى من جسم الإنسان والنبات والحيوان والماء والسماء والأرض وغيرها الكثير.
الدماغ والعشرون مليون عصب
يحتوي الدماغ على "ستّة ملايين خلية" و"عشرين مليون عصب". يوجد في المادّة المخاطية الموجودة في لفائف المخيخ "ستة ملايين طبقة، وكلّ طبقة تتألف من آلاف الرقائق الظاهرة، وكلّ رقيقة مركّبة من ملايين الموجودات الحية".
يقول أحد أساتذة علم الأحياء بالنسبة للدماغ: "إنّ لهذا العضو خواصّ وإمكانات مدهشة ولا تُصدَّق. والعلماء أدركوا عدّة خواصّ من خواصه الفيزيائية والكيميائية، ولكنّ أغلب وظائفه ما زالت مجهولة حتّى الآن".
الدماغ مسؤول عن جميع الحركات العضلية، وجميع الأعمال البدنية الأساس التي ترتبط بها الحياة، مثل التنفّس ودقّات القلب التي تحصل تحت سيطرته.
39 ___________________
الدماغ هو مكان الذاكرة، الذي انتقشت فيه آلاف الآلاف من الصور الفكرية، التي يستحضرها الإنسان في ذهنه في الأوقات اللازمة وعندما يريد، ولا يمكن إعطاء أيّ تفسير ماديّ لأعمال الدماغ، مثل حلّ المسائل، وربط الموضوعات ببعضها البعض. كما أنّه لا يمكن بيان أيّ حالة من حالات الدماغ مثل الذوق السليم، والتأثّر، الأمل، صفاء الباطن وغيرها بواسطة القواعد العلمية.
إنّ إدراك الجمال والإحساس بالحقائق المعنوية مثل الحبّ، إدراك الذات وعلوّ الهمّة، جميعها هو من وظائف وشؤون قسم صغير من البروتوبلاسم الذي يسمّى الدماغ.
وهكذا لو تأمّل الإنسان في بقية أعضاء بدنه وترابطها بعضها مع بعض، وكذلك الحال لو تأمّل الإنسان في الشمس والقمر والأرض والتراب والهواء والماء وغيرها، والتأثير المتبادل بينها بحيث إنّ وقوع أيّ خلل يؤدّي إلى خراب الكون وعدم إمكانية الحياة واستمرارها، أدرك أنّه لا بدّّ لهذا كلّه من خالق ومدبّر عالم وقادر.
المقدّمة الثانية
الدليل على أنّ لكلّ منظَّم منظِّماً هو البداهة العقليّة والتي لا ينكرها عاقل، ولهذا أقرّ بها كثير من العلماء. يقول أحد العلماء الغربيّين:
... أنا كعالم أرى أنّ إنكار الصانع أمر غير منطقي، وأرى أنّ العقائد العلمية المبنية على فرضية عدم وجود الخالق هي مضرّة بالبشر.
هل يصدّق أحد وجود سبحة عن طريق الصدفة؟ وهل يمكن أنْ يكتب مثلاً رجل أمّي قصيدة تضاهي المعلّقات السبع؟ هل يمكن للعلل العشوائية التي لا تُعقل ولا تبصر أنْ تنتج نظاماً بهذه الدقّة. ولو سلّمنا جدلاً بوقوع شيء عن طريق الصدفة فهل يمكن أنْ يتمّ كلّ شيء عن طريق الصدفة؟
40 ___________________
والجواب: إنّ البديهة تقول إنّ فاقد الشيء لا يعطيه.
فكيف يمكن للعلل غير العاقلة وغير العالمة وغير الحيّة أنْ تملأ الكون علماً وحياة وقدرة ودقّة و... ؟
فالنتيجة التي نصل إليها أنّ الذي أوجد العالم هو موجود عالم قادر حيّ....
للمطالعة
دليل النظام
أنضر في الصورة .. هل صنع كل هذا بغير عمد أو ؟؟ الطبيعة :!!!!!!!!!!
إذا تفكّر المرء في خلقته هو، على قدر طاقته وسعة علمه، وفي الحواسّ الظاهرة التي صُنعت وفق المدركات والمحسوسات، فلكلّ مجموعة من المدركات التي توجد في هذا العالم قوّة مدركة بأدقّ ما تكون من الدقّة والترتيب المحيّرَين للعقول.
والأمور المعنوية التي لا تُدرك بالحواسّ الظاهرة، جعلت لها الحواسّ الباطنية لإدراكها. دع عنك علم الروح والقوى الروحية للنفس، واتّجه بنظرك إلى علم الأبدان وتشريحها وبنائها الطبيعي، وخصائص كلّ عضو من الأعضاء الظاهرة والباطنة. أنظر ما أغرب هذا النظام، وما أعجب هذا الترتيب! على الرغم من أن علم البشر لم يبلغ حتّى بعد مائة قرن إلى معرفة واحد بالألف منه، والإعتراف الصريح بأفصح لسان من جميع العلماء بعجزهم، مع أنّ جسم هذا الإنسان بالنسبة إلى كائنات الأرض الأخرى، لا يزيد على مجرّد ذرّة تافهة، وإنّ الأرض وجميع كائناتها لا تعدل شيئاً إزاء المنظومة الشمسية، وإنّ كلّ منظومتنا الشمسية لا وزن لها إزاء المنظومات الشمسية الأخرى، وإنّ كلّ هذه المنظومات الكلية منها والجزئية مبنية وفق ترتيب منظَّم ونظام مرتب بحيث إنّ أيَّ نقد لا يمكن أنْ يوجَّه إلى أتفه ذرّة فيها، وإنّ عقول البشر كافّة عاجزة عن فهم دقيقة من دقائقها.
أنضر هل كل هذا .. لا يكفي أن تقول ... لا إلاه إلا الله الخالق
41 ___________________
فهل بعد هذا التفكر يحتاج عقلك إلى دليل آخر ليعلم بأنّ هناك موجوداً عالماً قادراً حكيماً، لا يشبه الكائنات الأخرى ، هو الذي أوجد هذه الكائنات بكلّ حكمة ونظام وترتيب واتقان؟ ﴿أَفِي اللهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّموَاتِ وَالأَرْضَِا﴾5.
تحياتي..
أشرف أمهدي
Tags:
Arabic