أوصاف فرعون موسى تكشف رمسيس الثاني
و أخيرا علمنا من هو فرعون موسى... يعتقد أنه رمسيس الثاني . والله أعلم
مهندس / محمد عبد الرازق جويلي :
توصلنا في أبحاثنا الأربعة السابقة ان رمسيس الثاني هو فرعون موسى وليس أي فرعون آخر وقدمنا لذلك أربع أدلة فلكية هي الحساب الفلكي ليوم الزينة فتوصلنا انه كان يوم 9 يوليو 1266 ق.م الموافق 10 محرم 1945 ق.هـ فوقع هذا التاريخ في سنوات حكم رمسيس الثاني وذلك في بحثنا الأول (يوم الزينة يكشف رمسيس الثاني فرعون موسى) :
لمعاينة هذا البحث انزل أسفل الموضوع
- عاشوراء الخروج تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى
-----------------------------------
وحسبنا فلكياً تاريخ غرق فرعون موسى الذي أسميناه بيوم عاشوراء الخروج فتوصلنا إلى ان هذا اليوم كان 29 ابريل 1227 ق.م الموافق 10 محرم 1905 ق.هـ فجاء هذا التاريخ متوافقاً مع تاريخ وفاة رمسيس الثاني ونهاية حكمه وذلك في بحثنا الثاني (عاشوراء الخروج تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى)
لمعاينة هذا البحث انزل أسفل الموضوع
- يوم الزينة يكشف رمسيس الثاني فرعون موسى
-----------------------------------
وحسبنا الفترة الزمنية بين تاريخي يوم الزينة ويوم عاشوراء الخروج فوجدناها تساوي 40 سنة قمرية تامة هي الفرق بين سنتي (1945 – 1905 ق.هـ ) فتوافقت ال40 سنة مع ما جاء من روايات صحابة رسول الله انه بين يوم قول فرعون "ما علمت لكم من اله غيري" التي قالها في يوم الزينة وقوله "أنا ربكم الأعلى" التي قالها عندما حشر جنده لمواجهة موسى وشعبه في يوم عاشوراء الخروج قبل غرقه فقالوا ان بينهما 40 عاما وتوافقت هذه ال40 سنة مع آخر 40 سنة من فترة حكم رمسيس الثاني التي خلت من أية أعمال عظيمة لانشغاله فيها بعقاب الله له بالآيات التسع أو الضربات ال10 كما بالتوراة .. كما توافقت ال80 سنة قمرية (= 77 سنة ميلادية) التي عاصر موسى فيها فرعون منذ مولده وتربية فرعون له حتى خرج موسى بشعبه من مصر وعمره 80 عاما قمرياً توافقت تلك مع فترتي حكم رمسيس الثاني لمصر المتتاليتين (مشاركا في الحكم مع أبيه سيتي الأول لمدة 14 : 19 سنة وفترة حكمه مصر منفردا لمدة 67 سنة بعد موت أبيه) وذلك في بحثنا الثالث ( 40 سنة و 80 سنة يكشفان رمسيس الثاني فرعون موسى)
لمعاينة هذا البحث انزل أسفل الموضوع
- 40 سنة و 80 سنة تكشفان رمسيس الثاني فرعون موسى
-----------------------------------
كما أننا وجدنا ال67 سنة التي حكمها رمسيس منفرداً والتي اتفق عليها كل المؤرخين وعلماء المصريات وجدناها تشكل إعجازا قرآنيا جديداً هي أنها قد توافقت مع عدد الآيات التي ذكر فيها لفظ (فرعون) في القران الكريم (= 67 آية) فأعطت لنا معناً إضافيا اعجازياً لقوله تعالى " فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وان كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون" وذلك في بحثنا الرابع (67 سنة تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى)
لمعاينة هذا البحث انزل أسفل الموضوع
- 67 سنة تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى
-----------------------------------
هذه أوصاف فرعون موسى
جاء في التفاسير أنه قد كذب بعض بني إسرائيل بموت فرعون وقالوا أنه لا يموت .. فألقي علي ساحل البحر حتى رآه بنو إسرائيل أحمر قصير كأنه ثور .. ((1)) . وهناك روايات أخري كثيرة وصفت فرعون عندما رأوه بعد غرقه انه كان أصلع وأخينس .. ((2)) .. أخينس تصغير لأخنس .. الخنس (ذو أنف مرتفع ومتأخر عن الوجه قليلا – الخنس = تأخر الأنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأرنبة " القاموس المحيط") .. وهناك رواية لأبي بكر أنه قال : أخبرت أن فرعون كان أثرم .. ((3)) .. (الثَّرَمُ، :انْكسارُ السِّنِّ من أصْلِها، أو سِنٍّ من الثَّنايا والرَّباعِياتِ، أو خاصٌّ بالثَّنِيَّةِ. ثَرِمَ، كفَرِحَ، فهو أثْرَمُ ..القاموس المحيط) وأيضا (الثرم : سقوط الثنية من الأسنان والرباعية وقيل هو أن تنقلع السن من أصلها مطلقا .. النهاية في غريب الأثر) . وبهذا نستطيع ان نجمع صفات فرعون موسى كما وصفه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم : انه كان قصير و أصلع و اثرم و اخينس .
وهذه أوصاف رمسيس الثاني
بمقارنة هذه الصفات بمومياء رمسيس الثاني الموجودة بالمتحف المصري نجد أن رأسه صلعاء مع وجود بعض الشعر علي جانبي الرأس وخلفه وأن أنفه بارز قليلا ومرتفع عن الفم قليل مع بروز أرنبه بأعلى أنفه كما أنه كانت هناك فحوص طبية أجريت علي مومياء رمسيس الثاني في فرنسا في أواخر السبعينيات في رحلة علاج مومياءه ذكر فيها د. سميث أن هناك كسورا بأسنانه وخراريج بها خاصة في أسنان مقدمة الفم كما أوضح الكشف بالأشعة السينية لفك وأسنان مومياء رمسيس الثاني الحالة السنية للفرعون عند وفاته وقد تبين وجود بؤر عظمية انتانية عند شيخ عمره حوالي 90 سنة مصاب بفقدان عادي عام ومتقدم لمنطقة الأضراس ولم يبين الكشف وجود أي علاج أسناني تستطيع أن توضحه الأشعة السينية .. ((4)).
ولقد عثرت على صورة جانبية يمنى لجمجمة رمسيس الثاني بالأشعة السينية بأحد مواقع الانترنت.. ((5)) وبعرضها على الدكتور / حامد محمد سيد عبد الله – مدير إدارة طب الأسنان بمنطقة الشرابية الطبية الذي قام بفحصها ووجد فقد للقاطع الأيمن العلوي المجاور للناب الأيمن وبعرض صورة طبيعية أمامية لجمجمة رمسيس الثاني وهو فاتح فمه قليلاُ أفاد الدكتور/ حامد أن هناك فقد واضح للقاطع الأيسر العلوي . وللأسف لم أعثر على صورة جانبية يسرى لجمجمة رمسيس الثاني بالأشعة السينية أو صورة أمامية له بالأشعة السينية لبيان حالة باقي الأسنان خاصة القواطع من حيث وجودها أو فقد بعضها .. ولكن الله قد أكرمني كثيراً حيث عثرت أخيراً على تقرير طبي خاص لحالة أسنان مومياء رمسيس الثاني في رحلة مومياء رمسيس الثاني إلى فرنسا في السبعينيات جاء فيها فقده لغالبية القواطع والأنياب وانه لم يتبق منها سوى القاطع رقم 11 ورقم 13 فقط .. ((6)).
وبهذا نجد أن كل الصفات التي ذكرت في الروايات عن فرعون موسى الغريق تكاد تطابق مومياء رمسيس الثاني عدا صفة واحدة وهي طوله حيث ذكرت الروايات أنه كان قصيرا في حين أن طول مومياء رمسيس الثاني 173 سم أي انه كان وسطاً في الطول . وإن كنت أرى أن صفة الطول نسبية ... فربما كان هذا قصيرا إذا نسبوه للغالبية من رجال عصره أو بالنسبة لبني إسرائيل الذين وصفوه عندما شاهدوا جثمانه فقد كان موسى وهارون طويلين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : رأيت إبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله عليهم ، فأما موسى فرجل طوال (طويل) سبط يشبه رجال الزط ورجال أهل شبوة .. ((7)) .. و قال الثعلبي : قال كعب الأحبار : كان هارون بن عمران نبي الله رجلا فصيح اللسان بين الكلام ، وإذا تكلم تكلم بتؤدة وعلم ، وكان أطول من موسى وكان على أرنبته شامة ، وعلى طرف لسانه أيضا شامة ، وكان موسى بن عمران نبي الله رجلا آدم جعدا طويلا كأنه من رجال أزد شنوءة ، وكان بلسانه عقدة ثقل ، وكانت فيه سرعة وعجلة ، وكان أيضا على طرف لسانه شامة سوداء . بيان : قال الفيروزآبادي : أزد شنوءة وقد تشدد الواو : قبيلة سميت لشنآن بينهم .. ((8)).
ونحن وان كنا نبحث عن الفرعون الذي جمع في بدنه هذه الأوصاف (قصير – أصلع – أثرم – أخينس) من بين ما يقرب من 200 ملك وملكة (تقريباً) حكموا مصر خلال تاريخها القديم في 30 أسرة ملكية فان هذا الأمر يبدو صعباً للغاية لأننا في الواقع لم نتوصل حتى الآن إلا لعدد قليل من مومياواتهم ولكننا إذا ركزنا البحث في مومياوات ملوك الأسرتين ال18 وال19 التي اتفق غالبية الباحثين ان فرعون موسى فيهم وهم :الأسرة ال18: أحمس الأول - امنحتب الأول – تحتمس الأول – تحتمس الثاني – حتشبسوت – تحتمس الثالث – امنحتب الثاني – تحتمس الرابع– امنحتب الثالث – اخناتون - سمنخ كارع – توت عنخ آمون– أي– حور محب. الأسرة ال19: رمسيس الأول – سيتي الأول– رمسيس الثاني– مرنبتاح– آمون مس– سيتي الثاني– رمسيس سابتاح مع العلم بأن اغلبهم قد توصلنا إلى مومياواتهم . فأنه من السهل ان تجد ان هذه الأوصاف (قصير – أصلع – أثرم – أخينس) لا تنطبق إلا على رمسيس الثاني كما بينا .
صورة لجمجمة الفرعون بالاشعة السينية
اسفكسيا الغرق أم تصلب الشرايين
أثناء رحلة علاج مومياء رمسيس الثاني في السبعينات بفرنسا أجروا فحوصا طبية متقدمة لبيان سبب الوفاة توصل عالم البكتيريا الفرنسي روفر إلي أن سبب وفاته كان إصابته بتصلب الشرايين .. ((9)) .. وبهذا لم يكشفوا من قريب أو من بعيد أن سبب الوفاة كان اسفكسيا الغرق وأعترف أن هذا الأمر قد أصابني بالحيرة واليأس والفشل توقف معه بحثي هذا دون أي تقدم يذكر لمدة طويلة ... وكان لا بد أن أجد مخرجا مقنعا لهذا الموقف الصعب .. فكيف توصلت فلكيا ودينيا وتاريخيا وجغرافيا ومنطقيا إلي أن هذا الفرعون قد مات غريقا بما يتطابق مع كلام الله المنزل في القرآن والتوراة في حين أن الفحوص الطبية المتقدمة لموميائه أثبتت عدم صحة ذلك. وأخيرا جاء الفرج في تفسير بن كثير للآية 92 من سورة يونس حيث قال بن كثير في قوله تعالي " فاليوم ننجيك " أي نرفعك علي نشز من الأرض .. بدنك قال مجاهد : بجسدك وقال الحسن : بجسم لا روح فيه وقال عبد الله بن شداد سويا صحيحا أي لم يتمزق ليتحققوه ويعرفوه . لهذا فإن الله قد نجي بدنه من كل ما قد يتلفه من ملح أو كسر إذا غاص في قاع البحر وغيره .. فالله يريد أن يبقي بدنه آية وعبرة لمن لا يعتبر في كل الأزمان التالية وذلك في قوله تعالي : " لتكون لمن خلفك آية " خاصة وإننا نجد أحد القراءات الأخرى الصحيحة تذكر " لمن خلفك " علي صيغة الفعل الماضي.. أي لمن يأتي بعدك من القرون والأزمان التالية ... ومثلما تشكك بنو إسرائيل في موته تشكك المصريون أيضا في موته لأنهم كانوا يعبدونه إلها بعد أن أضلهم فرعون وهامان وجنودهما في ذلك حيث ذكر بن كثير فلما خرج موسى وأصحابه قال من تخلف من قوم فرعون (المصريين) : ما غرق فرعون ولا أصحابه ولكنهم في جزائر البحر يتصيدون فأوصي الله إلى البحر أن ألفظ فرعون عريانا فلفظه عريانا أصلع أخينس قصير .. ((10)) . ولنا أن نتساءل : من أي شئ نجى الله بدن فرعون ؟ هل من الموت أم من الغرق أم من ماذا؟ ... فمن المؤكد أن الله قد نجى بدنه من شئ ما لأنه قال : " فاليوم ننجيك ببدنك " .. والإجابة على هذا التساؤل : أن الله قد أغرق فرعون وأماته ومن معه جميعا لأنه قال تعالى : " فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا " الإسراء 103 . ولكن الله نجى بدن فرعون ليكون لمن بعده عبر كل القرون آية .
اسفكسيا الغرق أم اسفكسيا الاختناق
وصفت لنا بعض كتب التفاسير مشهد غرق فرعون موسى مستعينة بروايات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته فذكرت انه عندما أدرك فرعون الغرق وقال "آمنت بأن لا اله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين" كان سيدنا جبريل حاضراً في هذا المشهد حيث أخذ يأتي بطين قاع البحر فيسد فم فرعون خوفاً من أن تدركه الرحمة من الله ذلك الذي ادعى الألوهية وبارز الله بكافة المعاصي ولقد جاءت هذه الأحاديث كثيرة في كتب التفسير نذكر احدها فعن حماد بن سلمة عن علي ابن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما أغرق الله فرعون قال : *( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل) فقال جبرائيل : يا محمد ! لو رأيتني و أنا آخذ من حال البحر و أدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة " ... ((11)).
القران عطاء لمعاني كثيرة إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها ولقد سبق ان حللنا هذه الآية في بحثنا السابق (67 سنة تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى) وذكرنا لها الكثير من التفاسير القديمة والحديثة والشخصية عندما جمعت عدد الآيات القرآنية التي ذكر فيها لفظ (فرعون) في المصحف الشريف فوجدتها 67 آية وهي تساوي عدد سنوات حكم رمسيس الثاني لمصر منفردا والتي اتفق عليها كل الآثاريين والتاريخيين وقلت ان هذا يعد إعجازا قرآنيا رقمياً والله اعلم . لكن هذه الأحاديث تضعنا أمام سبب آخر من نجاة بدن فرعون وهو ليكون نجاة بدنه آية .. فنحن نعرف أنه عندما يصارع المرء مياه البحر في الرمق الأخير مخافة الغرق فأنه يجاهد بكل ما يتبقى من قوة فيحتاج للمزيد والمزيد من الهواء ليتنفس ولا يسعفه دخول الهواء عبر انفه فنجده يفتح فمه على آخره ليأخذ هواء الشهيق ولكنه يأخذ الماء بدلا من الهواء فتمتلأ رئتاه بالماء وينتفخ بدنه ويمتنع الأوكسجين عن الوصول إلى الأعضاء والأنسجة وخاصة الخلايا العصبية الحيوية بالدماغ التي تؤدي إلى الوفاة بعد3 دقائق وتكون علامات موته ما نسميه باسفكسيا الغرق والتي من أهمها انتفاخ الجسد وزرقته , ولكننا في حالتنا هذه فان فرعون أثناء محاولته للحصول على الهواء من فمه حتى لا يموت غرقاً نجد ان سيدنا جبريل بقدرته الجبارة قد سد فمه بطين قاع البحر المبتل فمنع الأوكسجين عنه تماماً فمات فرعون مختنقاً وهو ما نسميه باسفكسيا الخنق أو الاختناق والتي من أهم أعراضها زرقة في البدن فيه دون انتفاخ أو تلف في بدنه وهو الذي حفظ بدنه سليماً وعندما شك بنو إسرائيل في موته أمر الله البحر ان يلفظ بدن فرعون كاملاً إلى الشاطئ قبل ان يتلف أو تأكله الأسماك المتوحشة فوجدوه أمامهم ميتاً وجسده سليماً لدرجة أنهم تعرفوا عليه بسهولة ووصفوه وصفاً دقيقاً بأنه كان قصيراً اخينساً أصلعا أثرماً ولم يصفوه بمنتفخاً أو متعفناً أو تالفاً .. لهذا نحن نحتاج إلى فريق متمكن من الأطباء الشرعيين ليتحققوا من سبب الوفاة الأصلي فالمشاهد المبدئية لجثمانه تبدو الزرقة هي الغالبة على بدنه كما ترى في الصورتين الآتيتين :
وربما كانت هناك تحاليل أو وسائل طبية حديثة يمكنها إثبات صحة هذا في مومياؤه أو نفيه . ونحن إذا ما أثبتنا صحة وفاته باسفكسيا الخنق أو الاختناق فيكون دليلاً دامغاً على شخصية رمسيس الثاني فرعون موسى , فهل سيكون هذا هو المقصود من الآية في قوله تعالى : " فاليوم ننجيك ببدنك لتكون من خلفك آية " ؟ ...... الله اعلم .
صور لجثة فرعون مصر رمسيس الثاني في المتحف المصري
قراءات أخرى تنطبق على رمسيس الثاني
هناك قراءات أخرى للآية 92 في سورة يونس , فلقد قرئ (ننحيك) بالحاء كما جاء في كتب التفاسير ومنها تفسير البيضاوي جاء فيه ما نصه : " وقرأ (ننحيك) بالحاء أي نلقيك بناحية من الساحل."ببدنك " في موضع الحال أي ببدنك عارياً عن الروح ، أو كاملاً سوياً أو عرياناً من غير لباس .أو بدرعك وكانت له درع من ذهب يعرف بها" .. والفعل (نحّى) يعني أبعد وأزال (المعجم الوجيز) .. ولقد ورد في لسان العرب عن الفعل (نحّي) ما نصه :" نحّى الله عز وجل جوانب جوف الحوت عن يونس وجافاه عنه فلا يصيبه منه أذى ومن رواه عنه جوفه المسحوت (الجائع) يريد أن جوف الحوت صار وقاية له من الغرق".. ((12)) . وبمثل هذا المعنى يمكننا أن نقول أن الله قد نحّى جسد فرعون عن البحر في آخر لحظة وقبل غوصه في قاع البحر وانتفاخ بدنه وقبل أن تأكله أسماك البحر وألقاه ميتا سليم الجسد بشاطئ البحر لكي يراه بنو إسرائيل ويتأكدوا من موته بعد أن تشككوا فيه ولكي يعثر عليه المصريون جثة سليمة فيتمكنوا من تحنيطه ليكون لمن خلفه آية . وقرئ (بندائك) أي عندما نادى فرعون بأن : "آمنت بأن لا اله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين" .. و قرئ (بأبدانك) أي بأجزاء البدن كلها أو بدروعه كما جاء ذلك في تفسير البيضاوي وقد يفسر ذلك أن مومياء رمسيس الثاني عندما عثر عليها سنة 1881 م وتم فك لفائفها سنة 1886 م بواسطة الفرنسي جاستون ماسبرو وعاونه الأثري اميلي بروجش وذلك أمام الخديوي توفيق كانت سليمة الأعضاء وبحالة جيدة من الحفظ ثم تعرضت للتلف الشديد فيما بعد. كما يمكن أن نفسر قوله تعالى :" ننجيك بأبدانك" على أساس أن أبدان جمع بدن والبدن هو الجسد أو الجسم .. وكثيرا ما نطلق على أجساد الشخص بأنها جسده وجسد أبناءه وأحفاده وأبوه وجده وزوجته الذين رعاهم أو رعوه من أقرب أقرباءه.. وأننا نجد من بين أجساد (مومياوات) الملوك والفراعنة المصريين القدماء الذين عثر عليهم وعرضوا في المتاحف وشاهدهم الملايين من السائحين فأصبحوا علامة أو آية دالة عليهم وعلى تاريخهم حيث نجد من بينهم : - الملك رمسيس الثاني- أسرة 19 – (المتحف المصري –قاعة المومياوات ) وأبوه الملك سيتي الأول- أسرة 19 – (المتحف المصري –قاعة المومياوات) وزوجته الملكة نفرتاري– أسرة 19 – ( متحف تورين بإيطاليا رقم Supp. 5254 ) وابنه الملك مرنبتاح- أسرة 19 – (المتحف المصري –قاعة المومياوات) وحفيده الملك سيتي الثاني- أسرة 19 – (المتحف المصري ) ..
وحديثا حصلت مصر على مومياء جده الملك رمسيس الأول .. وكل هؤلاء الملوك والفراعنة هم أقرب الأقرباء الذي راعوا الفرعون رمسيس الثاني أو رعاهم عندما كان طفلاّ أو شاباّ أو كهلاّ أو شيخاّ مسناّ وبقيت أجسادهم (مومياواتهم) منذ أن ماتوا منذ أكثر من 3 آلاف سنة حتى الآن آية دالة وشاهدة عليهم وعلى تاريخهم . وتاريخياّ تعد هذه الحالة نادرة ولا يوجد لها مثيل في الآثار أو التاريخ المصري القديم ولا الحديث ولا في تاريخ العالم القديم ولا الحديث .. حيث لا يوجد جثمان سليم (أو شبه سليم) لرجل محنط ولزوجته ولأبوه ولجده ولأبنه ولحفيده في أي مكان في العالم وفي أي عصر قديم أو حديث غير حالة واحدة فقط هي لرمسيس الثاني .. لهذا أرى ان وجود مومياواتهم حتى يومنا هذا هو الأقرب لمعنى قوله تعالى :" ننجيك بأبدانك" ..
والله اعلم .
---------------------------------------------
المراجع :
1- تفاسير بن كثير والطبري و القرطبي وفتح القدير للآية (يونس 92) .
2- تفسير فتح القدير للآية السابقة .
3- الدرر السنية - الراوي: - المحدث: الهيثمي المصدر: مجمع الزوائد- الصفحة أو الرقم: 7/39 4- مومياء رمسيس الثاني خلال رحلة العلاج بفرنسا ص47 – مكتبة المجلس الأعلى للآثار .
5- ttp://www.touregypt.net/images/touregypt/mummies7
6- http://lunis1.free.fr/spip.php?article32
7- بحار الأنوار – جلد 13 ص11
8- نفس المصدر السابق بنفس الصفحة .
9- لعنة الفراعنة – أنيس منصور .
10- تفسير بن كثير للآية (يونس 92) .
11- أخرجه الترمذي ( 3106 ) و الحاكم ( 4 / 249 ) و أحمد ( 1 / 245 , 309 ) و ابن جرير ( 17861 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 8 / 102 ) و قال الترمذي : " حديث حسن " .
12- لسان العرب - ج 2 ص 42 . بحثنا القادم سنواصل إنشاء الله أدلتنا التاريخية بالمقارنة بين بعض الآيات القرآنية التي تناولت (فرعون) وما جاء عن رمسيس الثاني في كتب التاريخ والآثار لنجد ان بينهما الكثير من التطابق وذلك في بحثنا القادم (آيات قرآنية تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى) .
___________________________
- عاشوراء الخروج تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى
___________________________
مهندس / محمد عبد الرازق جويلي
بعد ان توصلنا في بحثنا الأول (يوم الزينة يكشف رمسيس الثاني فرعون موسى) ان تاريخ يوم الزينة 9 يوليو1266 ق.م فوجدنا أنفسنا أمام المتهم الوحيد رمسيس الثاني الذي وقع هذا التاريخ في أيام حكمه بكل تأكيد رغم اختلاف المؤرخين في فترة حكمه من حيث بدايته إلى نهايته فالسنة 1266 ق.م تقع في أي منها , وكان يلزم علينا تأكيد تلك النتيجة بدليل فلكي آخر وهذا الدليل وجدناه في يوم غرق فرعون موسى وخروج بني إسرائيل من مصر الذي كان يوافق يوم عاشوراء لذا فإننا قد أسميناه بعاشوراء الخروج .
عاشوراء الخروج
عن بن عباس قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد يهود يصومون يوم عاشوراء فقال : ما هذا فقالوا : هذا يوم عظيم يوم نجى الله موسى وأغرق آل فرعون فصامه موسى شكرا قال النبي صلى الله عليه وسلم : فإني أولى بموسى وأحق بصيامه فصامه وأمر بصيامه .... ((1))...
وهناك أحاديث كثيرة وردت بالصحيحين بنفس المعنى . نستخلص منها أن يوم نجاة موسى وغرق فرعون في البحر كان يوافق يوم عاشوراء وهو الذي أسميته بعاشوراء الخروج .. وعاشوراء هو اليوم العاشر من شهر المحرم.. لذا فمن المؤكد أن اليوم الذي عبر فيه موسى وبني إسرائيل البحر بينما غرق فرعون فيه كان يوافق يوم 10 من محرم لإحدى السنوات القمرية التي كان يتبعها بنو إسرائيل وان اختلف مسمى الشهر القمري عندهم عن المحرم .
لأنه لو كان اليهود قد كذبوا علي رسول الله فيما حدث لموسى وفرعون في هذا اليوم لكان الله تعالي قد كشف لرسوله كذبهم وتضليلهم ولما أمر الصادق المصدوق بصيام هذا اليوم تأسيا بموسى . وبما أن التقويم عند اليهود قمري أيضا هو التقويم العبري فلا بد أن هذا اليوم كان اليوم العاشر لشهر قمري ما من شهورهم القمرية .
س : تري ما هذا الشهر العبري الذي نجى الله فيه موسى وأغرق فرعون في العاشر منه ؟
ج :الإجابة سوف نستخلصها من السفر الثاني من أسفار العهد القديم (سفر الخروج ) الذي تناول قصة خروج بنى إسرائيل من مصر ومنه نستخلص خط سير خروج بني إسرائيل من مصر ونستنتج تاريخ هذا اليوم العظيم
خط سير خروج بني إسرائيل من مصر.
إذا تتبعنا قصة خروج موسى وبني إسرائيل من مصر حسبما جاءت في سفر الخروج نجد أن بني إسرائيل بدءوا الخروج في ليلة 15 من الشهر القمري أبيب( نيسان) وكان عددهم 600 ألف رجل دون حساب الشيوخ والأطفال والنساء حتى أن بعض المفسرين ذكر أن عددهم عند الخروج كان يزيد عن اثنين مليون .. وهذا العدد مبالغ فيه كثيراً حيث جاء في القرآن وصف الفرعون لهم (إن هؤلاء لشرذمة قليلون ) الشعراء 54 وقد خرج بنو إسرائيل ومعهم مواشيهم وغنمهم وبقرهم بأعداد كبيرة جدا بالإضافة إلي أمتعتهم والعجين الغير مختمر وما سلبوه من المصريين من ذهب وجواهر وحلي..... أما عن خط السير فهو كما جاء بسفر الخروج من رعمسيس (قنتير بالشرقية) إلي سكوت ثم إلي إيثام في طرف البرية ثم أمرهم الرب بأن يرجعوا وينزلوا أمام فم الحيروث بين مجدل والبحر أمام بعل صفون ولما حضر الفرعون وجنوده إلي هذا المكان الأخير (فم الحيروث) وتراءي الجمعان بنو إسرائيل وجند فرعون ولم يكن بنو إسرائيل مجهزين للقتال لذا فقد خافوا خوفا شديدا ... عندئذ حدثت آية الله الكبرى كما ورد بالقرآن : " فأوحينا إلي موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم " الشعراء 63 ... وكما جاء بسفر الخروج (فقال موسى للشعب لا تخافوا قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصفه لكم اليوم فإنه كما رأيتم المصريين اليوم لا تعودون ترونهم أيضا إلي الأبد الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون ) خروج 14: 13 – 14 ... (ثم قال الرب لموسى : قل لبني إسرائيل أن يرحلوا وارفع أنت عصاك ومد يدك علي البحر وشقه) خروج 14 : 15 - 16 ... ثم حدث ما هو معروف كما جاء بالقرآن وسفر الخروج من عبور بني إسرائيل الطريق اليابس الذي شقه موسى وسط البحر بوحي وقدرة الله بينما غرق فرعون وجنوده بعدما أطبق الله البحر عليهم .
نصف الدنيا تسير في طريق الخروج
تحت عنوان (اكتشاف طريق خروج بني إسرائيل من مصر) بمجلة نصف الدنيا ذكرت أن بداية الخروج كانت من رعمسيس بالشرقية ثم إلي سكوت وهي مدينة تقع فى وادي الطميلات وهو واد يمتد من الزقازيق إلي غرب محافظة الإسماعيلية وسكوت تبعد عن رعمسيس بـ 24 كم ومن سكوت إلي ايثام (موقع بالإسماعيلية بين بحيرة التمساح والبحيرات المرة حاليا) ثم توجهوا إلي فم الحيروث أمام بعل صفون (قرب السويس) وهناك وقعوا في كمين وصاروا محاصرين بين الصحراء والبحر الأحمر ثم عبروا البحر الأحمر بعدما حدثت الآية الكبرى إلي مارة بالقرب من عيون موسى.. ثم استكملوا التنقل في صحاري وجبال سيناء بعدما حكم الله عليهم بالتيه 40 سنة في سيناء لرفضهم قتال العماليق.. ويقول عبد الرحيم ريحان (مدير آثار دهب) بالمجلة من خط سير الرحلة المذكور في التوراة يتضح أنه كان بطريق جنوب سيناء وليس شمال سيناء (عند البحر الأبيض المتوسط) كما ذكر البعض... وعندما أخلي فرعون السبيل للشعب الإسرائيلي فإن الرب لم يسمح لهم بالمرور من الطريق المعهود إلي فلسطين مع أنه قريب جدا لأنه قال : ( لئلا يندم الشعب إذا رأوا حربا ويرجعوا إلي مصر فأدار الله الشعب في طريق برية بحر سوف ) خروج 13 : 17 ... وطبيعي أن يكون الخروج من جنوب سيناء لأن شمال سيناء كان الطريق الحربي بين مصر وفلسطين منذ عهد يوسف .. بعكس ما ذهب إليه البعض من تفسيرهم بحر سوف بأنه البحر المتوسط بحيث يعبروا البحر المتوسط فيجدوا أنفسهم بالقرب من عيون موسى بخليج السويس.. فهذا مناف تماما لكل الأحداث كما وردت بالقرآن والتوراة ... كما أنه غير صحيح جغرافيا...فإن بحر سوف (في العبرية " يم سوف " أي بحر القصب) أي بحر القُلزُم، هو بحر أو بحيرة واسعة، ينبت على جانبها القصبُ البَرْديّ .. قال بعض المترجمين: إنّه البحر الأحمر.. لهذا فإن خط السير قد بدأ من رعمسيس (قنطير بالشرقية ) ثم اتجهوا إلي شمال شرق إلي سكوت ثم اتجهوا للجنوب شرق حتى أيثام... (( 2 ))
خط سير خروج بني إسرائيل من مصر
ساروا 200 كم قبل مواجهة فرعون
اعتقد شخصيا أن بني إسرائيل قد التفوا حول البحيرات المرة من جهة الشرق (سيناء) لأنه كان هناك عائق مائي وقتئذ هو فرع النيل البيلوزي الذي كان يقطع محافظتي الشرقية والإسماعيلية وقتئذ ويصب في البحيرات المرة ولم تذكر الكتب المقدسة أنهم عبروا نهرا أثناء خط سيرهم قبل أن يواجهوا فرعون وجنوده عند البحر الأحمر وهذا الطريق يصل طوله إلي أكثر من 160 كم (علي الخريطة) وهو طريق صحراوي رملي غير ممهد (وقتئذ) ولا يفترض فيه الاستقامة التامة مما قد يجعل مسافة السير تزيد عن 200 كم ... كما أن بني إسرائيل قد خرجوا بناء علي موافقة من فرعون وإلحاح من المصريين علي خروجهم بعدما أصاب فرعون والمصريين من الويل بسبب الآيات التسع أو الضربات العشر وكان آخرها موجعا حيث ضرب الله كل بكر في أرض مصر بدءا من ابن فرعون نفسه والمصريين جميعا حتى بهائمهم أيضا ماتت أبكارها حتى أصبح في كل بيت ميت (خروج 12 : 19 ) ... فلم العجلة في السير إذن ؟
ساروا امنين مطمأنين 25 يوم
يبدو أن بني اسرائيل قد بدءوا السير آمنين عدة أيام (لماذا؟) .. لأنهم خرجوا بعد طلب موسى من فرعون بذهابه وقومه لمدة 3 أيام في البرية لأن لهم عيد للرب غير ان فرعون رفض فعاقب الله فرعون والمصريين جميعاُ بالآيات أو الضربات فكانت موافقة فرعون وإلحاح المصريين فخرج بنو إسرائيل ليلا ولكن الله شدد قلب فرعون حتى يسعي وراءهم (خروج 14 : 4 ) فغير رأيه بعدما أصابه من الغضب والغيظ من هروب بني إسرائيل وتركهم خدمة المصريين حيث كانوا عبيدا مسخرين لخدمة المصريين ( خروج 14 : 6 ) فأرسل فرعون لكل المدن الفرعونية بمصر (قيل ألف مدينة واثنا عشر ألف قرية- تفسير الجلالين وتفسير البغوي ) وذلك لإعداد جيشا كبيرا(قيل عددهم مليون مصري ) وست مائة مركبة منتخبة وسائر مركبات مصر( خروج 14 : 8 ). ولعل إعداد هذا الجيش الكبير بمعداته ومركباته في كل مدن مصر قد استغرق أياما ليست قليلة . خرج هذا الجيش ليلحق موسى وقومه وقد صور القرآن خروج بني إسرائيل بتسلسل أحداثه تصويرا بديعا في سورة الشعراء حيث قال الله تعالي:" وأوحينا إلي موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون.. فأرسل فرعون في المدائن حاشرين .. إن هؤلاء لشرذمة قليلون .. وإنهم لنا لغائظون ..وإنا لجميع حاذرون .. فأخرجناهم من جنات وعيون .. وكنوز و مقام كريم .. كذلك و أورثناها بني إسرائيل.. فاتبعوهم مشرقين "الشعراء60
*** وفي نفس الوقت كان يسير أكثر من 2 مليون من بني إسرائيل( حسب زعم اليهود) في صحراء قاحلة أطفالا وشيوخا ونساءا وشبابا ومعهم مواشيهم الثقيلة بقر وجاموس التي تسير ببطء وأغنامهم وأمتعتهم وخبزهم في طريق قدرناه بأكثر من 200 كم (افتراضا).. ولو افترضنا أن سرعتهم 8:7 كم في اليوم وليس كما ذهب بعض مفسري أهل الكتاب من أن سرعتهم كانت 10:6ميل في اليوم (6ميل= 10كم) كما جاء ذلك في الدراسات الحديثة لبعض مفسري التوراة في احد المواقع بالانترنت ..... ((3)) لأنهم في الواقع لم يكونوا متعجلين كما ذكرنا.. فإنهم يكونوا قد قطعوا الطريق في 25:24 يوما حتى وصلوا إلي النقطة التي عبروا فيها خليج السويس بالبحر الأحمر. وبما أنهم قد خرجوا من أرض جاسان بالشرقية ليلة 15 نيسان فإنهم يكونون قد وصلوا بعد 25:24 يوم سير إلي يوم 10بالشهر التالي أيار حيث عبروا خليج السويس في هذا اليوم. س : ولكن ما الدليل علي صحة هذا الافتراض ؟ ج: إن بني إسرائيل بعدما اجتازوا خليج السويس خرجوا إلي برية شور حيث ساروا ثلاثة أيام دون ماء حيث وصلوا إلي مارة التي حدث فيها معجزة تحويل الماء المر إلي عذب (بقدرة الله ) حيث شربوا ثم ارتحلوا إلي ايليم ثم إلي برية سين التي وصلوها في اليوم الخامس عشر من الشهر الثاني أيار بعد خروجهم من مصر في الشهر الأول (نيسان) وهكذا كما جاء بسفر الخروج الإصحاحين 15 ؛ 16 . فإننا إذا طرحنا 3 أيام سير (دون ماء) وحوالي يومين (افتراضا) التي ساروها من أيليم إلي برية سين.. أي خمسة أيام .. إذا طرحناها من يوم 15 لشهر أيار (عندما وصلوا إلي برية سين ) .. نصل إلي أنهم قد اجتازوا خليج السويس في اليوم العاشر من شهر أيار .
س :هل هناك دليل آخر ؟
ج: نعم ... فإنه من اليوم الـ15 من شهر نيسان الذي خرجوا فيه إلي اليوم الـ15 من أيار الذي وصلوا فيه إلي برية سين بعد عبورهم خليج السويس لا يوجد سوي عاشوراء واحدة فقط (يوم 10 في الشهر القمري) هي عاشوراء شهر أيار. وطالما أن اليهود ذكروا لرسول الله أنه هو اليوم الذي نجي الله فيه موسى وأغرق فرعون .. فلا بد أنهم كانوا يعرفون أنه كان يوافق العاشر من أيار حسب ترتيب أحداث خروج بني إسرائيل من مصر في كتابهم (التوراة ) كما بينا .
عاشوراء العبري غير عاشوراء الإسلامي
س: ولكن ما القول في أن لليهود يوم آخر يسمي يوم عاشوراء يوافق اليوم العاشر من شهر تشري العبري ؟ ج : هذا هو يوم الكفارة ويسمي أيضا يوم الكيبور ... وهو اليوم الذي عاد فيه موسى من سيناء بعدما استرضي ربه علي بني إسرائيل حيث أنه بعدما صعد الجبل لميقات ربه وغاب عنهم 40 يوما تلقي فيها التوراة ثم عاد فوجد بني إسرائيل وقد عبدوا العجل الذي صنعه لهم السامري من الذهب الذي سلبوه من المصريين وكان هذا اليوم هو العاشر من الشهر السابع (تشري) لذا فقد أسموه ب آشورا Ashura (عاشوراء) أيضاً ... ولقد فرض سيدنا موسى عليهم صيام هذا اليوم .. ومن لا يصم يقتل حسب الشريعة .. ويعتبر هذا اليوم سبتا أي يوم راحة محرما فيه العمل .
س: ولكن الرسول التقى باليهود في يوم عاشوراء الإسلامي عندما توافق مع يوم عاشوراء العبري كما جاء بالأحاديث الصحيحة ففي أي سنة هجرية كان ذلك ؟
ج : في الواقع لم يحدث ذلك مطلقاً في أي من السنوات الهجرية ال11 الأولى التي هاجر فيها الرسول إلى المدينة في ربيع الأول من السنة الهجرية الأولى حتى توفى في ربيع الأول سنة 11 هجري لأنه عندما بحثنا عن شهر المحرم للسنوات الهجرية ال11 الأولى في موقع تحويل التقاويم العالمي ..... ((4)) فوجدناه لم يوافق شهر تشري الذي في عاشره عاشوراء العبري مطلقاً ولكن وجدنا شهر المحرم قد توافق مع الشهور العبرية الآتية حسب ترتيب السنوات الهجرية ال11 الأولى : 1-آب.2- آب.3- تموز.4- تموز.5- تموز.6- سيوان.7- سيوان.8- أيار.9- أيار.10- أيار.11- نيسان . بما يعني ان عاشوراء الإسلامي لم يتوافق مطلقاً مع عاشوراء العبري بعد دخول الرسول المدينة حتى توفى وهذا يعنى أننا أمام احتمال واحد فقط هو ان هذا اليوم الذي التقى فيه الرسول مع اليهود كان يوم عاشوراء (10 محرم) عند المسلمين ولكنه كان يوافق يوم 10 من شهر قمري عبري هو احد الشهور (آب - تموز - سيوان – أيار – نيسان) الذين توافقوا مع ال11 سنة الهجرية الأولى بالترتيب الذي توصلنا إليه , ونحن قد توصلنا من قبل انه كان يوم 10 أيار وذلك عندما استعرضنا خروج بني إسرائيل من مصر كما جاء بالتوراة في ليلة 15 نيسان العبري القمري وان يوم اللقاء كان بعد 24 أو 25 يوم أي في يوم 10 أيار وقدمنا الأدلة على ذلك بما يعني ان الرسول قد التقى باليهود في يوم 10 محرم لأحد السنوات الهجرية ال8 أو ال9 أو ال10 الذي توافق فيها مع شهر أيار العبري القمري كما جاء من موقع تحويل التقاويم الذي ذكرناه.
يوم عاشوراء عند المسلمين يوم عظيم عند اليهود
إحقاقا للحق يجب أن أقول أن اليهود لم يسموا هذا اليوم الذي وجدهم الرسول فيه صائمين بيوم عاشوراء عندهم صراحة في أي حديث نبوي تناول هذا اللقاء وذلك بعد أن راجعت كل الأحاديث الشريفة التي تناولت هذا اللقاء والتي رواها بن عباس وأبو موسى ألاشعري وأبو هريرة ولقد كانت أجابتهم في تلك الأحاديث الشريفة عن هذا اليوم كالآتي :- قالوا: هذا يوم صـالح , يوم نجى اللّه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى (ع ). ...... فقالوا:هذا يوم عظيم , وهو يوم نجى اللّه فيه موسى واغرق آل فرعون ...... فقالوا: هذا هو اليوم الذي اظهر اللّه فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ...... فقالوا: هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون...... قال : دخل النبي المدينة وإذا أناس من اليهود يعظمون عاشوراء ويصومونه , فقال النبي : ((نحن أحق بصومه )). فأمر بصومه ...... قال : كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا,...... فقالوا هذا اليوم الذي نجا الله موسى وبني إسرائيل من الغرق وغرق فيه فرعون.
وهكذا نجد أن اليهود لم يقولوا للرسول صراحة أن هذا اليوم كان يوم عاشوراء عندهم بل قالوا عنه انه يوم صالح ويوم عظيم ويوم أظهر فيه موسى على فرعون وكانوا يعظمون هذا اليوم ويعدونه عيدا ولكن لم يقل أحد منهم صراحة أنه كان يوم عاشوراء عندهم وان كان هذا لا يمنع من أن يكون لليهود قديما يومان عاشوراء:
1) يوم عاشوراء الخروج : يوم 10 أيار.. الصيام فيه تطوع شكرا لله علي نجاة موسى ونجاتهم وغرق فرعون ولكنهم نسخوه وهذا دأبهم .
2) يوم عاشوراء الكفارة : يوم10 تشري .. ذكري عبادتهم للعجل وغضب موسى عليهم بسبب ذلك وكسره ألواح التوراة من شدة غضبه وفرضه لهم ومن لا يصمه يقتل حسب الشريعة فأبقوه ... ثم أن اليهود لو كانوا قد كذبوا علي الرسول في حقيقة وأصل وسبب يوم عاشوراء لكشف الله لرسوله كذبهم وتضليلهم وما أمر بصيام هذا اليوم... لهذا أعتقد أنه لابد أن يكون هناك يوم عاشوراء آخر عند اليهود وهو ما توصلت إليه يوم 10 أيار وهو الذي كان يتوافق مع 10 محرم في سنة 1227 ق .م يوم غرق فرعون ونجا موسى وربما كان يسن عند اليهود صيامه حتى أيام رسول الله ثم نسخه أحبارهم بعد ذلك .
لأنك تجدهم أحرص الناس علي الحياة. نستخلص مما سبق أن يوم نجاة موسى وغرق فرعون (عاشوراء الخروج) كان يوم 10 محرم حسب التقويم الهجري الذي كان يوافق يوم 10 أيار حسب التقويم العبري .... وكلا التقويمين قمري.
ولكن الفرق بين هذين التقويمين أن يوم 10 محرم يأتي في الصيف والخريف والشتاء والربيع لأنه لا نسيء في التقويم الهجري . أما يوم 10 أيار فيأتي في الربيع دائما لأن التقويم العبري يعتمد على النسيء حيث يضاف شهر قمري ثالث عشر لبعض السنوات القمرية لكي يحفظوا لعيد الفصح (15 نيسان) أن يكون بعد الاعتدال الربيعي مباشرة بما يتفق مع نفس الظروف التي خرج فيها موسى وبنو إسرائيل من مصر ليلة 15 نيسان في أول الربيع وكانوا يعرفون الاعتدال الربيعي قديماً بظهور بشاير محصول الشعير .
الاعتدال الربيعي أيام موسى
لما كان الاعتدال الربيعي حاليا فلكيا يوافق يوم 21 مارس فإن 15 نيسان (عيد الفصح) عند اليهود يوافق أحد أيام الفترة من 22 مارس حتى 30 أبريل وذلك حسب التقويم الجريجوري المعمول به حاليا . لهذا فإن 10 أيار الذي يأتي بعد 15 نيسان بـ24 أو 25 يوما يوافق أحد أيام الفترة من 15 أبريل حتى 25 مايو .
* أما في السنة التي خرج فيها موسى وبنو إسرائيل من مصر والتي نعتقد أنها أحد سنوات القرن الثالث عشر قبل الميلاد كما توصلنا فإن الاعتدال الربيعي فيها كان يوافق 1 أبريل حسب التقويم الجولياني حسب اشهر موقع عالمي لتحويل التقاويم الذي نستعين به بالتالي فإن يوم 15 نيسان الذي خرج فيه موسى وبنو إسرائيل من مصر كان يوافق أحد أيام الفترة من 2 أبريل حتى 11 مايو أما يوم 10 أيار الذي عبر فيه موسى وبنو إسرائيل البحر الأحمر فإنه يوافق أحد أيام الفترة من 26 أبريل حتى 4 يونيو . أي ان بداية الاعتدال الربيعي أيام موسى عليه السلام كان متأخراُ 11 يوم عما هو عليه الآن .
سبعة تواريخ منهم واحد صحيح
هذا الحساب الفلكي الدقيق باستخدام اشهر مواقع تحويل التقاويم للوصول إلي اليوم الذي يتوافق فيه 10 أيار مع 10 محرم في القرن ال13 قبل الميلاد مع العلم ان 10 محرم لا يشترط ان يوافق 10 أيار تماماً لأن التقويم العبري لا يشترط ظهور الهلال ليبدأ الشهر القمري ولكن قمرهم اصطلاحي حسابي وقد يصل الفرق بينهم ل3 أيام فكان الآتي :
1- يوم 9 مايو 1293ق.م =13 أيار 2468 عبري = 10 محرم 1973 ق.ه
2- يوم 28 ابريل 1292 ق.م = 12 أيار 2469 عبري = 10 محرم 1972 ق.ه
3- يوم 15 مايو1261 ق.م =12 أيار 2500 عبري = 10 محرم 1940 ق.ه
4- يوم 4 مايو 1260 ق.م =12 أيار 2501 عبري = 10 محرم 1939 ق. ه
5- يوم 23 ابريل 1259 ق.م = 11 أيار 2502 عبري = 10 محرم 1938 ق.ه
6- يوم 10 مايو 1228 ق.م =11 أيار 2533 عبري = 10 محرم 1906 ق.ه
7- يوم 29 أبريل 1227ق.م =11 أيار 2534 عبري = 10 محرم 1905 ق.ه = الخميس وبالطبع فإن أحد هذه التواريخ الـ 7 هو عاشوراء الخروج أما الـ 6 تواريخ الأخرى فخاطئة رغم توافق شروطها لأن خروج بني إسرائيل مع موسى من مصر كان بالطبع مرة واحدة..
ولسوف نستبعد الـ 6 تواريخ الخاطئة في الخطوات التالية ليتبقى لنا التاريخ الوحيد الصحيح لعاشوراء الخروج والذي سوف نثبت صحته فلكيا وتاريخيا ودينيا ؟
س: لكن ما هو التاريخ الصحيح لعبور موسى وبني إسرائيل البحر الأحمر (عاشوراء الخروج) من هذه التواريخ الـ 7 ؟
ج: لا بد من إلقاء نظرة إلي تاريخ الفراعنة لأن العبور ارتبط بموت أحد فراعنة مصر غرقا في البحر الأحمر وانتهاء حكمه. ولقد ورد في القرآن مصير هذا الفرعون علي النحو التالي :
-- قوله تعالي :" فاتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم " طه 78 -- وقوله تعالي :" وجاوزنا بني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوانا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين " يونس 90 -- وقوله تعالي :" فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم " القصص 40 كما ورد أيضا مصير هذا الفرعون في سفر الخروج في الإصحاحين 13 ، 14 وأيضا في المزمور 136 يؤكد موت فرعون في بحر القلزم (البحر الأحمر) .
وهكذا كل الكتب السماوية اتفقت على موت فرعون غرقا في البحر . وإذا نظرنا إلي تواريخ موت ملوك وفراعنة مصر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد نجد أن ذلك يتزامن مع آخر فراعنة الأسرة الـ 18 (حور محب) وأغلب فراعنة الأسرة الـ 19. وكانت تواريخ وفاتهم بالمراجع التاريخية (تاريخ مصر القديمة – مصر الخالدة – تاريخ العالم) كالآتي :
** من ذلك يتبين الاختلافات الكبيرة بين المؤرخين في تواريخ وفيات فراعنة مصر في تلك الفترة مما يعني أن هذه التواريخ تقديرات ينقصها قدر من الدقة ومما يجعل هناك صعوبة في تحديد التاريخ الصحيح لعبور موسى وبني إسرائيل البحر الأحمر في يوم عاشوراء الخروج ما لم يكن هناك معلومة إضافية محددة في حياة موسى وقصته مع فرعون مصر تصل بنا إلي تاريخ عاشوراء الخروج الصحيح. ** فبالعودة إلى قصة موسى وترتيب أحداثها كما وردت بالقرآن وبأسفار موسى بالكتاب المقدس نلاحظ أن فرعون الذي أرسل الله موسى إليه وقابله بآياته الكبرى في يوم الزينة هو نفس الفرعون الذي أخذه الله بالسنين ونقص الثمرات وأرسل عليه الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم كما جاء بالقرآن أو هو نفس الفرعون الذي ضربه الله بعشر ضربات كما جاء بسفر الخروج ... وهو نفس الفرعون الذي أغرقه الله في البحر الأحمر بينما عبر موسى وبنو إسرائيل البحر في يوم عاشوراء الخروج .وبالطبع فإن هذه الأحداث قد استغرقت زمنا طويلا ذكره أغلب المفسرين 40 سنة .
** وهذا يعني أن يوم عاشوراء الزينة وهو الذي توصلنا فلكيا أنه كان يوم السبت 9 يوليو 1266 ق.م فإن هذا اليوم كان يوما في حياة هذا الفرعون , وأن يوم عاشوراء الخروج الذي نبحث عنه كان يوم موت هذا الفرعون وانتهاء حكمه بالطبع . ولأول وهله نستطيع أن نرفض تاريخين من سبعة التواريخ التي توافق فيها يوم 10 أيار مع 10 محرم في القرن الـ 13 قبل الميلاد هما الواقعان بسنة 1293 ق.م و بسنة 1292 ق.م لأن كلا من هذين التاريخين يقع قبل يوم عاشوراء الزينة 9 يوليو 1266 ق.م .. لأن يوم عاشوراء الخروج الذي مات فيه هذا الفرعون لا بد أن يقع بعد يوم عاشوراء الزينة 9 يوليو 1266 ق.م الذي كان فرعون فيه حيا بالطبع وليس قبله . ** كما إننا نستبعد 3 تواريخ أخرى من التواريخ السبعة هي الواقعة بالسنوات 1261ق.م ،1260 ق.م , 1259 ق.م لأن الفرق بينهم وبين تاريخ يوم عاشوراء الزينة 9 يوليو 1266 ق.م حوالي 5 : 7 سنوات ومعروف أن الفترة بين يوم عاشوراء الزينة وعاشوراء الخروج 40 سنة كما سنثبت ذلك في بحثنا القادم إنشاء الله (40 سنة و 80 سنة تكشفان رمسيس الثاني فرعون موسى ).
** يبقي لدينا تاريخين محتملين لتاريخ يوم عاشوراء الخروج هما : 1) يوم 10 مايو 1228 ق.م =11 أيار 2533 عبري = 10 محرم 1906 ق.ه 2) يوم 29 أبريل 1227ق.م =11 أيار 2534 عبري = 10 محرم 1905 ق.ه = الخميس.ـ ولما كان يوم عاشوراء الزينة الذي توصلنا إليه فلكيا هو يوم السبت 9 يوليو 1266 ق.م الموافق 10 محرم 1945 ق.هـ .
فإن الفرق بين يومي عاشوراء الزينة وعاشوراء الخروج بالتاريخين المحتملين هو بالترتيب : 1) 37 سنة ميلا دية و305 يوم = 39 سنه هجرية تامة 2) 38 سنة ميلا دية و 296يوم = 40 سنه هجرية تامة وايا من هذه الفروقات الزمنية لهما مناسب جدا ويتوافق مع ما ذكره المفسرون أن هذه المدة تقع بعد 40 سنة أو بالقرب منها وهو ما ذهب إليه أغلب المفسرين لما ورد من روايات عن صحابة رسول الله كما سوف نوردها في بحثنا القادم .
س: ولكن أي هذه التواريخ يوافق يوم عاشوراء الخروج ؟
ج : نرجع إلى تاريخ خروج موسى وبني إسرائيل من أرض جاسان (صفط الحنة حاليا) بمحافظة الشرقية حيث كان خروجهم ليلة 15 نيسان أي قبل 10 أيار بـ 24 أو 25 يوم أي أن تاريخ خروج موسى وبني إسرائيل من أرض جاسان كان: 1) يوم 14 أبريل 1228 ق.م أو يوم 15 أبريل 1228 ق.م 2) يوم 4 أبريل 1227 ق.م أو يوم 5 أبريل 1227 ق.م وبما أن يوم الاعتدال الربيعي في تلك السنوات كان يوافق يوم 1 أبريل ولما كان خروج موسى وبنى إسرائيل من مصر مع بداية فصل الربيع في ليلة البدر من شهر نيسان لذا صار اليهود يحتفلون بعيد الفصح في يوم 15 من الشهر القمري الذي يلي الاعتدال الربيعي مباشرة وكانوا يعرفون حلول الاعتدال الربيعي بظهور بشاير محصول الشعير لذلك كانوا (وما زالوا) يقدمون سنبلة من الشعير الجديد في أول أيام الفطير الـ 7 (يوم 16 نيسان ).
ولذلك كانوا ( وما زالوا ) ينسأون (يضيفون أو يكبسون ) شهرا للسنة الثالثة أو الثانية ليظل يوم 15 نيسان موافقا لبداية موسم الربيع في نفس الظروف التي خرج فيها موسى من مصر . لذا فإن أقرب تاريخ لخروج موسى وبني إسرائيل من مصر هو الأقرب تاريخا ليوم الاعتدال الربيعي وهو : 4 أبريل 1227 ق.م أو 5 أبريل 1227 ق.م وبعد الرجوع إلى يوم 15 نيسان الحقيقي والذي لابد ان يتوافق فلكياً مع يوم 15 من الشهر القمري الذي خرج فيه بنو إسرائيل كما جاء بسفر الخروج سنجد حسب موقع التقاويم الذي نستعين به هو يوم الاثنين 5 ابريل 1227 ق.م الموافق 17 نيسان 2534 عبري الموافق 15 ذو الحجة 1906 ق. هـ لأنه بعد الاعتدال الربيعي بـ 4 أيام وقت بشاير الشعير بمصر وهو مناسب جدا لظروف خروج بني إسرائيل من ارض جاسان كما جاء في التوراة .. أما في يوم 14 ابريل فيكون الشعير قد تم نضجه وفي وقت حصاده.. ولهذا فان التاريخ الأخير غير مناسب لظروف الخروج لأنه متأخر عن بداية فصل الربيع .
• وهذا يعني أن : يوم عاشوراء الخروج يوم الخميس 29 أبريل 1227 ق.م هو اليوم الذي عبر فيه موسى وبنو إسرائيل البحر الأحمر بينما غرق فرعون وجنوده ... وأقرب تاريخ وفاة لفرعون لهذا التاريخ هو رمسيس الثاني الذي ذكر المؤرخون أنه مات سنة 1225 أو 1224 أو 1212 قبل الميلاد ومراجع أخرى قليلة ذكرت ان تاريخ وفاته ونهاية حكمه هو 1235 ق.م .
وإن أقرب سنة من السنتين المحتملتين التي توصلنا إليها (1228 و 1227 قبل الميلاد) للتواريخ التقديرية للمؤرخين لوفاة رمسيس الثاني هي سنة 1227 قبل الميلاد. كما أنه لا يمكن ان يرتبط تاريخ وفاة فرعون موسى مع مرنبتاح الذي تلى رمسيس الثاني لأن تاريخ وفاته كما جاء بالمراجع التاريخية الثلاثة (تاريخ مصر القديمة – مصر الخالدة – تاريخ العالم) هي 1202 و 1414 و 1415 ق.م فجميع هذه السنوات بعيدة عن سنة وفاة فرعون موسى 1227 ق.م كما توصلنا , بالتالي فأن تاريخ وفاة فرعون موسى لا يمكن ان يرتبط بأي من فراعنة أو ملوك مصر على مدى تاريخها غير رمسيس الثاني .
بهذا توصلنا إلى تاريخ عاشوراء الخروج هو : يوم الخميس 29 أبريل 1227 ق.م = 10 أيار2534عبري = 10 محرم 1905 ق.هـ حيث عبر فيه موسى وبنو إسرائيل البحر الأحمر بينما غرق فرعون فيه الذي توصلنا فلكيا وتاريخيا أنه : رمسيس الثاني لأنه يتوافق مع تاريخ وفاته المرجح . وهكذا استخدمنا المفتاح الثاني الذي أسميناه عاشوراء الخروج ففتح علينا بالفرعون رمسيس الثاني الذي غرق في هذا اليوم (يوم عاشوراء الخروج) وليس أي فرعون آخر .
رمسيس الثاني
• يتبقى لنا دليل فلكي رابع وأخير لاتهام رمسيس الثاني على انه فرعون موسى وليس أي فرعون آخر وهو بعنوان : (67 سنة تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى) وهو بحثي القادم إنشاء الله ثم نبدأ بعون الله الأدلة التاريخية التي تتهمه أيضا والتي سوف تبين تفاسير كثير من آيات القران التي تناولت قصة موسى وبني إسرائيل مع فرعون .
------------------------
المراجع :
1- الدرر السنية : الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 5/45 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
2- مجلة نصف الدنيا – عددها بتاريخ 27 / 4 / 2003
3- http://www.bibleorigins.net/ExodusRouteMapsVarious.html
4- http://www.calendarhome.com/converter
________________________________
- يوم الزينة يكشف رمسيس الثاني فرعون موسى
________________________________
______________________________________
- 40 سنة و 80 سنة تكشفان رمسيس الثاني فرعون موسى
مهندس / محمد عبد الرازق جويلي
في سلسلة أبحاثنا (رمسيس الثاني فرعون موسى) توصلنا في بحثينا السابقين الذين اعتمدنا فيهما على الحسابات الفلكية الدقيقة إلى ان رمسيس الثاني هو فرعون موسى وليس أي فرعون غيره حيث توصلنا في بحثنا الأول "يوم الزينة يكشف رمسيس الثاني فرعون موسى" إلى تاريخ يوم الزينة وهو يوم السبت 9 يوليو 1266 ق.م فدلنا مباشرة إلى رمسيس الثاني الذي وقع هذا التاريخ في أيام حكمه مصر ولم يقع هذا التاريخ مع أي فرعون آخر وفي بحثنا الثاني "عاشوراء الخروج تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى" توصلنا إلى تاريخ موت وغرق فرعون موسى وخروج بني إسرائيل من مصر في يوم عاشوراء الذي أسميناه بعاشوراء الخروج وهو يوم الخميس 29 ابريل 1227 ق.م فتوصلنا ان هذا التاريخ هو التاريخ الأقرب لوفاة رمسيس الثاني وليس أي فرعون آخر. ولكن هذا الفرعون قد أوقعنا في مشكلة هي ان رمسيس الثاني ينبغي له ان يكون قد ربى موسى وليدا وهو فرعون مصر حتى هرب موسى إلى مدين لمدة 10 سنوات أو أكثر (اختلف المفسرين الإسلاميين ومفسرو التوراة بين 10 : 40 سنة) ثم عاد موسى برسالة الله إلى رمسيس الثاني في سن الأربعين ليواجه رمسيس لمدة 40 سنة أخرى حتى عبر موسى بشعبه البحر بينما غرق فرعون مصر وكان عمر موسى وقتئذ 80 عاماً . فكيف كل ذلك و رمسيس الثاني قد حكم مصر 67 سنة فقط ؟؟
الإجابة الشافية الوافية ستكون إنشاء الله في بحثنا هذا بعد ان قطعنا هذه الرحلة الشاقة الشيقة والتي نبدأها بعرض ملخص سريع في تاريخ مصر القديم لعصر الدولة الحديثة ذلك الذي ظهر فيه لقب فرعون كناية عن حاكم مصر حيث بدأ ظهور هذا اللقب في الأسرة الفرعونية ال18 ولم يظهر قبل ذلك مطلقاً حسبما اتفق غالبية التاريخيين على ذلك .
عصر الدولة الحديثة (1580 – 332 ق.م)
عندما تولي الملك أحمس الأول (مؤسس الأسرة 18) اتجه إلى الشمال وحاصر أواريس عاصمة الهكسوس وطردهم منها وتعقبهم حتى فلسطين وقام بحروب في بلاد الشام ثم عاد إلى جنوب مصر وأعاد إخضاع النوبة وأحكم سيطرته علي البلاد، وخلفه ابنه إمنمحتب الذي قضي علي الفتن الداخلية في البلاد حيث أخضع ثورة النوبيين ورد الليبيين عن غرب الدلتا وحكم بعده تحتمس الأول ثم تحتمس الثاني ثم زوجته الملكة "حتشبسوت " التي شيدت معبد الدير البحري في سفح جبل طيبة الغربي وأرسلت أضخم أسطول بحري للتجارة إلى بلاد بونت مكوناً من 50 سفينة، ومن آثارها مسلة معبد الكرنك وتولي الحكم بعدها ابن زوجها تحتمس الثالث والذي كان يشاركها الحكم وعندما انفرد بالسلطة غادر البلاد في طريقه إلى فلسطين لتأمين حدود مصر وهزم الأعداء في موقعة مجدو بقيادة أمير قادش .
وأصبحت مصر في ذلك الوقت صاحبة النفوذ في غرب آسيا ومدن فلسطين وسوريا وجزر البحر المتوسط حتى سمي عصر الدولة الحديثة بعصر المجد الحربي وعصر الإمبراطورية وكانت طيبة عاصمة العالم القديم تتدفق عليها خيرات أفريقيا وآسيا وجزر البحر المتوسط ويفد إليها كل عام رسل من جميع البلاد التي تحت سلطانها، ولم يدخر تحتمس الثالث جهداً في تزيين طيبة فبني فيها المعابد والهياكل والمسلات في الكرنك وجبانة طيبة وأرجاء الوادي ومعابد دنقلة، ومات تحتمس الثالث بعد أن حكم البلاد مدة 54 عاماً (1490 - 1436 ق . م) واستطاع خلفاؤه أن يحافظوا علي الإمبراطورية وأخمدوا ثورات الدويلات الآسيوية والنوبة وكان الملك امنحتب الثالث أقوي أحفاد تحتمس الثالث في سياسته الخارجية، وبعد موت الملك امنحتب الثالث تولي اخناتون الحكم وكان شديد الولع بأمور الدين وأحدث ثورة دينية حيث دعا إلى عبادة إله واحد ورمز له بقرص الشمس وأنشأ للبلاد عاصمة جديدة "اخيتاتون" ومع انشغاله بنشر مذهبه الديني الجديد سقطت إمبراطورية مصر في الشام علي يد الحيثيين وتولي الحكم بعده توت عنخ آمون وهو مازال غلاما الذي مات بعد سنوات قليلة من حكمه ثم تولى اي والد زوجة اخناتون نفرتيتي ثم توفى بعد 6 سنوات حكم ثم تولى حور محب الذي تولى الإصلاحات الإدارية بالدولة وعندما توفى في عام 1314 ق.م لم يترك له وريثا ذكرا لكي يخلفه في الحكم وهكذا انتهت الاسرة ال18 . وتولي الحكم رمسيس الأول مؤسس الأسرة ال19 والذي كان قائداً للجيش في عصر حورمحب وموطن رأسه تانيس في شرق الدلتا (محافظة الشرقية) التى أصبحت المقر الصيفى له ولخليفته سيتي الأول وحكم رمسيس الأول مصر 16 شهر فقط وذلك بسبب تقدمه في العمر وقت اعتلائه العرش وهو مؤسس الأسرة 19 , وبعد وفاة رمسيس الأول، تولى ابنه سيتي الأول، حكم البلاد (14 : 20 عاما)، وكان رجلا في منتصف العمر، عندما تولى الحكم. تميز عهده بالحملات الحربية في شمال مصر وشارك في بناء بهو الأعمدة، في معبد الكرنك، كما شيد معبدي أبيدوس، ومعبده الجنائزي في القرنة.
وبهو الأعمدة هو بهو ذو سقف محمول على صفوف من الأعمدة. وأشرك ابنه رمسيس الثاني معه في الحكم البالغ من العمر 16 سنة أغلب فترة حكمه ولقد ذكر بعض التاريخيين انه أشركه في الحكم بدءاً من السنة الثانية من حكمه وكلفه ببناء العاصمة الجديدة بررعمسيس في مكان قرية قنتير بالشرقية وإدارة شئون الدولة الداخلية بينما تفرغ سيتي الأول لحروبه الخارجية بالشام لاستعادة ممالك مصر الضائعة نظرا لضعف حكام مصر في أواخر الأسرة ال18 وعدم اهتمامهم كلية بتلك الممالك ثم توفى سيتي الاول وخلفه رمسيس الثاني الذي حكم مصر 67 عاما استعاد الإمبراطورية الآسيوية واستعاد مكانة مصر أيام مجدها الحربي . ومع اتساع الإمبراطورية المصرية، زاد عدد الوافدين إلى مصر من الآسيويين واختلطوا بالمصريين وخلف رمسيس الثاني في ذلك العهد أشهر معابد قدماء المصريين (الرامسيوم) ووصف حروبه مع الحيثيين علي جدرانه وأتم بناء معبد الكرنك وأقام المسلات المتعددة، وتوفي رمسيس الثاني عن عمر 96 عام أو يزيد وخلفه ابنه مرنبتاح عشر سنوات فحافظ علي ملك أبيه ثم مات سنة 1215 ق . م وتولي بعده ملوك ضعاف إلى ان تولي رمسيس الثالث مؤسس الأسرة العشرين حيث قام بطرد سكان جزر البحر المتوسط من الدلتا وطردهم من سوريا وأعاد مجد الإمبراطورية. ولما استقر الأمن التفت إلى البناء وأشهر ما أقامه معبد مدينة هابو وانتعشت في عهده التجارة ومات بعد ان حكم البلاد 31 عاماً، ثم تولي الحكم الكهنة لمدة 150 عاماً وحل الضعف في الإمبراطورية وفقدت مصر سلطانها علي سوريا وفلسطين ولم يبق لها سوي بلاد النوبة . وتعرضت مصر منذ حكم الأسرة 21 حتى الأسرة 28 لاحتلال من الآشوريين عام 670 ق . م ثم الفرس حتى انتهي حكم الفراعنة مع الأسرة 30 ودخول الاسكندر الأكبر مصر سنة332 ق.م .
40 سنة تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى
لقد سبق أن توصلنا من قبل أن يوم عاشوراء الزينة كان يوم 10 محرم 1945 ق.هـ (9 يوليو1266 ق.م) وان عاشوراء الخروج كان يوم 10 محرم 1905 ق. هـ (29 ابريل 1227 ق.م ) لهذا نجد أن الفرق بين يومي عاشوراء الزينة وعاشوراء الخروج أربعون سنة هجرية بالتمام والكمال هي الفرق بين سنتي 1945 ق.هـ ..و 1905 ق. هـ .
س : ما علاقة تلك ال40 سنة بقصة موسى مع فرعون ؟
قال ابن عباس ومجاهد عند تفسير قوله تعالي: " أنا ربكم الأعلى " النازعات 24 وتلك الكلمة التي قالها فرعون قال بن عباس ومجاهد: وهذه الكلمة قالها فرعون بعد قوله "ما علمت لكم من إله غيري" بأربعين سنة" .
ونحن إذا ما بحثنا عن الوقت الذي قال فيه فرعون " ما علمت لكم من اله غيري" كما جاء في سورة القصص نجده انه قالها في يوم الزينة :" فَلَمَّا جَاءَهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ * وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ". القصص 36 - 38 أما قول فرعون " أنا ربكم الأعلى" فنجده انه قد قالها قبل غرقه مباشرة بعدما حشر ملأه ونادى فيهم بذلك الكفر ثم أخذ جنوده ليطارد موسى وقومه بعد خروجهم ليلاً : "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى * فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى * فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى " النازعات 15 - 25 .. ولكن الله أخذه نكال الآخرة والأولي أي نكال قوله: " ما علمت لكم من إله غيري ".. وهي قولته الأولي.. وقوله " أنا ربكم الأعلى " ..
وهي قولته الآخرة.. قال ذلك بن عباس ومجاهد وعكرمة وغيرهم. ليس هذا فحسب ولكن علينا ان نتذكر أيضاُ ان موسى وهارون قد دعيا في يوم الزينة علي فرعون وملأه بعد أن رفض فرعون رسالة ربه وتكبر وتجبر وأنكر آياته الكبرى العصا واليد وأدعى أنها سحر وأمر بمعاودة قتل أولاد بني إسرائيل واستحياء نساءهم وصلب السحرة الذين سجدوا لله فماتوا مسلمين فدعا موسى علي فرعون وآله وأمن هارون علي دعائه كما جاء بسورة يونس في قوله تعالي "وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس علي أموالهم وأشدد علي قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم"يونس 88 ... فرد الله تعالي بالآيات التالية :" قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون" يونس 89 ...
وجاء في تفسير الآية الأخيرة الآتي :
1) تفسير الجلالين: أن موسى مكث بعدها أربعين سنة .
2) تفسير بن كثير : قال بن جريح : يقولون أن فرعون مكث بعد هذه الدعوة أربعين سنة .و في قوله:" فقال أنا ربكم الأعلى" قال ابن عباس ومجاهد:وهذه الكلمة قالها فرعون بعد قوله:"ما علمت لكم من إله غيري" بأربعين سنة .
3) تفسير فتح القدير: قال الفراء وغيره أن موسى وهارون أمرا بالاستقامة علي أمرهما والثبات عليه علي دعاء فرعون وقومه إلي الإيمان إلي أن يأتيهما تأويل الإجابة أربعين سنة ثم أهلكوا .
4) تفسير البغوي: وفي بعض القصص : كان بين دعاء موسى وإجابته أربعون سنة . تفسير القرطبي وغيره : عند قوله تعالي :" وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري " قال بن عباس كان بينها وبين قوله: " أنا ربكم الأعلى " أربعون سنة.. ((1)) وهكذا اتفقت كل التفاسير علي مدة الأربعين سنة . .... وهكذا أيضا توصلنا إلى المفتاح الثالث الذي هو فترة الأربعين سنة بين يومي عاشوراء الزينة وعاشوراء الخروج والتي وافقت آخر أربعين سنة من حكم احد الفراعنة في الأسرتين ال18 وال19 فلم تتوافق مع أي أحد إلا رمسيس لأنه الملك الوحيد في الأسرتين الذي حكم منفرداُ لفترة تزيد عن أربعين سنة . فنحن إذا راجعنا مدد حكم ملوك الأسرتين ال18 وال19 الذي يتفق غالبية المؤرخين أن فرعون موسى فيهم لوجدنا الآتي : الأسرة ال18 أحمس الأول 24 سنة - امنحتب الأول 21 سنة – تحتمس الأول 30 سنة – تحتمس الثاني 5 سنوات – حتشبسوت 21 سنة – تحتمس الثالث 33 سنة – امنحتب الثاني 14 سنة – تحتمس الرابع 14 سنة – امنحتب الثالث 37 سنة (منها فترة مشاركة مع ابنه اخناتون 10 سنوات) – اخناتون 21 سنة - سمنخ كارع 4 سنوات – توت عنخ آمون 10 سنوات – أي 4 سنوات – حور محب 12 سنة الأسرة ال19 رمسيس الأول سنتان – سيتي الأول 20 سنة – رمسيس الثاني 67 سنة – مرنبتاح 10 سنوات – آمون مس 6 سنوات – سيتي الثاني 6 سنوات – رمسيس سابتاح 6 سنوات . مما سبق لا يوجد ملك حكم مصر منفرداً لمدة تزيد عن 40 سنة في الأسرتين ال18 وال19 عدا رمسيس الثاني.
80 سنة تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى:
جاء في سفر الخروج "و كان موسى ابن ثمانين سنة و هارون ابن ثلاث و ثمانين سنة حين كلما فرعون" خروج 7 : 7 وقال الطبري: "وكان من مولد موسى إلى أن خرج ببني إسرائيل عن مصر ثمانون سنة ثم صار إلى التيه بعد أن عبر البحر فكان مقامهم هنالك إلى أن خرجوا مع يوشع بن نون أربعين سنة فكان ما بين مولد موسى إلى وفاته في التيه مائة وعشرين سنة" .. ((2))
من هذين النصين نستطيع ان نقسم حياة موسى الذي مات عن عمر 120 عام إلى ثلاث أربعينات من الأعوام :
1- الأربعين الأولى : منذ ان ولد موسى وأرضعته أمه 3 شهور ثم ألقت به في اليم بوحي من الله ثم التقطه آل فرعون وربوه حتى بلغ أشده واستوى واتاه الله الحكمة والعلم ثم قتل المصري وهرب إلى مدين وتزوج ابنة شعيب ووفى الأجل وعاد إلى مصر ومعه رسالة ربه إلى فرعون وعمره 40 عاما .
2- الأربعين الثانية : منذ ان واجه موسى وهارون فرعون وسحرته في يوم الزينة وظهرا عليه وأصاب الله فرعون والمصريين ب9 آيات كما بالقران أو ب10 ضربات كما بالتوراة حتى غرق فرعون وجيشه وعبر موسى وشعبه اليم في يوم عاشوراء وكان عمر موسى 80 عاماً . 3- الأربعين الثالثة : الأربعين سنة الأخيرة في حياة موسى في التيه والتي تنزل عليه فيها التوراة إلى ان توفاه الله عن عمر 120 عام . ومن هذه الأربعينات الثلاث نجد أنفسنا وقد وقعنا في مشكلة هي ان فرعون موسى هذا الذي اضطهد بني إسرائيل وسخرهم لفعل أحقر الأعمال وقتل أبناءهم واستحيا نسائهم طلباً لقتل موسى عندما يولد ثم شاء الله ان يولد موسى ويقوم فرعون بتربيته بناءا على طلب امرأته آسيه بنت مزاحم حتى قتل موسى المصري وهرب إلى مدين وعلا فرعون في الأرض فأرسل الله موسى إليه بآياته العصا واليد وأصابه ب9 آيات أو 10 ضربات لما لم يستجب لرسالة الله وغرق فرعون في أخرها بينما نجا موسى وشعبه عندما بلغ موسى من العمر 80 عاما قمرياً حسب التقويم العبري القديم (=77 سنة شمسية ميلادية) .
س: إذا نظرنا إلى فترة حكم رمسيس كما جاءت في كتب التاريخ والآثار فنجدها 67 سنة فكيف عاصر موسى 80 سنة ؟
ج : بالطبع لابد ان ننظر إلى فترة حكم الملك المصري الذي سبق رمسيس الثاني وهو سيتي الأول (والد رمسيس الثاني) وما حدث فيها حيث ذكرنا في ملخص الدولة الحديثة ان سيتي الأول أشرك ابنه رمسيس الثاني معه في الحكم أغلب فترة حكمه ذكر بعض التاريخيين انه أشركه في الحكم بدءاً من السنة الثانية من حكمه وكلفه بإدارة شئون الدولة الداخلية وبناء العاصمة الجديدة رعمسيس في مكان قرية قنتير بالشرقية بينما تفرغ سيتي الأول لحروبه الخارجية بالشام لاستعادة ممالك مصر الضائعة نظرا لضعف حكام مصر في أواخر الأسرة ال18 وعدم اهتمامهم كلية بتلك الممالك فضاعت هيبة مصر وسيطرتها عليها .. وهناك لوحة مشهورة مؤرخة بالسنة الثالثة من حكم رمسيس يخاطبه فيها رجال البلاط قائلين :" لقد وضعت خططا حينما كنت لم تزل في البيضة في وظيفة طفل أمير. وكانت تلقى عليك شئون البلاد حينما كنت صبيا تتحلى بالضفيرة . ولم ينفذ اثر إذا لم يكن تحت سلطانك ولم يقطع بأمر إلا كنت تعلمه . وكنت رئيس الجيش منذ أن كنت طفلا في العاشرة ". بذلك نستطيع ان نقول بكل تأكيد ان رمسيس الثاني حكم مصر فترتين :
1. الأولى : حكم مصر داخلياً نائباً عن أبيه سيتي الأول بكافة الصلاحيات لفترة 13 : 19 سنة .
2. الثانية : حكم مصر منفرداً (داخلياً وخارجياً) بعد وفاة أبيه لمدة 67 سنة . بهذا يمكننا ان نقول ان رمسيس قد حكم مصر لمدة 80 : 86 سنة نائباً ومنفرداً فيمكننا ان نأخذ من أي منهما فترة آخر 77 سنة شمسية ليتربى فيها موسى في قصر رمسيس حتى هرب إلى مدين وعاد رسولا في الأربعين من عمره ليواجه موسى رمسيس أربعين سنة ويخرج بشعبه وعمره 80 سنة قمرية (= 77 سنة شمسية) بينما غرق رمسيس وجيشه في اليم . ونحن إذا نظرنا في التاريخ المصري القديم كله لنبحث عن الملك الذي حكم 77 سنة أو أكثر لكي تتسع فترة حكمه لمعاصرة موسى لمدة 77 سنة فلن نجد سوى اثنان : 1- بيبي الثاني : في الأسرة السادسة حكم مصر منذ كان عمره 6 سنوات حكمها لمدة 94 سنة وكان حكمه ضعيفا ولا يمكن ان يكون هذا الملك هو فرعون موسى لعدة أسباب أهمها ان لقب فرعون المرتبط بالملك لم يكن قد ظهر بعد بل ظهر في الأسرة ال18 فصاعداً . 2- رمسيس الثاني : في الأسرة ال19 حكم مصر 80 : 86 مشاركاً في الحكم ثم منفرداً به . وهو الذي تنطبق عليه كل شروط فرعون موسى التي نقدمها في أبحاثنا .
سيناريو الإحداث بين موسى مع رمسيس :
نستطيع ان نقدم لرمسيس الثاني سيناريو لأحداثه مع بني إسرائيل والذين كان يعرفهم حق المعرفة لأنهم كانوا يقيمون بأرض جاسان بالشرقية بالقرب من موطن رأس رمسيس الأول وسيتي الأول و رمسيس الثاني بأنه قد سخر بني إسرائيل منذ بلوغه 16 سنة عند توليه منصب نائباً لأبيه ولقد سخرهم رمسيس لمدة 13 : 19 سنة قبل وفاة أبيه وذلك في بناء العاصمة رعمسيس واستمر في تسخيرهم لمدة 27 سنة أخرى بعد انفراده بحكم مصر بعد وفاة أبيه حيث توصلنا إلى ان يوم الزينة كان في سنة 27 من حكم رمسيس منفردا لأنه لم يكن باقي على حكمه سوى 40 سنة لأنه انه حكم مصر 67 سنة .. ولقد سخر بني إسرائيل في الأعمال الشاقة والحقيرة في البناء لهذا جاء في سفر الخروج :"فَجَعَلُوا عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ تَسْخِيرٍ لِكَيْ يُذِلُّوهُمْ بِاثْقَالِهِمْ فَبَنُوا لِفِرْعَوْنَ مَدِينَتَيْ مَخَازِنَ: فِيثُومَ وَرَعَمْسِيسَ". (خروج 1 : 11) كما اعتقد ان رمسيس تزوج آسيه بنت مزاحم من بني إسرائيل في وقت ان بدأ في بناء العاصمة في فترة المشاركة في الحكم كما ذكر الطبري في تاريخه ما نصه : "وقد استنكح منهم امرأة يقال لها آسية بنت مزاحم من خيار النساء المعدودات" ... ((3)) ولقد قال تعالى في تلك الظروف : "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ المفسدين * وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين" القصص 4: 5
شكل تخطيطي للعاصمة رعمسيس
وفي تلك الأثناء َّمُنَّ الله على بني إسرائيل بأن ولد موسى عليه السلام أثناء تسخير فرعون لبني إسرائيل وقتله لأبنائهم طلباً لقتل موسى عند ولادته بناءاً على نبوءة سيدنا يوسف لبني إسرائيل من بعده بذلك التي وصلت إلى فرعون عن طريق كهنته وبناءا على الرؤيا التي رآها فرعون بنار تنزل من السماء فتحرق بيوت المصريين وقصره ولا تضر بيوت بني إسرائيل ففسر الكهنة له بقرب ميلاد موسى الذي سيكون له كل ذلك .. وهذا الموضوع برمته سيكون لنا فيه تفصيل إنشاء الله في بحث آخر . مما سبق نستطيع ان نقول موسى عليه السلام قد ولد قبل وفاة سيتي الأول ب 10 :13 سنة أثناء حكمه مع ابنه رمسيس الثاني الذي تولى الشئون الداخلية فقسم شعب مصر إلى طوائف استضعف منهم طائفة بني إسرائيل ولقد ذكر د. سامي سعيد الأحمد ما نصه : "ينسب إلى ديودوروس الصقلي (مؤرخ إغريقي زار مصر في القرن الأول قبل الميلاد) انه قال : "ينسب إلى رعمسيس الثاني تقسيم مصر على مقاطعات (يسمى كل منها نوم) ويظهر ان كلمة توش لم تظهر إلا أيام السلالة التاسعة عشرة وهي الكلمة اليونانية التي حلت محل قاحت وسميت بأسم نوموي خلال الحكم البطلومي . ويذهب (ديودوروس الصقلي) إلى ان رعمسيس الثاني قد قسم رعاياه إلى طبقات متوارثة ومغلقة . وهذا الخبر لو صح فانه يفسر الاضطراب الذي ساد المجتمع المصري القديم خلال القرن الثالث عشر ق.م .
سيتي الأول وابنه رمسيس الثاني
ويبدو ان حق الوراثة الطائفي أيام حكم الرعامسة كان امتيازاُ لرجال الحرب وكهنة آمون والعمال الذين يحفرون المقابر الملكية في طيبة ويزخرفونها وأطلقت عليهم التسمية (خدم دار الحقيقة) و (العمال الذين يؤدون اليمين المقدسة) . وكانوا هؤلاء منظمين في فريقين للعمل يشتغلون بالتناوب في وادي الملوك ويتقاضون جراياتهم (من المواد الغذائية) ويحوزون بعض الممتلكات " ... ((4)) ثم بعد وفاة سيتي الأول انفرد رمسيس بالحكم واستمر في تسخيره لبني إسرائيل ثم قتل موسى المصري ربما بسبب مشاهدته تسخيره لأحد أبناء شعبه بني إسرائيل ثم هرب إلى مدين في سنة 17 من حكم رمسيس (أو قبل وفاة سيتي الاول) فازداد تسخير رمسيس لهم بسبب تأكده من ان موسى الذي رباه منهم , وفي مدين تزوج موسى ابنة شعيب وقضى له الأجل 10 سنوات وأراد ان يطمأن على أهله وشعبه فعاد إلى مصر عندما بلغ من العمر 40 عام وكلفه الله في الطريق ان يلقي فرعون ومعه هارون ليعرضا عليه رسالة الله ويطالبانه بأن يحرر شعب إسرائيل فالتقيا برمسيس الثاني في سنة 27 من حكمه في يوم الزينة الذي توصلنا من قبل انه كان يوم السبت 9 يوليو 1266 ق.م الموافق 10 محرم 1945 ق.ه ثم واجه موسى فرعون 40 سنة الذي رفض رسالة الله رغم عقابه له ب9 آيات أو 10 ضربات ثم خرج موسى بشعبه ليلة 15 نيسان في أول الربيع ولكن فرعون حشد جنده في عدة أيام ثم ذهبوا لمواجهة موسى الذي كان عمره وقتئذ 80 عاما فالتقيا في يوم عاشوراء الخروج الذي توصلنا إليه انه كان يوافق الخميس 29 ابريل 1227 ق.م الموافق 10 محرم 1905 ق.ه وكانت نهاية فرعون الاضطهاد والخروج رمسيس الثاني فيه.
إشكالية فرعون الاضطهاد وفرعون الخروج
هناك فقرة في التوراة بينت ان فرعون الاضطهاد قد مات أثناء فترة وجود موسى في مدين ففهم الكثير من الباحثين في قضية فرعون موسى ان هناك فرعون آخر قد عاصر موسى هو فرعون الخروج الذي غرق مع جيشه في يوم عاشوراء وهو الذي جاء بعد فرعون الاضطهاد وهذه الفقرة هي : "وحدث في تلك الأيام الكثيرة ان ملك مصر مات و تنهد بنو إسرائيل من العبودية و صرخوا فصعد صراخهم إلى الله من اجل العبودية"خروج 2 : 23 .. لن تغير هذه الفقرة من هذا السيناريو كثيراً حيث أننا توصلنا إلى ان موسى قد ولد عندما كان سيتي الأول هو الحاكم وكان مشركاً معه ابنه رمسيس الثاني في الحكم وكان للأخير كل الصلاحيات بأن يدير كل الأحوال الداخلية لمصر وأولها بناء العاصمة رعمسيس بالشرقية ليستطيع ان يقرب جيوشه من ممالك مصر في الشام فيغير عليها وقتما يشاء بسهولة أو يصد هجماتهم بسرعة قبل ان يتغلغلوا في مصر بدلاً من العاصمة طيبة التي كانت تبعد عن الشام لوقوعها بجنوب مصر , فحدث انه عندما بلغ موسى أشده واستوى في ال16 من عمره قتل المصري وهناك رواية أخرى لكعب الأحبار عندما قتل موسى المصري قال كعب الأحبار : كان (موسى) إذ ذاك ابن اثنتي عشرة سنة ... ((5)) وهرب إلى مدين وتزوج صفورا بنت شعيب وقضى الأجل (10 سنوات ) لشعيب ثم بقي في مدين حتى سن الأربعين وهناك رواية لوهب ابن منبه تكمل رواية كعب الأحبار السالفة هي قوله :" لبث(موسى) عند شعيب ثمان وعشرين سنة، منها عشر مهر امرأته صفورا ابنة شعيب، وثماني عشرة أقامها عنده حتى ولد له عنده.. ((6)) .. وإحقاقا للحق قد يرى البعض عدم اقتناع برواية كعب الأحبار لصغر سن موسى (12 سنة) عندما قتل المصري أو قد يرى ان هناك تعارضاً مع قوله تعالى عن موسى :" حتى بلغ أشده واستوى" ولكننا نذكر بقوله تعالى عن موسى: " ولتصنع علي عيني " طه 39 و"اصطنعتك لنفسي" طه41.. فنقول أن إعداد الله لنبي ورسول للرسالة ليس كإعدادنا.. كما يجب ألا ننس أن موسى قد شاء له الله أن يتربى في قصر سيتي الأول وابنه رمسيس .. وسيتي الأول كما ذكر بعض علماء المصريات وكما جاء في اللوحة المشهورة المؤرخة بالسنة الثالثة من حكم رمسيس التي ذكرناها قد جعل من ابنه رمسيس الثاني قائدا للجيش وهو في العاشرة من عمره كما جعله نائبا وشريكا له في الحكم وعمره 16سنة ولابد أن يكون قد رباه واعده إعدادا بدنياُ وعسكرياُ لهذا.. و لهذا أيضا لا نستبعد أن موسى قد تربى في نفس القصر وبنفس الظروف على انه ابناً لفرعون فبلغ أشده واستوى عندما بلغ 12 سنة.. كما ان مستوى صحة البشر وسرعة بلوغهم منذ أكثر من 3 آلاف سنة بالطبع قد لا يتساوى مع مثيليها في عصرنا هذا الذي نحاول ان نقيس عليه فلكل عصر مقاييسه التي يجب ان نقيس عليها , فمثلاُ في عصر الأسرة ال18 القريب من عصر رمسيس الثاني نجد ان توت عنخ آمون قد اعتلى العرش وهو في التاسعة من عمره وتزوج من ابنة نفرتيتي (زوجة اخناتون) وكان عمرها 9 سنوات أيضاُ واستمر في العرش 9 سنوات ومات وعمره 18 سنة في ظروف غامضة .
كما ان أعمار البشر في هذه الفترة تختلف عن أعمارنا فنجد ان عمر سيدنا موسى كان 120 سنة وهارون 122 سنة ورمسيس الثاني قد شارف على المائة بينما نجد ان متوسط أعمار البشر الآن بين ال60 وال70 سنة ويختلف من مكان إلى مكان .. أما عن صاحب الرواية الثانية وهب ابن منبه فهو كان من التابعين الذي تعلم على يد بن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأهمية هذه الرواية يعتمد على الرواية الأولى في أننا إذا اعتبرنا أن موسى قد تربى في قصر فرعون لمدة 12سنة (وهي مدة قصيرة) حتى قتل المصري وهرب إلى مدين وبقي هناك 28سنة ( وهي مدة طويلة) ولطول هذه الفترة اعتقد أنها قد أفقدت موسى الكثير من لغة القبط وذلك إذا اعتبرنا ان كلمة لسان تعني لغة في قوله تعالي:" قال رب إني أخاف أن يكذبون ويضيق صدري ولا ينطلق لساني" الشعراء 12-13. وقوله تعالي : " واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي" طه 27-28 وقوله تعالي : " وأخي هارون هو أفصح مني لسانا " القصص 34 .. وقول الفرعون كما جاء بالقرآن " أم أنا خير أم هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين" الزخرف 52 ..
كما ان طول فترة بقاء موسى في مدين (28 سنة) كانت كافية لسقوط قضية قتله المصري بالتقادم وذلك بما قد يتناسب مع قوله تعالى :" ثم جئت على قدر يا موسى" طه40 فربما كان هذا القدر عندما سقطت العقوبة من عليه بعد مضي المدة القانونية حسب القانون المصري وقتئذ .. كما ان روايتي كعب الأحبار ووهب ابن منبه تكملان فترة عمر موسى ليصبح في الأربعين عندما عاد من مدين وبناءاً على تلك الروايتين نستطيع ان نقول انه قد مات أثناء فترة وجوده في مدين ملك مصر "سيتي الأول" بعد هرب موسى بسنة وانفرد "رمسيس الثاني" بحكم مصر وببني إسرائيل فكال لهم سوء العذاب والعبودية فتنهد بنو إسرائيل من العبودية وصرخوا فصعد صراخهم إلى الله من اجل العبودية فكلف الله موسى برسالته إلى فرعون "رمسيس الثاني" أثناء عودته إلى مصر في سنة 27 من حكم رمسيس وأيده بآيتين العصا واليد وكلف أخيه هارون معه فقاما بتوصيل الرسالة التي رفضها فرعون فعاقبه الله ب9 آيات أو ب10 ضربات خلال 40 سنة وكان في آخرها غرق فرعون وجيشه ونجاة موسى وشعبه وخروجهم من مصر , فجميع آيات القران التي جاء فيها ذكر لفظ "فرعون" في القران الكريم الذي جاء ذكره 74 مرة في القران يستفهم منها انه كان هناك فرعون واحد فقط هو الذي عاصر موسى منذ مولده حتى خروجه بشعبه عدا آية واحدة فهم منها بعض الباحثين انه كان هناك أكثر من فرعون في حياة موسى هي قوله تعالى على لسان فرعون لموسى: "ألم نربك فينا وليداً ولبثت من عمرك فينا سنينا" فهم منها البعض ان موسى قد تربى ولبث في مصر في عصر فرعونين أو أكثر في حين يمكن فهمها أيضاً على ان موسى قد تربى ولبث عدة سنوات في حكم رمسيس وأبيه سيتي المتشاركين في الحكم وفي قصرهما الصيفي في مسقط رأسيهما في قنتير والذي كان مجاورأ لمراعي ومزارع وبيوت العبرانيين كما ذكر سليم حسن .. ((7)) وهذا القصر الذي بنى حوله العاصمة رعمسيس , فلفظ "فينا" الذي تكرر مرتين في تلك الآية قد يعني (مثنى) كما في حالتنا هذه أو قد يعني (جمع) بأن موسى قد تربى في وسط أسرة رمسيس الثاني .. والله اعلم .. كما ان هناك آيات قرآنية كثيرة يفهم منها ان فرعون الذي ربى موسى بتدبير من الله هو نفسه الذي عادى موسى وهو نفسه الذي عاقبه الله بالموت غرقاً منها قوله تعالى : "فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً . إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ * وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ : قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ، لاَ تَقْتُلُوهُ، عَسَى أَن يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً، وَهُمْ لاَ يَشْعُرُون" القصص9-8 فهذه الآيات تدل على أن فرعون الذي ربى موسى عليه السلام،هو نفسه فرعون الخروج فالأكثر إيلاماً للنفس والأدعى إلى الحزن هو أن يرى فرعون من كان يربيه وهو من ترجو امرأته المنفعة من ورائه (عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً ) القصص: 9 هو نفسه الذي كان سبباً في هلاكه،فكأنه التقطه ليكون له عدواً وحزناً، كما قرر القرآن الكريم )فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ) القصص: 8 وبالرغم من كل أسباب الحيطة والحذر الذي اتخذها فرعون، دفعاً للنبوءة فقد تحققت النبوءة وكان هلاك الفرعون وجنوده (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُون) القصص: 6 وهذا أبلغ في العبرة من أن يكون فرعون،الذي سخر وتكبر وتجبَّر، قد مات ميتة طبيعية، في حين يكون الغرق من نصيب فرعون الذي تلاه .. فالعبرة تكون أبلغ لو أن الفرعون الذي غرق يكون هو نفسه فرعون الاضطهاد، عما إذا مات فرعون الاضطهاد ميتة طبيعية، وكان الغرق من نصيب خَلَفِه، وخصوصاً وأن حياة رمسيس الثاني وفترتي حكمه نائباً ومنفرداً تتسع لتشمل الأمرين معاً كما بينا .
** وفي النهاية نحن نضع تصوراً لتواريخ أهم أحداث قصة موسى ورمسيس الثاني :
تواريخ سيدنا موسى ورمسيس الثاني
- 67 سنة تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى
وحسبنا فلكياً تاريخ غرق فرعون موسى الذي أسميناه بيوم عاشوراء الخروج فتوصلنا إلى ان هذا اليوم كان 29 ابريل 1227 ق.م الموافق 10 محرم 1905 ق.هـ فجاء هذا التاريخ متوافقاً مع تاريخ وفاة رمسيس الثاني ونهاية حكمه وذلك في بحثنا الثاني (عاشوراء الخروج تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى)
لمعاينة هذا البحث انزل أسفل الموضوع
- يوم الزينة يكشف رمسيس الثاني فرعون موسى
-----------------------------------
وحسبنا الفترة الزمنية بين تاريخي يوم الزينة ويوم عاشوراء الخروج فوجدناها تساوي 40 سنة قمرية تامة هي الفرق بين سنتي (1945 – 1905 ق.هـ ) فتوافقت ال40 سنة مع ما جاء من روايات صحابة رسول الله انه بين يوم قول فرعون "ما علمت لكم من اله غيري" التي قالها في يوم الزينة وقوله "أنا ربكم الأعلى" التي قالها عندما حشر جنده لمواجهة موسى وشعبه في يوم عاشوراء الخروج قبل غرقه فقالوا ان بينهما 40 عاما وتوافقت هذه ال40 سنة مع آخر 40 سنة من فترة حكم رمسيس الثاني التي خلت من أية أعمال عظيمة لانشغاله فيها بعقاب الله له بالآيات التسع أو الضربات ال10 كما بالتوراة .. كما توافقت ال80 سنة قمرية (= 77 سنة ميلادية) التي عاصر موسى فيها فرعون منذ مولده وتربية فرعون له حتى خرج موسى بشعبه من مصر وعمره 80 عاما قمرياً توافقت تلك مع فترتي حكم رمسيس الثاني لمصر المتتاليتين (مشاركا في الحكم مع أبيه سيتي الأول لمدة 14 : 19 سنة وفترة حكمه مصر منفردا لمدة 67 سنة بعد موت أبيه) وذلك في بحثنا الثالث ( 40 سنة و 80 سنة يكشفان رمسيس الثاني فرعون موسى)
لمعاينة هذا البحث انزل أسفل الموضوع
- 40 سنة و 80 سنة تكشفان رمسيس الثاني فرعون موسى
-----------------------------------
كما أننا وجدنا ال67 سنة التي حكمها رمسيس منفرداً والتي اتفق عليها كل المؤرخين وعلماء المصريات وجدناها تشكل إعجازا قرآنيا جديداً هي أنها قد توافقت مع عدد الآيات التي ذكر فيها لفظ (فرعون) في القران الكريم (= 67 آية) فأعطت لنا معناً إضافيا اعجازياً لقوله تعالى " فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وان كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون" وذلك في بحثنا الرابع (67 سنة تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى)
لمعاينة هذا البحث انزل أسفل الموضوع
- 67 سنة تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى
-----------------------------------
هذه الأبحاث الأربعة أعطت لنا الحق في أن نتسلل إلى فترة حكم فرعون موسى رمسيس الثاني تاريخيا لنكتشف بإذن الله ما تيسر لنا من اعجازات قرآنية تناولت قصته مع موسى .. والله الموفق
هذه أوصاف فرعون موسى
جاء في التفاسير أنه قد كذب بعض بني إسرائيل بموت فرعون وقالوا أنه لا يموت .. فألقي علي ساحل البحر حتى رآه بنو إسرائيل أحمر قصير كأنه ثور .. ((1)) . وهناك روايات أخري كثيرة وصفت فرعون عندما رأوه بعد غرقه انه كان أصلع وأخينس .. ((2)) .. أخينس تصغير لأخنس .. الخنس (ذو أنف مرتفع ومتأخر عن الوجه قليلا – الخنس = تأخر الأنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأرنبة " القاموس المحيط") .. وهناك رواية لأبي بكر أنه قال : أخبرت أن فرعون كان أثرم .. ((3)) .. (الثَّرَمُ، :انْكسارُ السِّنِّ من أصْلِها، أو سِنٍّ من الثَّنايا والرَّباعِياتِ، أو خاصٌّ بالثَّنِيَّةِ. ثَرِمَ، كفَرِحَ، فهو أثْرَمُ ..القاموس المحيط) وأيضا (الثرم : سقوط الثنية من الأسنان والرباعية وقيل هو أن تنقلع السن من أصلها مطلقا .. النهاية في غريب الأثر) . وبهذا نستطيع ان نجمع صفات فرعون موسى كما وصفه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم : انه كان قصير و أصلع و اثرم و اخينس .
وهذه أوصاف رمسيس الثاني
بمقارنة هذه الصفات بمومياء رمسيس الثاني الموجودة بالمتحف المصري نجد أن رأسه صلعاء مع وجود بعض الشعر علي جانبي الرأس وخلفه وأن أنفه بارز قليلا ومرتفع عن الفم قليل مع بروز أرنبه بأعلى أنفه كما أنه كانت هناك فحوص طبية أجريت علي مومياء رمسيس الثاني في فرنسا في أواخر السبعينيات في رحلة علاج مومياءه ذكر فيها د. سميث أن هناك كسورا بأسنانه وخراريج بها خاصة في أسنان مقدمة الفم كما أوضح الكشف بالأشعة السينية لفك وأسنان مومياء رمسيس الثاني الحالة السنية للفرعون عند وفاته وقد تبين وجود بؤر عظمية انتانية عند شيخ عمره حوالي 90 سنة مصاب بفقدان عادي عام ومتقدم لمنطقة الأضراس ولم يبين الكشف وجود أي علاج أسناني تستطيع أن توضحه الأشعة السينية .. ((4)).
ولقد عثرت على صورة جانبية يمنى لجمجمة رمسيس الثاني بالأشعة السينية بأحد مواقع الانترنت.. ((5)) وبعرضها على الدكتور / حامد محمد سيد عبد الله – مدير إدارة طب الأسنان بمنطقة الشرابية الطبية الذي قام بفحصها ووجد فقد للقاطع الأيمن العلوي المجاور للناب الأيمن وبعرض صورة طبيعية أمامية لجمجمة رمسيس الثاني وهو فاتح فمه قليلاُ أفاد الدكتور/ حامد أن هناك فقد واضح للقاطع الأيسر العلوي . وللأسف لم أعثر على صورة جانبية يسرى لجمجمة رمسيس الثاني بالأشعة السينية أو صورة أمامية له بالأشعة السينية لبيان حالة باقي الأسنان خاصة القواطع من حيث وجودها أو فقد بعضها .. ولكن الله قد أكرمني كثيراً حيث عثرت أخيراً على تقرير طبي خاص لحالة أسنان مومياء رمسيس الثاني في رحلة مومياء رمسيس الثاني إلى فرنسا في السبعينيات جاء فيها فقده لغالبية القواطع والأنياب وانه لم يتبق منها سوى القاطع رقم 11 ورقم 13 فقط .. ((6)).
وبهذا نجد أن كل الصفات التي ذكرت في الروايات عن فرعون موسى الغريق تكاد تطابق مومياء رمسيس الثاني عدا صفة واحدة وهي طوله حيث ذكرت الروايات أنه كان قصيرا في حين أن طول مومياء رمسيس الثاني 173 سم أي انه كان وسطاً في الطول . وإن كنت أرى أن صفة الطول نسبية ... فربما كان هذا قصيرا إذا نسبوه للغالبية من رجال عصره أو بالنسبة لبني إسرائيل الذين وصفوه عندما شاهدوا جثمانه فقد كان موسى وهارون طويلين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : رأيت إبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله عليهم ، فأما موسى فرجل طوال (طويل) سبط يشبه رجال الزط ورجال أهل شبوة .. ((7)) .. و قال الثعلبي : قال كعب الأحبار : كان هارون بن عمران نبي الله رجلا فصيح اللسان بين الكلام ، وإذا تكلم تكلم بتؤدة وعلم ، وكان أطول من موسى وكان على أرنبته شامة ، وعلى طرف لسانه أيضا شامة ، وكان موسى بن عمران نبي الله رجلا آدم جعدا طويلا كأنه من رجال أزد شنوءة ، وكان بلسانه عقدة ثقل ، وكانت فيه سرعة وعجلة ، وكان أيضا على طرف لسانه شامة سوداء . بيان : قال الفيروزآبادي : أزد شنوءة وقد تشدد الواو : قبيلة سميت لشنآن بينهم .. ((8)).
ونحن وان كنا نبحث عن الفرعون الذي جمع في بدنه هذه الأوصاف (قصير – أصلع – أثرم – أخينس) من بين ما يقرب من 200 ملك وملكة (تقريباً) حكموا مصر خلال تاريخها القديم في 30 أسرة ملكية فان هذا الأمر يبدو صعباً للغاية لأننا في الواقع لم نتوصل حتى الآن إلا لعدد قليل من مومياواتهم ولكننا إذا ركزنا البحث في مومياوات ملوك الأسرتين ال18 وال19 التي اتفق غالبية الباحثين ان فرعون موسى فيهم وهم :الأسرة ال18: أحمس الأول - امنحتب الأول – تحتمس الأول – تحتمس الثاني – حتشبسوت – تحتمس الثالث – امنحتب الثاني – تحتمس الرابع– امنحتب الثالث – اخناتون - سمنخ كارع – توت عنخ آمون– أي– حور محب. الأسرة ال19: رمسيس الأول – سيتي الأول– رمسيس الثاني– مرنبتاح– آمون مس– سيتي الثاني– رمسيس سابتاح مع العلم بأن اغلبهم قد توصلنا إلى مومياواتهم . فأنه من السهل ان تجد ان هذه الأوصاف (قصير – أصلع – أثرم – أخينس) لا تنطبق إلا على رمسيس الثاني كما بينا .
صورة لجمجمة الفرعون بالاشعة السينية
اسفكسيا الغرق أم تصلب الشرايين
أثناء رحلة علاج مومياء رمسيس الثاني في السبعينات بفرنسا أجروا فحوصا طبية متقدمة لبيان سبب الوفاة توصل عالم البكتيريا الفرنسي روفر إلي أن سبب وفاته كان إصابته بتصلب الشرايين .. ((9)) .. وبهذا لم يكشفوا من قريب أو من بعيد أن سبب الوفاة كان اسفكسيا الغرق وأعترف أن هذا الأمر قد أصابني بالحيرة واليأس والفشل توقف معه بحثي هذا دون أي تقدم يذكر لمدة طويلة ... وكان لا بد أن أجد مخرجا مقنعا لهذا الموقف الصعب .. فكيف توصلت فلكيا ودينيا وتاريخيا وجغرافيا ومنطقيا إلي أن هذا الفرعون قد مات غريقا بما يتطابق مع كلام الله المنزل في القرآن والتوراة في حين أن الفحوص الطبية المتقدمة لموميائه أثبتت عدم صحة ذلك. وأخيرا جاء الفرج في تفسير بن كثير للآية 92 من سورة يونس حيث قال بن كثير في قوله تعالي " فاليوم ننجيك " أي نرفعك علي نشز من الأرض .. بدنك قال مجاهد : بجسدك وقال الحسن : بجسم لا روح فيه وقال عبد الله بن شداد سويا صحيحا أي لم يتمزق ليتحققوه ويعرفوه . لهذا فإن الله قد نجي بدنه من كل ما قد يتلفه من ملح أو كسر إذا غاص في قاع البحر وغيره .. فالله يريد أن يبقي بدنه آية وعبرة لمن لا يعتبر في كل الأزمان التالية وذلك في قوله تعالي : " لتكون لمن خلفك آية " خاصة وإننا نجد أحد القراءات الأخرى الصحيحة تذكر " لمن خلفك " علي صيغة الفعل الماضي.. أي لمن يأتي بعدك من القرون والأزمان التالية ... ومثلما تشكك بنو إسرائيل في موته تشكك المصريون أيضا في موته لأنهم كانوا يعبدونه إلها بعد أن أضلهم فرعون وهامان وجنودهما في ذلك حيث ذكر بن كثير فلما خرج موسى وأصحابه قال من تخلف من قوم فرعون (المصريين) : ما غرق فرعون ولا أصحابه ولكنهم في جزائر البحر يتصيدون فأوصي الله إلى البحر أن ألفظ فرعون عريانا فلفظه عريانا أصلع أخينس قصير .. ((10)) . ولنا أن نتساءل : من أي شئ نجى الله بدن فرعون ؟ هل من الموت أم من الغرق أم من ماذا؟ ... فمن المؤكد أن الله قد نجى بدنه من شئ ما لأنه قال : " فاليوم ننجيك ببدنك " .. والإجابة على هذا التساؤل : أن الله قد أغرق فرعون وأماته ومن معه جميعا لأنه قال تعالى : " فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا " الإسراء 103 . ولكن الله نجى بدن فرعون ليكون لمن بعده عبر كل القرون آية .
اسفكسيا الغرق أم اسفكسيا الاختناق
وصفت لنا بعض كتب التفاسير مشهد غرق فرعون موسى مستعينة بروايات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته فذكرت انه عندما أدرك فرعون الغرق وقال "آمنت بأن لا اله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين" كان سيدنا جبريل حاضراً في هذا المشهد حيث أخذ يأتي بطين قاع البحر فيسد فم فرعون خوفاً من أن تدركه الرحمة من الله ذلك الذي ادعى الألوهية وبارز الله بكافة المعاصي ولقد جاءت هذه الأحاديث كثيرة في كتب التفسير نذكر احدها فعن حماد بن سلمة عن علي ابن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما أغرق الله فرعون قال : *( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل) فقال جبرائيل : يا محمد ! لو رأيتني و أنا آخذ من حال البحر و أدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة " ... ((11)).
القران عطاء لمعاني كثيرة إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها ولقد سبق ان حللنا هذه الآية في بحثنا السابق (67 سنة تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى) وذكرنا لها الكثير من التفاسير القديمة والحديثة والشخصية عندما جمعت عدد الآيات القرآنية التي ذكر فيها لفظ (فرعون) في المصحف الشريف فوجدتها 67 آية وهي تساوي عدد سنوات حكم رمسيس الثاني لمصر منفردا والتي اتفق عليها كل الآثاريين والتاريخيين وقلت ان هذا يعد إعجازا قرآنيا رقمياً والله اعلم . لكن هذه الأحاديث تضعنا أمام سبب آخر من نجاة بدن فرعون وهو ليكون نجاة بدنه آية .. فنحن نعرف أنه عندما يصارع المرء مياه البحر في الرمق الأخير مخافة الغرق فأنه يجاهد بكل ما يتبقى من قوة فيحتاج للمزيد والمزيد من الهواء ليتنفس ولا يسعفه دخول الهواء عبر انفه فنجده يفتح فمه على آخره ليأخذ هواء الشهيق ولكنه يأخذ الماء بدلا من الهواء فتمتلأ رئتاه بالماء وينتفخ بدنه ويمتنع الأوكسجين عن الوصول إلى الأعضاء والأنسجة وخاصة الخلايا العصبية الحيوية بالدماغ التي تؤدي إلى الوفاة بعد3 دقائق وتكون علامات موته ما نسميه باسفكسيا الغرق والتي من أهمها انتفاخ الجسد وزرقته , ولكننا في حالتنا هذه فان فرعون أثناء محاولته للحصول على الهواء من فمه حتى لا يموت غرقاً نجد ان سيدنا جبريل بقدرته الجبارة قد سد فمه بطين قاع البحر المبتل فمنع الأوكسجين عنه تماماً فمات فرعون مختنقاً وهو ما نسميه باسفكسيا الخنق أو الاختناق والتي من أهم أعراضها زرقة في البدن فيه دون انتفاخ أو تلف في بدنه وهو الذي حفظ بدنه سليماً وعندما شك بنو إسرائيل في موته أمر الله البحر ان يلفظ بدن فرعون كاملاً إلى الشاطئ قبل ان يتلف أو تأكله الأسماك المتوحشة فوجدوه أمامهم ميتاً وجسده سليماً لدرجة أنهم تعرفوا عليه بسهولة ووصفوه وصفاً دقيقاً بأنه كان قصيراً اخينساً أصلعا أثرماً ولم يصفوه بمنتفخاً أو متعفناً أو تالفاً .. لهذا نحن نحتاج إلى فريق متمكن من الأطباء الشرعيين ليتحققوا من سبب الوفاة الأصلي فالمشاهد المبدئية لجثمانه تبدو الزرقة هي الغالبة على بدنه كما ترى في الصورتين الآتيتين :
وربما كانت هناك تحاليل أو وسائل طبية حديثة يمكنها إثبات صحة هذا في مومياؤه أو نفيه . ونحن إذا ما أثبتنا صحة وفاته باسفكسيا الخنق أو الاختناق فيكون دليلاً دامغاً على شخصية رمسيس الثاني فرعون موسى , فهل سيكون هذا هو المقصود من الآية في قوله تعالى : " فاليوم ننجيك ببدنك لتكون من خلفك آية " ؟ ...... الله اعلم .
صور لجثة فرعون مصر رمسيس الثاني في المتحف المصري
قراءات أخرى تنطبق على رمسيس الثاني
هناك قراءات أخرى للآية 92 في سورة يونس , فلقد قرئ (ننحيك) بالحاء كما جاء في كتب التفاسير ومنها تفسير البيضاوي جاء فيه ما نصه : " وقرأ (ننحيك) بالحاء أي نلقيك بناحية من الساحل."ببدنك " في موضع الحال أي ببدنك عارياً عن الروح ، أو كاملاً سوياً أو عرياناً من غير لباس .أو بدرعك وكانت له درع من ذهب يعرف بها" .. والفعل (نحّى) يعني أبعد وأزال (المعجم الوجيز) .. ولقد ورد في لسان العرب عن الفعل (نحّي) ما نصه :" نحّى الله عز وجل جوانب جوف الحوت عن يونس وجافاه عنه فلا يصيبه منه أذى ومن رواه عنه جوفه المسحوت (الجائع) يريد أن جوف الحوت صار وقاية له من الغرق".. ((12)) . وبمثل هذا المعنى يمكننا أن نقول أن الله قد نحّى جسد فرعون عن البحر في آخر لحظة وقبل غوصه في قاع البحر وانتفاخ بدنه وقبل أن تأكله أسماك البحر وألقاه ميتا سليم الجسد بشاطئ البحر لكي يراه بنو إسرائيل ويتأكدوا من موته بعد أن تشككوا فيه ولكي يعثر عليه المصريون جثة سليمة فيتمكنوا من تحنيطه ليكون لمن خلفه آية . وقرئ (بندائك) أي عندما نادى فرعون بأن : "آمنت بأن لا اله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين" .. و قرئ (بأبدانك) أي بأجزاء البدن كلها أو بدروعه كما جاء ذلك في تفسير البيضاوي وقد يفسر ذلك أن مومياء رمسيس الثاني عندما عثر عليها سنة 1881 م وتم فك لفائفها سنة 1886 م بواسطة الفرنسي جاستون ماسبرو وعاونه الأثري اميلي بروجش وذلك أمام الخديوي توفيق كانت سليمة الأعضاء وبحالة جيدة من الحفظ ثم تعرضت للتلف الشديد فيما بعد. كما يمكن أن نفسر قوله تعالى :" ننجيك بأبدانك" على أساس أن أبدان جمع بدن والبدن هو الجسد أو الجسم .. وكثيرا ما نطلق على أجساد الشخص بأنها جسده وجسد أبناءه وأحفاده وأبوه وجده وزوجته الذين رعاهم أو رعوه من أقرب أقرباءه.. وأننا نجد من بين أجساد (مومياوات) الملوك والفراعنة المصريين القدماء الذين عثر عليهم وعرضوا في المتاحف وشاهدهم الملايين من السائحين فأصبحوا علامة أو آية دالة عليهم وعلى تاريخهم حيث نجد من بينهم : - الملك رمسيس الثاني- أسرة 19 – (المتحف المصري –قاعة المومياوات ) وأبوه الملك سيتي الأول- أسرة 19 – (المتحف المصري –قاعة المومياوات) وزوجته الملكة نفرتاري– أسرة 19 – ( متحف تورين بإيطاليا رقم Supp. 5254 ) وابنه الملك مرنبتاح- أسرة 19 – (المتحف المصري –قاعة المومياوات) وحفيده الملك سيتي الثاني- أسرة 19 – (المتحف المصري ) ..
وحديثا حصلت مصر على مومياء جده الملك رمسيس الأول .. وكل هؤلاء الملوك والفراعنة هم أقرب الأقرباء الذي راعوا الفرعون رمسيس الثاني أو رعاهم عندما كان طفلاّ أو شاباّ أو كهلاّ أو شيخاّ مسناّ وبقيت أجسادهم (مومياواتهم) منذ أن ماتوا منذ أكثر من 3 آلاف سنة حتى الآن آية دالة وشاهدة عليهم وعلى تاريخهم . وتاريخياّ تعد هذه الحالة نادرة ولا يوجد لها مثيل في الآثار أو التاريخ المصري القديم ولا الحديث ولا في تاريخ العالم القديم ولا الحديث .. حيث لا يوجد جثمان سليم (أو شبه سليم) لرجل محنط ولزوجته ولأبوه ولجده ولأبنه ولحفيده في أي مكان في العالم وفي أي عصر قديم أو حديث غير حالة واحدة فقط هي لرمسيس الثاني .. لهذا أرى ان وجود مومياواتهم حتى يومنا هذا هو الأقرب لمعنى قوله تعالى :" ننجيك بأبدانك" ..
والله اعلم .
---------------------------------------------
المراجع :
1- تفاسير بن كثير والطبري و القرطبي وفتح القدير للآية (يونس 92) .
2- تفسير فتح القدير للآية السابقة .
3- الدرر السنية - الراوي: - المحدث: الهيثمي المصدر: مجمع الزوائد- الصفحة أو الرقم: 7/39 4- مومياء رمسيس الثاني خلال رحلة العلاج بفرنسا ص47 – مكتبة المجلس الأعلى للآثار .
5- ttp://www.touregypt.net/images/touregypt/mummies7
6- http://lunis1.free.fr/spip.php?article32
7- بحار الأنوار – جلد 13 ص11
8- نفس المصدر السابق بنفس الصفحة .
9- لعنة الفراعنة – أنيس منصور .
10- تفسير بن كثير للآية (يونس 92) .
11- أخرجه الترمذي ( 3106 ) و الحاكم ( 4 / 249 ) و أحمد ( 1 / 245 , 309 ) و ابن جرير ( 17861 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 8 / 102 ) و قال الترمذي : " حديث حسن " .
12- لسان العرب - ج 2 ص 42 . بحثنا القادم سنواصل إنشاء الله أدلتنا التاريخية بالمقارنة بين بعض الآيات القرآنية التي تناولت (فرعون) وما جاء عن رمسيس الثاني في كتب التاريخ والآثار لنجد ان بينهما الكثير من التطابق وذلك في بحثنا القادم (آيات قرآنية تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى) .
___________________________
- عاشوراء الخروج تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى
___________________________
مهندس / محمد عبد الرازق جويلي
بعد ان توصلنا في بحثنا الأول (يوم الزينة يكشف رمسيس الثاني فرعون موسى) ان تاريخ يوم الزينة 9 يوليو1266 ق.م فوجدنا أنفسنا أمام المتهم الوحيد رمسيس الثاني الذي وقع هذا التاريخ في أيام حكمه بكل تأكيد رغم اختلاف المؤرخين في فترة حكمه من حيث بدايته إلى نهايته فالسنة 1266 ق.م تقع في أي منها , وكان يلزم علينا تأكيد تلك النتيجة بدليل فلكي آخر وهذا الدليل وجدناه في يوم غرق فرعون موسى وخروج بني إسرائيل من مصر الذي كان يوافق يوم عاشوراء لذا فإننا قد أسميناه بعاشوراء الخروج .
عاشوراء الخروج
عن بن عباس قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد يهود يصومون يوم عاشوراء فقال : ما هذا فقالوا : هذا يوم عظيم يوم نجى الله موسى وأغرق آل فرعون فصامه موسى شكرا قال النبي صلى الله عليه وسلم : فإني أولى بموسى وأحق بصيامه فصامه وأمر بصيامه .... ((1))...
وهناك أحاديث كثيرة وردت بالصحيحين بنفس المعنى . نستخلص منها أن يوم نجاة موسى وغرق فرعون في البحر كان يوافق يوم عاشوراء وهو الذي أسميته بعاشوراء الخروج .. وعاشوراء هو اليوم العاشر من شهر المحرم.. لذا فمن المؤكد أن اليوم الذي عبر فيه موسى وبني إسرائيل البحر بينما غرق فرعون فيه كان يوافق يوم 10 من محرم لإحدى السنوات القمرية التي كان يتبعها بنو إسرائيل وان اختلف مسمى الشهر القمري عندهم عن المحرم .
لأنه لو كان اليهود قد كذبوا علي رسول الله فيما حدث لموسى وفرعون في هذا اليوم لكان الله تعالي قد كشف لرسوله كذبهم وتضليلهم ولما أمر الصادق المصدوق بصيام هذا اليوم تأسيا بموسى . وبما أن التقويم عند اليهود قمري أيضا هو التقويم العبري فلا بد أن هذا اليوم كان اليوم العاشر لشهر قمري ما من شهورهم القمرية .
س : تري ما هذا الشهر العبري الذي نجى الله فيه موسى وأغرق فرعون في العاشر منه ؟
ج :الإجابة سوف نستخلصها من السفر الثاني من أسفار العهد القديم (سفر الخروج ) الذي تناول قصة خروج بنى إسرائيل من مصر ومنه نستخلص خط سير خروج بني إسرائيل من مصر ونستنتج تاريخ هذا اليوم العظيم
خط سير خروج بني إسرائيل من مصر.
إذا تتبعنا قصة خروج موسى وبني إسرائيل من مصر حسبما جاءت في سفر الخروج نجد أن بني إسرائيل بدءوا الخروج في ليلة 15 من الشهر القمري أبيب( نيسان) وكان عددهم 600 ألف رجل دون حساب الشيوخ والأطفال والنساء حتى أن بعض المفسرين ذكر أن عددهم عند الخروج كان يزيد عن اثنين مليون .. وهذا العدد مبالغ فيه كثيراً حيث جاء في القرآن وصف الفرعون لهم (إن هؤلاء لشرذمة قليلون ) الشعراء 54 وقد خرج بنو إسرائيل ومعهم مواشيهم وغنمهم وبقرهم بأعداد كبيرة جدا بالإضافة إلي أمتعتهم والعجين الغير مختمر وما سلبوه من المصريين من ذهب وجواهر وحلي..... أما عن خط السير فهو كما جاء بسفر الخروج من رعمسيس (قنتير بالشرقية) إلي سكوت ثم إلي إيثام في طرف البرية ثم أمرهم الرب بأن يرجعوا وينزلوا أمام فم الحيروث بين مجدل والبحر أمام بعل صفون ولما حضر الفرعون وجنوده إلي هذا المكان الأخير (فم الحيروث) وتراءي الجمعان بنو إسرائيل وجند فرعون ولم يكن بنو إسرائيل مجهزين للقتال لذا فقد خافوا خوفا شديدا ... عندئذ حدثت آية الله الكبرى كما ورد بالقرآن : " فأوحينا إلي موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم " الشعراء 63 ... وكما جاء بسفر الخروج (فقال موسى للشعب لا تخافوا قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصفه لكم اليوم فإنه كما رأيتم المصريين اليوم لا تعودون ترونهم أيضا إلي الأبد الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون ) خروج 14: 13 – 14 ... (ثم قال الرب لموسى : قل لبني إسرائيل أن يرحلوا وارفع أنت عصاك ومد يدك علي البحر وشقه) خروج 14 : 15 - 16 ... ثم حدث ما هو معروف كما جاء بالقرآن وسفر الخروج من عبور بني إسرائيل الطريق اليابس الذي شقه موسى وسط البحر بوحي وقدرة الله بينما غرق فرعون وجنوده بعدما أطبق الله البحر عليهم .
نصف الدنيا تسير في طريق الخروج
تحت عنوان (اكتشاف طريق خروج بني إسرائيل من مصر) بمجلة نصف الدنيا ذكرت أن بداية الخروج كانت من رعمسيس بالشرقية ثم إلي سكوت وهي مدينة تقع فى وادي الطميلات وهو واد يمتد من الزقازيق إلي غرب محافظة الإسماعيلية وسكوت تبعد عن رعمسيس بـ 24 كم ومن سكوت إلي ايثام (موقع بالإسماعيلية بين بحيرة التمساح والبحيرات المرة حاليا) ثم توجهوا إلي فم الحيروث أمام بعل صفون (قرب السويس) وهناك وقعوا في كمين وصاروا محاصرين بين الصحراء والبحر الأحمر ثم عبروا البحر الأحمر بعدما حدثت الآية الكبرى إلي مارة بالقرب من عيون موسى.. ثم استكملوا التنقل في صحاري وجبال سيناء بعدما حكم الله عليهم بالتيه 40 سنة في سيناء لرفضهم قتال العماليق.. ويقول عبد الرحيم ريحان (مدير آثار دهب) بالمجلة من خط سير الرحلة المذكور في التوراة يتضح أنه كان بطريق جنوب سيناء وليس شمال سيناء (عند البحر الأبيض المتوسط) كما ذكر البعض... وعندما أخلي فرعون السبيل للشعب الإسرائيلي فإن الرب لم يسمح لهم بالمرور من الطريق المعهود إلي فلسطين مع أنه قريب جدا لأنه قال : ( لئلا يندم الشعب إذا رأوا حربا ويرجعوا إلي مصر فأدار الله الشعب في طريق برية بحر سوف ) خروج 13 : 17 ... وطبيعي أن يكون الخروج من جنوب سيناء لأن شمال سيناء كان الطريق الحربي بين مصر وفلسطين منذ عهد يوسف .. بعكس ما ذهب إليه البعض من تفسيرهم بحر سوف بأنه البحر المتوسط بحيث يعبروا البحر المتوسط فيجدوا أنفسهم بالقرب من عيون موسى بخليج السويس.. فهذا مناف تماما لكل الأحداث كما وردت بالقرآن والتوراة ... كما أنه غير صحيح جغرافيا...فإن بحر سوف (في العبرية " يم سوف " أي بحر القصب) أي بحر القُلزُم، هو بحر أو بحيرة واسعة، ينبت على جانبها القصبُ البَرْديّ .. قال بعض المترجمين: إنّه البحر الأحمر.. لهذا فإن خط السير قد بدأ من رعمسيس (قنطير بالشرقية ) ثم اتجهوا إلي شمال شرق إلي سكوت ثم اتجهوا للجنوب شرق حتى أيثام... (( 2 ))
خط سير خروج بني إسرائيل من مصر
ساروا 200 كم قبل مواجهة فرعون
اعتقد شخصيا أن بني إسرائيل قد التفوا حول البحيرات المرة من جهة الشرق (سيناء) لأنه كان هناك عائق مائي وقتئذ هو فرع النيل البيلوزي الذي كان يقطع محافظتي الشرقية والإسماعيلية وقتئذ ويصب في البحيرات المرة ولم تذكر الكتب المقدسة أنهم عبروا نهرا أثناء خط سيرهم قبل أن يواجهوا فرعون وجنوده عند البحر الأحمر وهذا الطريق يصل طوله إلي أكثر من 160 كم (علي الخريطة) وهو طريق صحراوي رملي غير ممهد (وقتئذ) ولا يفترض فيه الاستقامة التامة مما قد يجعل مسافة السير تزيد عن 200 كم ... كما أن بني إسرائيل قد خرجوا بناء علي موافقة من فرعون وإلحاح من المصريين علي خروجهم بعدما أصاب فرعون والمصريين من الويل بسبب الآيات التسع أو الضربات العشر وكان آخرها موجعا حيث ضرب الله كل بكر في أرض مصر بدءا من ابن فرعون نفسه والمصريين جميعا حتى بهائمهم أيضا ماتت أبكارها حتى أصبح في كل بيت ميت (خروج 12 : 19 ) ... فلم العجلة في السير إذن ؟
ساروا امنين مطمأنين 25 يوم
يبدو أن بني اسرائيل قد بدءوا السير آمنين عدة أيام (لماذا؟) .. لأنهم خرجوا بعد طلب موسى من فرعون بذهابه وقومه لمدة 3 أيام في البرية لأن لهم عيد للرب غير ان فرعون رفض فعاقب الله فرعون والمصريين جميعاُ بالآيات أو الضربات فكانت موافقة فرعون وإلحاح المصريين فخرج بنو إسرائيل ليلا ولكن الله شدد قلب فرعون حتى يسعي وراءهم (خروج 14 : 4 ) فغير رأيه بعدما أصابه من الغضب والغيظ من هروب بني إسرائيل وتركهم خدمة المصريين حيث كانوا عبيدا مسخرين لخدمة المصريين ( خروج 14 : 6 ) فأرسل فرعون لكل المدن الفرعونية بمصر (قيل ألف مدينة واثنا عشر ألف قرية- تفسير الجلالين وتفسير البغوي ) وذلك لإعداد جيشا كبيرا(قيل عددهم مليون مصري ) وست مائة مركبة منتخبة وسائر مركبات مصر( خروج 14 : 8 ). ولعل إعداد هذا الجيش الكبير بمعداته ومركباته في كل مدن مصر قد استغرق أياما ليست قليلة . خرج هذا الجيش ليلحق موسى وقومه وقد صور القرآن خروج بني إسرائيل بتسلسل أحداثه تصويرا بديعا في سورة الشعراء حيث قال الله تعالي:" وأوحينا إلي موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون.. فأرسل فرعون في المدائن حاشرين .. إن هؤلاء لشرذمة قليلون .. وإنهم لنا لغائظون ..وإنا لجميع حاذرون .. فأخرجناهم من جنات وعيون .. وكنوز و مقام كريم .. كذلك و أورثناها بني إسرائيل.. فاتبعوهم مشرقين "الشعراء60
*** وفي نفس الوقت كان يسير أكثر من 2 مليون من بني إسرائيل( حسب زعم اليهود) في صحراء قاحلة أطفالا وشيوخا ونساءا وشبابا ومعهم مواشيهم الثقيلة بقر وجاموس التي تسير ببطء وأغنامهم وأمتعتهم وخبزهم في طريق قدرناه بأكثر من 200 كم (افتراضا).. ولو افترضنا أن سرعتهم 8:7 كم في اليوم وليس كما ذهب بعض مفسري أهل الكتاب من أن سرعتهم كانت 10:6ميل في اليوم (6ميل= 10كم) كما جاء ذلك في الدراسات الحديثة لبعض مفسري التوراة في احد المواقع بالانترنت ..... ((3)) لأنهم في الواقع لم يكونوا متعجلين كما ذكرنا.. فإنهم يكونوا قد قطعوا الطريق في 25:24 يوما حتى وصلوا إلي النقطة التي عبروا فيها خليج السويس بالبحر الأحمر. وبما أنهم قد خرجوا من أرض جاسان بالشرقية ليلة 15 نيسان فإنهم يكونون قد وصلوا بعد 25:24 يوم سير إلي يوم 10بالشهر التالي أيار حيث عبروا خليج السويس في هذا اليوم. س : ولكن ما الدليل علي صحة هذا الافتراض ؟ ج: إن بني إسرائيل بعدما اجتازوا خليج السويس خرجوا إلي برية شور حيث ساروا ثلاثة أيام دون ماء حيث وصلوا إلي مارة التي حدث فيها معجزة تحويل الماء المر إلي عذب (بقدرة الله ) حيث شربوا ثم ارتحلوا إلي ايليم ثم إلي برية سين التي وصلوها في اليوم الخامس عشر من الشهر الثاني أيار بعد خروجهم من مصر في الشهر الأول (نيسان) وهكذا كما جاء بسفر الخروج الإصحاحين 15 ؛ 16 . فإننا إذا طرحنا 3 أيام سير (دون ماء) وحوالي يومين (افتراضا) التي ساروها من أيليم إلي برية سين.. أي خمسة أيام .. إذا طرحناها من يوم 15 لشهر أيار (عندما وصلوا إلي برية سين ) .. نصل إلي أنهم قد اجتازوا خليج السويس في اليوم العاشر من شهر أيار .
س :هل هناك دليل آخر ؟
ج: نعم ... فإنه من اليوم الـ15 من شهر نيسان الذي خرجوا فيه إلي اليوم الـ15 من أيار الذي وصلوا فيه إلي برية سين بعد عبورهم خليج السويس لا يوجد سوي عاشوراء واحدة فقط (يوم 10 في الشهر القمري) هي عاشوراء شهر أيار. وطالما أن اليهود ذكروا لرسول الله أنه هو اليوم الذي نجي الله فيه موسى وأغرق فرعون .. فلا بد أنهم كانوا يعرفون أنه كان يوافق العاشر من أيار حسب ترتيب أحداث خروج بني إسرائيل من مصر في كتابهم (التوراة ) كما بينا .
عاشوراء العبري غير عاشوراء الإسلامي
س: ولكن ما القول في أن لليهود يوم آخر يسمي يوم عاشوراء يوافق اليوم العاشر من شهر تشري العبري ؟ ج : هذا هو يوم الكفارة ويسمي أيضا يوم الكيبور ... وهو اليوم الذي عاد فيه موسى من سيناء بعدما استرضي ربه علي بني إسرائيل حيث أنه بعدما صعد الجبل لميقات ربه وغاب عنهم 40 يوما تلقي فيها التوراة ثم عاد فوجد بني إسرائيل وقد عبدوا العجل الذي صنعه لهم السامري من الذهب الذي سلبوه من المصريين وكان هذا اليوم هو العاشر من الشهر السابع (تشري) لذا فقد أسموه ب آشورا Ashura (عاشوراء) أيضاً ... ولقد فرض سيدنا موسى عليهم صيام هذا اليوم .. ومن لا يصم يقتل حسب الشريعة .. ويعتبر هذا اليوم سبتا أي يوم راحة محرما فيه العمل .
س: ولكن الرسول التقى باليهود في يوم عاشوراء الإسلامي عندما توافق مع يوم عاشوراء العبري كما جاء بالأحاديث الصحيحة ففي أي سنة هجرية كان ذلك ؟
ج : في الواقع لم يحدث ذلك مطلقاً في أي من السنوات الهجرية ال11 الأولى التي هاجر فيها الرسول إلى المدينة في ربيع الأول من السنة الهجرية الأولى حتى توفى في ربيع الأول سنة 11 هجري لأنه عندما بحثنا عن شهر المحرم للسنوات الهجرية ال11 الأولى في موقع تحويل التقاويم العالمي ..... ((4)) فوجدناه لم يوافق شهر تشري الذي في عاشره عاشوراء العبري مطلقاً ولكن وجدنا شهر المحرم قد توافق مع الشهور العبرية الآتية حسب ترتيب السنوات الهجرية ال11 الأولى : 1-آب.2- آب.3- تموز.4- تموز.5- تموز.6- سيوان.7- سيوان.8- أيار.9- أيار.10- أيار.11- نيسان . بما يعني ان عاشوراء الإسلامي لم يتوافق مطلقاً مع عاشوراء العبري بعد دخول الرسول المدينة حتى توفى وهذا يعنى أننا أمام احتمال واحد فقط هو ان هذا اليوم الذي التقى فيه الرسول مع اليهود كان يوم عاشوراء (10 محرم) عند المسلمين ولكنه كان يوافق يوم 10 من شهر قمري عبري هو احد الشهور (آب - تموز - سيوان – أيار – نيسان) الذين توافقوا مع ال11 سنة الهجرية الأولى بالترتيب الذي توصلنا إليه , ونحن قد توصلنا من قبل انه كان يوم 10 أيار وذلك عندما استعرضنا خروج بني إسرائيل من مصر كما جاء بالتوراة في ليلة 15 نيسان العبري القمري وان يوم اللقاء كان بعد 24 أو 25 يوم أي في يوم 10 أيار وقدمنا الأدلة على ذلك بما يعني ان الرسول قد التقى باليهود في يوم 10 محرم لأحد السنوات الهجرية ال8 أو ال9 أو ال10 الذي توافق فيها مع شهر أيار العبري القمري كما جاء من موقع تحويل التقاويم الذي ذكرناه.
يوم عاشوراء عند المسلمين يوم عظيم عند اليهود
إحقاقا للحق يجب أن أقول أن اليهود لم يسموا هذا اليوم الذي وجدهم الرسول فيه صائمين بيوم عاشوراء عندهم صراحة في أي حديث نبوي تناول هذا اللقاء وذلك بعد أن راجعت كل الأحاديث الشريفة التي تناولت هذا اللقاء والتي رواها بن عباس وأبو موسى ألاشعري وأبو هريرة ولقد كانت أجابتهم في تلك الأحاديث الشريفة عن هذا اليوم كالآتي :- قالوا: هذا يوم صـالح , يوم نجى اللّه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى (ع ). ...... فقالوا:هذا يوم عظيم , وهو يوم نجى اللّه فيه موسى واغرق آل فرعون ...... فقالوا: هذا هو اليوم الذي اظهر اللّه فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ...... فقالوا: هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون...... قال : دخل النبي المدينة وإذا أناس من اليهود يعظمون عاشوراء ويصومونه , فقال النبي : ((نحن أحق بصومه )). فأمر بصومه ...... قال : كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا,...... فقالوا هذا اليوم الذي نجا الله موسى وبني إسرائيل من الغرق وغرق فيه فرعون.
وهكذا نجد أن اليهود لم يقولوا للرسول صراحة أن هذا اليوم كان يوم عاشوراء عندهم بل قالوا عنه انه يوم صالح ويوم عظيم ويوم أظهر فيه موسى على فرعون وكانوا يعظمون هذا اليوم ويعدونه عيدا ولكن لم يقل أحد منهم صراحة أنه كان يوم عاشوراء عندهم وان كان هذا لا يمنع من أن يكون لليهود قديما يومان عاشوراء:
1) يوم عاشوراء الخروج : يوم 10 أيار.. الصيام فيه تطوع شكرا لله علي نجاة موسى ونجاتهم وغرق فرعون ولكنهم نسخوه وهذا دأبهم .
2) يوم عاشوراء الكفارة : يوم10 تشري .. ذكري عبادتهم للعجل وغضب موسى عليهم بسبب ذلك وكسره ألواح التوراة من شدة غضبه وفرضه لهم ومن لا يصمه يقتل حسب الشريعة فأبقوه ... ثم أن اليهود لو كانوا قد كذبوا علي الرسول في حقيقة وأصل وسبب يوم عاشوراء لكشف الله لرسوله كذبهم وتضليلهم وما أمر بصيام هذا اليوم... لهذا أعتقد أنه لابد أن يكون هناك يوم عاشوراء آخر عند اليهود وهو ما توصلت إليه يوم 10 أيار وهو الذي كان يتوافق مع 10 محرم في سنة 1227 ق .م يوم غرق فرعون ونجا موسى وربما كان يسن عند اليهود صيامه حتى أيام رسول الله ثم نسخه أحبارهم بعد ذلك .
لأنك تجدهم أحرص الناس علي الحياة. نستخلص مما سبق أن يوم نجاة موسى وغرق فرعون (عاشوراء الخروج) كان يوم 10 محرم حسب التقويم الهجري الذي كان يوافق يوم 10 أيار حسب التقويم العبري .... وكلا التقويمين قمري.
ولكن الفرق بين هذين التقويمين أن يوم 10 محرم يأتي في الصيف والخريف والشتاء والربيع لأنه لا نسيء في التقويم الهجري . أما يوم 10 أيار فيأتي في الربيع دائما لأن التقويم العبري يعتمد على النسيء حيث يضاف شهر قمري ثالث عشر لبعض السنوات القمرية لكي يحفظوا لعيد الفصح (15 نيسان) أن يكون بعد الاعتدال الربيعي مباشرة بما يتفق مع نفس الظروف التي خرج فيها موسى وبنو إسرائيل من مصر ليلة 15 نيسان في أول الربيع وكانوا يعرفون الاعتدال الربيعي قديماً بظهور بشاير محصول الشعير .
الاعتدال الربيعي أيام موسى
لما كان الاعتدال الربيعي حاليا فلكيا يوافق يوم 21 مارس فإن 15 نيسان (عيد الفصح) عند اليهود يوافق أحد أيام الفترة من 22 مارس حتى 30 أبريل وذلك حسب التقويم الجريجوري المعمول به حاليا . لهذا فإن 10 أيار الذي يأتي بعد 15 نيسان بـ24 أو 25 يوما يوافق أحد أيام الفترة من 15 أبريل حتى 25 مايو .
* أما في السنة التي خرج فيها موسى وبنو إسرائيل من مصر والتي نعتقد أنها أحد سنوات القرن الثالث عشر قبل الميلاد كما توصلنا فإن الاعتدال الربيعي فيها كان يوافق 1 أبريل حسب التقويم الجولياني حسب اشهر موقع عالمي لتحويل التقاويم الذي نستعين به بالتالي فإن يوم 15 نيسان الذي خرج فيه موسى وبنو إسرائيل من مصر كان يوافق أحد أيام الفترة من 2 أبريل حتى 11 مايو أما يوم 10 أيار الذي عبر فيه موسى وبنو إسرائيل البحر الأحمر فإنه يوافق أحد أيام الفترة من 26 أبريل حتى 4 يونيو . أي ان بداية الاعتدال الربيعي أيام موسى عليه السلام كان متأخراُ 11 يوم عما هو عليه الآن .
سبعة تواريخ منهم واحد صحيح
هذا الحساب الفلكي الدقيق باستخدام اشهر مواقع تحويل التقاويم للوصول إلي اليوم الذي يتوافق فيه 10 أيار مع 10 محرم في القرن ال13 قبل الميلاد مع العلم ان 10 محرم لا يشترط ان يوافق 10 أيار تماماً لأن التقويم العبري لا يشترط ظهور الهلال ليبدأ الشهر القمري ولكن قمرهم اصطلاحي حسابي وقد يصل الفرق بينهم ل3 أيام فكان الآتي :
1- يوم 9 مايو 1293ق.م =13 أيار 2468 عبري = 10 محرم 1973 ق.ه
2- يوم 28 ابريل 1292 ق.م = 12 أيار 2469 عبري = 10 محرم 1972 ق.ه
3- يوم 15 مايو1261 ق.م =12 أيار 2500 عبري = 10 محرم 1940 ق.ه
4- يوم 4 مايو 1260 ق.م =12 أيار 2501 عبري = 10 محرم 1939 ق. ه
5- يوم 23 ابريل 1259 ق.م = 11 أيار 2502 عبري = 10 محرم 1938 ق.ه
6- يوم 10 مايو 1228 ق.م =11 أيار 2533 عبري = 10 محرم 1906 ق.ه
7- يوم 29 أبريل 1227ق.م =11 أيار 2534 عبري = 10 محرم 1905 ق.ه = الخميس وبالطبع فإن أحد هذه التواريخ الـ 7 هو عاشوراء الخروج أما الـ 6 تواريخ الأخرى فخاطئة رغم توافق شروطها لأن خروج بني إسرائيل مع موسى من مصر كان بالطبع مرة واحدة..
ولسوف نستبعد الـ 6 تواريخ الخاطئة في الخطوات التالية ليتبقى لنا التاريخ الوحيد الصحيح لعاشوراء الخروج والذي سوف نثبت صحته فلكيا وتاريخيا ودينيا ؟
س: لكن ما هو التاريخ الصحيح لعبور موسى وبني إسرائيل البحر الأحمر (عاشوراء الخروج) من هذه التواريخ الـ 7 ؟
ج: لا بد من إلقاء نظرة إلي تاريخ الفراعنة لأن العبور ارتبط بموت أحد فراعنة مصر غرقا في البحر الأحمر وانتهاء حكمه. ولقد ورد في القرآن مصير هذا الفرعون علي النحو التالي :
-- قوله تعالي :" فاتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم " طه 78 -- وقوله تعالي :" وجاوزنا بني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوانا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين " يونس 90 -- وقوله تعالي :" فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم " القصص 40 كما ورد أيضا مصير هذا الفرعون في سفر الخروج في الإصحاحين 13 ، 14 وأيضا في المزمور 136 يؤكد موت فرعون في بحر القلزم (البحر الأحمر) .
وهكذا كل الكتب السماوية اتفقت على موت فرعون غرقا في البحر . وإذا نظرنا إلي تواريخ موت ملوك وفراعنة مصر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد نجد أن ذلك يتزامن مع آخر فراعنة الأسرة الـ 18 (حور محب) وأغلب فراعنة الأسرة الـ 19. وكانت تواريخ وفاتهم بالمراجع التاريخية (تاريخ مصر القديمة – مصر الخالدة – تاريخ العالم) كالآتي :
** من ذلك يتبين الاختلافات الكبيرة بين المؤرخين في تواريخ وفيات فراعنة مصر في تلك الفترة مما يعني أن هذه التواريخ تقديرات ينقصها قدر من الدقة ومما يجعل هناك صعوبة في تحديد التاريخ الصحيح لعبور موسى وبني إسرائيل البحر الأحمر في يوم عاشوراء الخروج ما لم يكن هناك معلومة إضافية محددة في حياة موسى وقصته مع فرعون مصر تصل بنا إلي تاريخ عاشوراء الخروج الصحيح. ** فبالعودة إلى قصة موسى وترتيب أحداثها كما وردت بالقرآن وبأسفار موسى بالكتاب المقدس نلاحظ أن فرعون الذي أرسل الله موسى إليه وقابله بآياته الكبرى في يوم الزينة هو نفس الفرعون الذي أخذه الله بالسنين ونقص الثمرات وأرسل عليه الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم كما جاء بالقرآن أو هو نفس الفرعون الذي ضربه الله بعشر ضربات كما جاء بسفر الخروج ... وهو نفس الفرعون الذي أغرقه الله في البحر الأحمر بينما عبر موسى وبنو إسرائيل البحر في يوم عاشوراء الخروج .وبالطبع فإن هذه الأحداث قد استغرقت زمنا طويلا ذكره أغلب المفسرين 40 سنة .
** وهذا يعني أن يوم عاشوراء الزينة وهو الذي توصلنا فلكيا أنه كان يوم السبت 9 يوليو 1266 ق.م فإن هذا اليوم كان يوما في حياة هذا الفرعون , وأن يوم عاشوراء الخروج الذي نبحث عنه كان يوم موت هذا الفرعون وانتهاء حكمه بالطبع . ولأول وهله نستطيع أن نرفض تاريخين من سبعة التواريخ التي توافق فيها يوم 10 أيار مع 10 محرم في القرن الـ 13 قبل الميلاد هما الواقعان بسنة 1293 ق.م و بسنة 1292 ق.م لأن كلا من هذين التاريخين يقع قبل يوم عاشوراء الزينة 9 يوليو 1266 ق.م .. لأن يوم عاشوراء الخروج الذي مات فيه هذا الفرعون لا بد أن يقع بعد يوم عاشوراء الزينة 9 يوليو 1266 ق.م الذي كان فرعون فيه حيا بالطبع وليس قبله . ** كما إننا نستبعد 3 تواريخ أخرى من التواريخ السبعة هي الواقعة بالسنوات 1261ق.م ،1260 ق.م , 1259 ق.م لأن الفرق بينهم وبين تاريخ يوم عاشوراء الزينة 9 يوليو 1266 ق.م حوالي 5 : 7 سنوات ومعروف أن الفترة بين يوم عاشوراء الزينة وعاشوراء الخروج 40 سنة كما سنثبت ذلك في بحثنا القادم إنشاء الله (40 سنة و 80 سنة تكشفان رمسيس الثاني فرعون موسى ).
** يبقي لدينا تاريخين محتملين لتاريخ يوم عاشوراء الخروج هما : 1) يوم 10 مايو 1228 ق.م =11 أيار 2533 عبري = 10 محرم 1906 ق.ه 2) يوم 29 أبريل 1227ق.م =11 أيار 2534 عبري = 10 محرم 1905 ق.ه = الخميس.ـ ولما كان يوم عاشوراء الزينة الذي توصلنا إليه فلكيا هو يوم السبت 9 يوليو 1266 ق.م الموافق 10 محرم 1945 ق.هـ .
فإن الفرق بين يومي عاشوراء الزينة وعاشوراء الخروج بالتاريخين المحتملين هو بالترتيب : 1) 37 سنة ميلا دية و305 يوم = 39 سنه هجرية تامة 2) 38 سنة ميلا دية و 296يوم = 40 سنه هجرية تامة وايا من هذه الفروقات الزمنية لهما مناسب جدا ويتوافق مع ما ذكره المفسرون أن هذه المدة تقع بعد 40 سنة أو بالقرب منها وهو ما ذهب إليه أغلب المفسرين لما ورد من روايات عن صحابة رسول الله كما سوف نوردها في بحثنا القادم .
س: ولكن أي هذه التواريخ يوافق يوم عاشوراء الخروج ؟
ج : نرجع إلى تاريخ خروج موسى وبني إسرائيل من أرض جاسان (صفط الحنة حاليا) بمحافظة الشرقية حيث كان خروجهم ليلة 15 نيسان أي قبل 10 أيار بـ 24 أو 25 يوم أي أن تاريخ خروج موسى وبني إسرائيل من أرض جاسان كان: 1) يوم 14 أبريل 1228 ق.م أو يوم 15 أبريل 1228 ق.م 2) يوم 4 أبريل 1227 ق.م أو يوم 5 أبريل 1227 ق.م وبما أن يوم الاعتدال الربيعي في تلك السنوات كان يوافق يوم 1 أبريل ولما كان خروج موسى وبنى إسرائيل من مصر مع بداية فصل الربيع في ليلة البدر من شهر نيسان لذا صار اليهود يحتفلون بعيد الفصح في يوم 15 من الشهر القمري الذي يلي الاعتدال الربيعي مباشرة وكانوا يعرفون حلول الاعتدال الربيعي بظهور بشاير محصول الشعير لذلك كانوا (وما زالوا) يقدمون سنبلة من الشعير الجديد في أول أيام الفطير الـ 7 (يوم 16 نيسان ).
ولذلك كانوا ( وما زالوا ) ينسأون (يضيفون أو يكبسون ) شهرا للسنة الثالثة أو الثانية ليظل يوم 15 نيسان موافقا لبداية موسم الربيع في نفس الظروف التي خرج فيها موسى من مصر . لذا فإن أقرب تاريخ لخروج موسى وبني إسرائيل من مصر هو الأقرب تاريخا ليوم الاعتدال الربيعي وهو : 4 أبريل 1227 ق.م أو 5 أبريل 1227 ق.م وبعد الرجوع إلى يوم 15 نيسان الحقيقي والذي لابد ان يتوافق فلكياً مع يوم 15 من الشهر القمري الذي خرج فيه بنو إسرائيل كما جاء بسفر الخروج سنجد حسب موقع التقاويم الذي نستعين به هو يوم الاثنين 5 ابريل 1227 ق.م الموافق 17 نيسان 2534 عبري الموافق 15 ذو الحجة 1906 ق. هـ لأنه بعد الاعتدال الربيعي بـ 4 أيام وقت بشاير الشعير بمصر وهو مناسب جدا لظروف خروج بني إسرائيل من ارض جاسان كما جاء في التوراة .. أما في يوم 14 ابريل فيكون الشعير قد تم نضجه وفي وقت حصاده.. ولهذا فان التاريخ الأخير غير مناسب لظروف الخروج لأنه متأخر عن بداية فصل الربيع .
• وهذا يعني أن : يوم عاشوراء الخروج يوم الخميس 29 أبريل 1227 ق.م هو اليوم الذي عبر فيه موسى وبنو إسرائيل البحر الأحمر بينما غرق فرعون وجنوده ... وأقرب تاريخ وفاة لفرعون لهذا التاريخ هو رمسيس الثاني الذي ذكر المؤرخون أنه مات سنة 1225 أو 1224 أو 1212 قبل الميلاد ومراجع أخرى قليلة ذكرت ان تاريخ وفاته ونهاية حكمه هو 1235 ق.م .
وإن أقرب سنة من السنتين المحتملتين التي توصلنا إليها (1228 و 1227 قبل الميلاد) للتواريخ التقديرية للمؤرخين لوفاة رمسيس الثاني هي سنة 1227 قبل الميلاد. كما أنه لا يمكن ان يرتبط تاريخ وفاة فرعون موسى مع مرنبتاح الذي تلى رمسيس الثاني لأن تاريخ وفاته كما جاء بالمراجع التاريخية الثلاثة (تاريخ مصر القديمة – مصر الخالدة – تاريخ العالم) هي 1202 و 1414 و 1415 ق.م فجميع هذه السنوات بعيدة عن سنة وفاة فرعون موسى 1227 ق.م كما توصلنا , بالتالي فأن تاريخ وفاة فرعون موسى لا يمكن ان يرتبط بأي من فراعنة أو ملوك مصر على مدى تاريخها غير رمسيس الثاني .
بهذا توصلنا إلى تاريخ عاشوراء الخروج هو : يوم الخميس 29 أبريل 1227 ق.م = 10 أيار2534عبري = 10 محرم 1905 ق.هـ حيث عبر فيه موسى وبنو إسرائيل البحر الأحمر بينما غرق فرعون فيه الذي توصلنا فلكيا وتاريخيا أنه : رمسيس الثاني لأنه يتوافق مع تاريخ وفاته المرجح . وهكذا استخدمنا المفتاح الثاني الذي أسميناه عاشوراء الخروج ففتح علينا بالفرعون رمسيس الثاني الذي غرق في هذا اليوم (يوم عاشوراء الخروج) وليس أي فرعون آخر .
رمسيس الثاني
• يتبقى لنا دليل فلكي رابع وأخير لاتهام رمسيس الثاني على انه فرعون موسى وليس أي فرعون آخر وهو بعنوان : (67 سنة تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى) وهو بحثي القادم إنشاء الله ثم نبدأ بعون الله الأدلة التاريخية التي تتهمه أيضا والتي سوف تبين تفاسير كثير من آيات القران التي تناولت قصة موسى وبني إسرائيل مع فرعون .
------------------------
المراجع :
1- الدرر السنية : الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 5/45 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
2- مجلة نصف الدنيا – عددها بتاريخ 27 / 4 / 2003
3- http://www.bibleorigins.net/ExodusRouteMapsVarious.html
4- http://www.calendarhome.com/converter
________________________________
- يوم الزينة يكشف رمسيس الثاني فرعون موسى
________________________________
مهندس / محمد عبد الرازق جويلي
معبد الرامسيوم- القاعة الفلكية وسقفها يعرض لنا الاحتفال بعيد رأس السنة بما يتضمنه من مناظر للكواكب و النجوم ، والاثنى عشر شهرا القمرية في شكل دائرة يتوسطها الإله "تحوت" على هيئة القرد يجلس فوق العمود"جد - dd متقمّصا دور إله الأيام الخمسة النسيء
من هو فرعون موسى؟..
هذا السؤال حير الدينيين والتاريخيين معا.. وهناك عشرات الألوف من الأبحاث والكتب والمقالات على مر العصور التي تناولت هذه القضية دون ان يقدم احدهم دليلاً دامغاً لا ريب فيه على اتهامه لأحد الفراعنة بعينه ان يكون هو فرعون موسى. فبينما انقسم الدينيون إلى رأيين أنه فرعون واحد كما ذهب إلى ذلك غالبية المفسرين الإسلاميين حيث جاء لفظ فرعون في القرآن 74 مرة في 67 آية.. جميعها يدل على ان فرعون الذي تعامل معه نبي الله موسى كان شخصاُ واحداُ أو أنه اثنان من الفراعنة وهما فرعون الاضطهاد الذي اضطهد بني إسرائيل وفرعون الخروج الذي ضربه الله بال 10 ضربات أو أل 9 آيات وخرج بنو إسرائيل في آخر عصره كما ذهب إلى ذلك مفسرو التوراة حيث ذكرت التوراة أن ملك مصر قد مات عندما كان موسى في مدين وحل محله ملك آخر. بينما نجد أن غالبية التاريخيين انقسموا أيضا باتهامهم لأكثر من 12 فرعون لان يكون أحدهم آو اثنان منهم فرعونا لموسى.
وجميعهم في الأسرة أل 18 أو أل 19 حيث أن تسلسل الإحداث كما جاءت في القرآن والتوراة ينفي تماماُ بأن يكون فرعون موسى قبل أو بعد تلك الفترة.
فراعنة في قفص الاتهام
وهم : تحتمس الثالث 1457-1425ق.م..وأمنحتب الثاني 1427- 1396ق.م..وتحتمس الرابع 1396-1386ق.م... وأمنحتب الثالث 1386 –1349 ق.م..وأمنحتب الرابع (إخناتون) 1356-1340 ق.م.. وتوت عنخ آمون 1340-1331 ق.م.. وحور محب 1327-1295 ق.م.. ورمسيس الاول 1295-1294 ق.م.. وسيتي الاول1294-1279 ق.م.. ورمسيس الثاني 1279-1213 ق.م..و مرنبتاح 1213- 1203 ق.م.. و سيتي الثاني 1203 – 1197 ق.م.. والغريب أن بعض التاريخيين اتهم الملكة حتشبسوت 1479-1457 ق.م أنها فرعون موسى رغم أن القرآن والتوراة يؤكدان أن فرعون موسى كان رجلاُ حتى ولو كانت حتشبسوت ترتدي زي الرجال كما عرف عنها.
يوم الزينة
عندما ذهب موسى عليه السلام برسالة ربه إلي فرعون الذي طغي وأظهر له آيتين من آيات ربه وهما العصا التي تنقلب ثعبانا واليد التي يخرجها بيضاء فادعى فرعون أن ذلك سحر وطلب من موسى وهارون تحديد موعد آخر حتى يجمع السحرة ليبطلوا ما جاء به موسى من آيات فحدد لهم موسى عليه السلام الموعد كما جاء بالقرآن في يوم معلوم هو يوم الزينة.
قال تعالى " قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحي " طه 59 وقال تعالي أيضا :" فجمع السحرة لميقات يوم معلوم " الشعراء 38
ولقد جاء عن يوم الزينة في كتب التفسير :
1- 1- الجلالين : يوم عيد لهم يتزينون فيه ويجتمعون.
2- بن كثير : وهو يوم عيدهم ونيروزهم وتفرغهم من أعمالهم واجتماعهم جميعهم, قال ابن عباس : وكان يوم الزينة يوم عاشوراء , وقال السدي وقتادة وابن زيد : كان يوم عيدهم. وقال سعيد بن جبير : كان يوم سوقهم, ولا منافاة. قلت: وفي مثله أهلك الله فرعون وجنوده, كما ثبت في الصحيح...(أي أن هناك يومان عاشوراء واجه فيهما موسى فرعون هما يوم الزينة , ويوم غرق فرعون ونجاة موسى ومن معه).
3- فتح القدير : قال مجاهد وقتادة ومقاتل والسدي: كان ذلك يوم عيد يتزينون فيه، وقال سعيد بن جبير: كان ذلك يوم عاشوراء، وقال الضحاك: يوم السبت، وقيل يوم النيروز، وقيل يوم كسر الخليج............. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: "موعدكم يوم الزينة" قال: يوم عاشوراء. وأخرج ابن المنذر عن ابن عمرو نحوه.
4- البغوي : قال مجاهد، و قتادة، و مقاتل، و السدي : كان يوم عيد لهم، يتزينون فيه، ويجتمعون في كل سنة. وقيل: هو يوم النيروز. وقال ابن عباس و سعيد بن جبير : يوم عاشوراء.
5- البيضاوي : قيل في ((يوم الزينة)) يوم عاشوراء، أو يوم النيروز، أو يوم عيد كان لهم في كل عام.
6- القرطبي : اختلف في يوم الزينة، فقيل هو يوم عيد كان لهم يتزينون ويجتمعون فيه، قال قتادة و السدي وغيرهما. وقال ابن عباس وسعيد بن جبير: كان يوم عاشوراء. وقال سعيد بن المسيب: يوم سوق كان لهم يتزينون فيها، وقاله قتادة أيضاً. وقال الضحاك : يوم السبت. وقيل: يوم النيروز، ذكره الثعلبي. وقيل: يوم يكسر فيه الخليج، وذلك أنهم كانوا يخرجون فيه يتفرجون ويتنزهون.
7- الطبري : يعني يوم عيد كان لهم، أو سوق كانوا يتزينون فيه. وجاء في تفسير البغوي لقوله تعالى " فجمع السحرة لميقات يوم معلوم"، هو يوم الزينة.
وروي عن ابن عباس قال: وافق ذلك اليوم يوم السبت،في أول يوم من السنة، وهو يوم النيروز... (1) قال الحافظ أبو القاسم علي بن عساكر في تاريخ دمشق من طريق ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن فرعون لما قال للملأ من قومه: إن هذا الساحر عليم قالوا له: ابعث إلى السحرة فقال فرعون لموسى: يا موسى اجعل بيننا وبينك موعدًا لا نخلفه نحن ولا أنت فتجتمع أنت وهارون وتجتمع السحرة فقال موسى: موعدكم يوم الزينة قال: ووافق ذلك يوم السبت في أول يوم من السنة وهو يوم النيروز وفي رواية: أن السحرة قالوا لفرعون: أيها الملك واعد الرجل فقال: قد واعدته يوم الزينة وهو عيدكم الأكبر ووافق ذلك يوم السبت فخرج الناس لذلك اليوم... (2)
التقويم المصري القديم على ورق البردي (دائرة البروج)
يوم الزينة في أيام الفراعنة
يقول الدكتور سليم نجيب: كان المصريون من أيام الفراعنة يحتفلون بعيد النيروز الذي أدخله الملك ماناوش في عهد الأسرة السابعة أو الثامنة، وكان الاحتفال بهذا العيد يستمر سبعة أيام، وكلمة النيروز مشتقة من الفارسية وتعني "اليوم الجديد".. (3)
وقال د.سعيد الملط : " وكان المصريون في عصر الفراعنة يحتفلون بهذا اليوم إكراما لنهر النيل. وقد اعتبر هذا العيد عيد الربيع الذي تبدأ بعده زيادة مياه النهر الذي يستكمل مياهه في الخريف أو أواخر الصيف. ولعل هذا هو ما يفسر لنا السبب في أن المصريين جميعا بغض النظر عن دياناتهم كانوا يشاركون في الاحتفال بهذا العيد ".. (4)
ويبدأ الاحتفال بهذه الأيام بالخمسة أو الستة أيام النسيء التي تنتهي بها سنتهم النجمية ثم يكون احتفالهم الأكبر في يوم راس السنة الجديدة (النيروز) بخروجهم جميعاً في الصباح الباكر متزينين ومرتدين ملابسهم الجديدة. وهذا يتطابق مع قول بن عباس : قال فرعون : قد واعدته يوم الزينة وهو عيدكم الأكبر. ويلاحظ أن موسى لم يختر يوما من أيام أعياد الآلهة (رع أو آمون أو غيرها) وما أكثرها وأشهرها في ذلك الحين.. كما أنه لم يختر يوما من أيام أعياد فرعون مثل يوم ميلاده أو يوم تنصيبه على العرش أو يوم اليوبيل أو غيره.. لأنه لو اختار يوما دينيا أو يوما سياسيا خاصا بالفرعون لكان ذلك اعترافا منه بالآلهة المصرية أو تأييدا منه لفرعون علي كفره.. وحاشا لله.. ولكنه اختار يوما قوميا وطنيا مشهورا يتزين فيه المصريون كلهم.. علاوة أن هذا اليوم أجازه للمصريين من من أعمالهم. مما يستدعي حضور حشد كبير من المصريين. نستخلص مما سبق أن يوم الزينة حسب أشهر التفسيرات وأرجحها وهو ما ذكره ابن عباس :
1- يوم النيروز وهو الذي يوافق اليوم الأول من الشهر القبطي توت.
2- يوم عاشوراء وهو الذي يوافق اليوم العاشر من الشهر الهجري المحرم.
3 – يوافق اليوم الأسبوعي السبت..... وهذه حالة فلكية نادرة للغاية.. والندرة هنا في تجمع هذه الأيام الثلاثة في يوم واحد..
فما هذا اليوم ؟
تطور السنة القبطية القديمة
قال د. بول كودركPaul Couderc عالم الفلك الفرنسي: السنة القبطية سنة نجمية طولها 365.25 يوم تبدأ بشهر توت.. وأول توت حاليا يوافق 11 سبتمبر حسب التقويم الجريجوري.. بينما كان يوافق 29 أغسطس قبل سنة 1582 م حيث كان التقويم الجولياني متبعا قبل هذه السنة. غير أن السنة القبطية كانت 365 يوم فقط وذلك منذ أن بدأ المصريون القدماء العمل به ا في سنة 4235 ق. م حتى سنة 29 ق. م.. لهذا كان أول توت في تلك الفترة متنقلا بين الصيف والخريف والشتاء والربيع بسبب خطأ في السنة القبطية التي اتبعوها في تلك الفترة مقداره 0.25 يوم كل سنة..
ولقد فطن المصريون القدماء إلي ذلك ففي أواخر الألفية الخامسة قبل الميلاد اكتشف المصريون ظاهرة الشروق ألاحتراقي للنجم المسمي بالشعري اليمانية ( سوثيس أو سيروس ) حيث صادف شروقه بداية فيضان النيل.. عندها حددوا بداية التقويم القبطي بشروق النجم سوثيس أو سيروس.
وعندها بدأت السنة القبطية بأول توت (يوم النيروز) في سنة 4235 ق.م وكان طولها 365 يوم ولكن سرعان ما تبين للمصريين القدماء أن هذه السنة أقصر مما ينبغي حيث تطور موعد ظهور النجم.. فبدلا من أن يظهر في اليوم الأول من توت.. أصبح يظهر في اليوم الثاني ثم الثالث وهكذا استمر الانحراف لفترة 1461 سنة قبطية (= 1460 سنة جوليانية) حتى عاد النجم سوثيس للظهور من جديد في اليوم الأول من توت وسط أفراح شعبية سجلها المؤرخون وحسبها الفلكيون في سنة 2775 ق.م وسميت بدورة سوثيس الأولي ثم تكرر الانحراف بنفس الكيفية إلي أن عاد النجم سوثيس للظهور من جديد في أول توت سنة 1317 ق.م وسميت بدورة سوثيس الثانية وطولها 1458 سنة جوليانية وذلك لأن السنة النجمية تزداد طولا ببطء.............
لذا فإن الانحراف قد تسارع شيئا فشيئا وتكررت دورة سوثيس للمرة الثالثة حيث تناقص طولها إلي 1456 سنة جوليانية للسبب الذي ذكرناه عن السنة النجمية وانقضت هذه الدورة الثالثة وسط أفراح شعبية غامرة يوم 21 يوليو سنة 139 بعد الميلاد نقل أخبارها إلينا المؤرخ اللاتيني سنسورينوس. وعلي الرغم من أن أغسطس قيصر قد فرض يوم نسئ سادسا كل 4 سنوات وذلك في سنة 29 ق.م حيث حل الأول من توت يوم 29 أغسطس 29 ق.م ليصبح طول السنة القبطية 365.25 يوم إلي يومنا هذا. غير أن أغسطس قيصر لم يراع أن يتوافق أول توت مع ظهور النجم سوثيس..
ولكن ما يحسب لاغسطس قيصر انه قد حد كثير من انحراف السنة القبطية الأمر الذي نظم معه الفلاحون المصريون مواعيد زراعتهم وحصادهم لثبوت ميعاد فيضان النيل مع هذا التقويم إلي حد ما.. (5)
الشهور ال12 المصرية القديمة في المواسم الزراعية الثلاثة
شروق النجم سيروس أو سوثيس (الشعرى اليمانية)
النجم سيروس هو المع نجوم الليل ويكون إشراقه ألاحتراقي أكثر من 20 ضعف إشراق الشمس
وهو يبعد عن الأرض ب7 : 8 سنوات ضوئية
الحساب الفلكي ليوم عاشوراء الزينة
بما أن 100 سنة قبطية (قبل سنة 29ق.م) × 365= 36500 يوم , 103 سنة هجرية × 354.36705 (متوسط السنة الهجرية) = 36499.806 يوم
نجد الفرق بين 100 سنة قبطية و 103 سنة هجرية يساوي 0.2 يوم تقريبا وهذا يجعلنا نؤكد أن أول توت قد يوافق 10 محرم ثلاث مرات علي الأكثر خلال 300 سنة قبطية أو 309 سنة هجرية حيث لن يزيد الفرق بينهما عن 0.6 يوم ثم يفترقا ولا يتفقا إلا بعد عدة آلاف من السنين. ولما كانت أغلب الأبحاث قد أجمعت علي أن موسى قد عاصر أحد أو اثنين من فراعنة مصر بالأسرتين 18 أو 19 أي في الفترة منذ سنة 1575 ق.م حتى سنة 1184 ق.م فأنه كان ينبغي لنا أن نركز حساباتنا الفلكية في تلك الفترة فقط ولكن الأمانة العلمية تقتضي أن نوسع دائرة الاحتمالات إلى أقصاها فنبحث عن يوم الزينة (1 توت) الذي توافق مع يوم عاشوراء (10 محرم) خلال أربعة آلاف سنة ميلادية التي سبقت الميلاد وهي الفترة التي عاشتها كل الأسر الفرعونية ال30 لنراعي كل الاحتمالات وبالفعل بحثت ولم أجد فيها سوي ثلاث تواريخ فقط توافق فيها 1 توت مع 10 محرم وهي في سنوات 1466 ق.م.. و 1366 ق.م.. و1266 ق.م وجميعها يقع في زمن الأسرتين الفرعونيتين أل 18 وال 19 أي في الفترة من سنة 1580 ق.م حتى سنة 1200 ق.م
س: ولكن كيف ذلك ؟
ج: لنبحث أقرب هذه التواريخ وهو 1266 ق.: م أولا.. أول توت لسنة 1266 ق.م : سبق أن ذكرنا أن النجم سوثيس قد ظهر يوم 21 يوليو 139 بعد الميلاد إيذانا بانتهاء دورة سوثيس الثالثة.
وسبق أن ذكرنا أنه لو تقدمنا بالزمن 4 سنوات قبطية (قبل سنة 29 ق.م) لتأخرنا يوماً واحداً حسب التقويم الجولياني. فانه بالعكس إننا إذا رجعنا الوراء 4 سنوات قبطية لتقدمنا يوما واحدا حسب التقويم الجولياني لهذا فإننا إذا رجعنا من نهاية دورة سوثيس الثالثة في يوم 21 يوليو 139 بعد الميلاد لكي نصل إلى سنة 1266 ق.م فإننا سنرجع : 1266 + 139 = 1405 سنة وإن 1405 ÷ 4 = 351.25 = 351 يوم أو 352 يوم لذا علينا أن نتقدم 351 أو 352 يوم بعد يوم 21 يوليو لنصل لليوم الميلادي الذي يوافق أول توت لسنة 1266 ق.م 351 أو 352 يوم = 10 (باقية من يوليو) +31+30 +31 +30+31 ديسمبر+31 يناير +28+31+30+31+30يونيو+ 7أو8 يوليو أي أن أول توت لسنة 1266 ق.م كان يوافق 7أو8 يوليو 1266ق.م
طريقة ثانية :- بداية يجب أن ندرك جيدا أن دورة سوثيس الثالثة التي سجلها المؤرخون وحسبها الفلكيون ب 1456 سنة ميلادية أن أول توت قد مر خلال سنواتها ال1456 علي جميع أيام السنة الميلادية الجوليانية ال365.25 يوم حتى وافق آخرها يوم 21 يوليو 139 م بظهور النجم سوثيس في هذا اليوم.
من هذا فإن موقع سنة 1266 ق.م هو السنة رقم 1405 من دورة سوثيس الثالثة لأن 1266 + 139 = 1405 سنة ولما كان طول دورة سوثيس الثالثة 1456 سنة ميلادية فإن 1405 ÷ 1456 = 0.9649725 أي أن سنة 1266 ق.م تقع بعد مرور 5و96% من دورة سوثيس الثالثة وإن 5و96% × 365.25 = 352.46625 = 352يوم أو 353 يوم... وهذه الطريقة أكثر دقة من الأولى لذا علينا أن نأخذ بنتائجها. ولقد سبق أن تقدمنا 351 يوم بعد 21 يوليو فوصلنا إلي يوم 7 يوليو أما إذا تقدمنا 352 يوم بعد 21 يوليو فسنصل إلي يوم 8 يوليو 1266 ق.م الذي يوافق 1 توت لسنة 1266 ق.م فأما إذا تقدمنا 353 يوم بعد 21 يوليو فسنصل إلي يوم 9 يوليو 1266ق.م الذي يوافق1 توت لسنة 1266 ق.م
ثانيا: أول توت لسنة 1366 ق.م سبق أن توصلنا إلي أننا إذا رجعنا للوراء 4 سنوات قبطية ذات ال365 يوم فقط فإننا نتقدم يوما للأمام حسب التقويم الجولياني.
بالتالي فإننا إذا رجعنا 100 سنة قبل سنة 1266 ق.م فإننا نتقدم 25 يوم بعد يوم 8 يوليو إلي أن نصل ليوم 2 أغسطس 1366 ق.م
ثالثا: أول توت لسنة 1466 ق.م بنفس الطريقة السابقة نصل إلي أن أول توت لسنة 1466 ق.م يوافق يوم 27أغسطس 1466 ق.م.
إثبات أن هذه التواريخ عاشوراء
أولا : أول توت لسنة 1266 ق.م (8 أو 9 يوليو 1266 ق.م) بما أن بداية التقويم الهجري كانت يوم الجمعة 16 يوليو 622 م الذي يوافق أول المحرم بالسنة الأولي الهجرية.
بالتالي فإن يوم 10 محرم (عاشوراء) بتلك السنة يوم الأحد 25 /7/622 م.
لذا فعلينا أن نحسب مجموع الأيام الواقعة بين يوم الأحد 25 /7/622 م ويوم 8 أو 9 يوليو 1266 ق.م والتي تساوي = 176 أو 175 يوم (باقية من سنة 1266 ق.م ) + {(1265سنوات قبل الميلاد+621 سنوات بعد الميلاد) سنة × 365.25 متوسط السنة الجوليانية}+237 يوم (مضت من سنة 622 م) =(176أو175 يوم) + 688861+206=689243.5 أو689242.5 يوم = 689244 أو 689243 أو 689242 يوم وبما أن متوسط عدد أيام السنة الهجرية فلكيا = 354.36705 يوم لهذا فإننا يجب أن نقسم عدد الأيام التي توصلنا إليها علي متوسط السنة الهجرية فلكيا = 689244 يوم ÷ 354.36705 = 1945.0002 سنة 0.0002 سنة هجرية = 0.0708 يوم = 1.7 ساعة تقريبا وان 1.7 ساعة يمكن إهمالها لصغرها. لهذا فإن أول توت لسنة 1266 ق.م الذي يوافق 8 يوليو 1266 ق.م لابد أن يوافق 10 محرم (عاشوراء) فلكيا وذلك سنة 1945 ق.هـ كما أثبتنا. ولكن علينا ألا نهمل تاريخي 7 ؛ 9 يوليو 1266 ق.م لأن يكون أيا منهما قد يوافق 10 محرم 1945 ق.هـ بنفس مقدار احتمالية موافقة 8 يوليو 1266ق.م ليوم عاشوراء الزينة لأن هذه الطريقة الفلكية باستخدام متوسط السنة الهجرية الفلكية تحتمل الخطأ بمقدار + يوم أو- يوم.
* كما أننا نستطيع أن نثبت أيضا أن يوم 2 أغسطس 1366 ق.م الذي يوافق أول توت يوافق أيضا يوم10 محرم 2048 ق.هـ وذلك بإضافة 36500 يوم ليصبح الناتج = 725744 يوم..
وبقسمتها 725744 ÷ 354.36705 = 2048.0007 سنة وأيضا 0.0007 سنة = 0.2478 = 6 ساعات (تقريبا) و6 ساعات يمكن إهمالها أيضا لصغرها.
* وبالمثل يمكن إثبات أن 27أغسطس 1466 ق.م يوافق 10 محرم( عاشوراء) لسنة 2151ق.هـ وأن الفرق هنا يساوي 0.0013 سنة =0.4602 يوم =11 ساعة تقريبا والتي يمكن إهمالها أيضا لأنها أقل من نصف يوم *الآن وصلنا أن يوم الزينة (1 توت = 10 محرم )الذي واجه موسى عليه السلام فرعون والسحرة كان أحد الأيام من :
1) 28 أغسطس 1466 ق.م الموافق 10 محرم 2151 ق.هـ 2) 3 أغسطس 1366 ق.م الموافق 10 محرم 2048 ق.هـ 3) 7 أو8 أو9 يوليو 1266 ق.م الموافق 10 محرم 1945 ق.هـ
س: ما اليوم الأسبوعي لكل تاريخ من التواريخ الثلاثة ؟
ج: بمعلومية أن أول أيام التقويم الميلادي الجولياني الموافق 1 يناير بالسنة الأولي الميلادية كان يوافق يوم السبت وأن عدد الأيام بين هذا التاريخ ويوم 8 يوليو 1266ق.م يساوي = 177 يوم (باقين من سنة 1266 ق.م) + ( 1265 سنوات قبل الميلاد × 365.25) = =177 + 462041.25 = 462218 يوم تقريبا وبقسمة الناتج ÷ 7 = 66031.142 أسبوع... و 0.142 أسبوع = 1 يوم أي إننا يجب أن نرجع لمدة يوم أسبوعي قبل يوم السبت وهو يوم الجمعة ولهذا فإن 8 يوليو 1266 ق.م = 10 محرم 1945 ق.هـ = الجمعة ومن هذا فإن 7 يوليو 1266 ق.م يوافق يوم الخميس و 9 يوليو 1266 ق.م يوافق السبت وبنفس الطريقة يمكننا إثبات : أن يوم 2 أغسطس 1366 ق.م = 10 محرم 2048 ق.هـ = الأربعاء ويوم 27 أغسطس 1466 ق.م = 10 محرم 2151 ق.هـ = الاثنين..... وبهذا فان هناك 3 احتمالات(فقط) ليوم الزينة الذي توافق فيه أول توت مع عاشوراء (10 محرم) وهى:--..1) يوم الاثنين 28 أغسطس 1466ق.م (10محرم2151ق.ه) 2) يوم الأربعاء 3 أغسطس 1366ق.م(10محرم2048ق.ه) 3) يوم ( الخميس 7 يوليو أو الجمعة 8 يوليو أو السبت 9 يوليو)1266ق.م ( 10 محرم1945ق.ه ).
والتي نختار منها يوم السبت 9 يوليو 1266 ق.م لأن يوم الزينة كان يوم السبت كما ذكر بن عباس , ونرفض التاريخين الآخرين لعدم موافقة أي منهما ليوم السبت حيث وافقا الاثنين والأربعاء وهذا يضعنا أمام دليل فريد وقوي لا يمكن لأحد ان يشك أو يرتاب فيه وهو الذي نتهم به فرعون مصر الذي كان حاكماً عليها في سنة 1266 ق.م على انه هو الذي واجهه موسى عليه السلام في يوم الزينة ولا نتهم أي فرعون آخر غيره لذا علينا ان نؤكد مدى صحة حساباتنا الفلكية بمطابقتها بحسابات جداول ناسا الفضائية العالمية لمراحل القمر الدقيقة جداً في تلك السنة.
حسابات ناسا وعاشوراء الزينة لسنة 1266 ق.م
بمراجعة هذه النتائج مع جداول ناسا الفضائية العالمية لمراحل القمر في سنة (-1265) وهي التي تساوي سنة 1266ق.م وجدت أن لحظة الاقتران لشهر المحرم سنة 1945 قبل الهجرة كانت (في الساعة 55و16 في يوم 26 يونيو 1266 ق.م) حسب توقيت جرينتش ( = 55و19 في يوم 26 يونيو 1266 ق.م) حسب توقيت مصر.. (6)
وهذا يعني أن عمر الهلال سيكون صفر من الساعات (تقريباُ) عند غروب الشمس في مصر في هذا اليوم مما يستحيل رؤية الهلال في ليلتها بينما تكون رؤيته يسيرة عند غروب شمس اليوم التالي 27 يونيو حيث يكون عمر القمر 24 ساعة مما يجعل يوم (28 يونيو) أول المحرم ويوم (7 يوليو1266 ق.م) هو يوم عاشوراء فلكياُ وهو الذي كان يوافق يوم الخميس. ولكن رواية بن عباس رضي الله عنهما بأن واقعة يوم الزينة كانت يوم السبت أي بعد ذلك التاريخ بيومين يجعلنا نعدل تاريخ عاشوراء الزينة إلى يوم السبت 9 يوليو 1266 ق.م وهذا ممكن في الماضي حيث أنه لم تكن هناك القواعد المنظمة لاعتماد بدأ الشهر القمري وقتئذ.. لهذا يمكن أن يبدأ الشهر القمري عندهم بعد بدايته الفعلية بيوم أو يومين بعد أن يظهر الهلال واضحاُ ويستمر بعد غروب الشمس لمدة ساعة أو أقل قليلاً ولدينا في ذلك مثال ذكره د. ياسين محمد المليكي : هو أن الحضارة البابلية (التي كانت معاصرة للفراعنة وقتئذ) لم تكن تعتمد بداية الشهر القمري إلا بعد ظهور الهلال لمدة تزيد عن 48 دقيقة بعد غروب الشمس أي متأخراً عن بدايته الفعلية بيوم أو يومين.. (7)
اختبار فلكي لصحة حساب يوم الزينة:
باختبار ما توصلت إليه من نتائج في موقع تحويل التقاويم الهجرية إلى الجوليانية وغيرها والعكس (calendarhome.com calendar converter )وعنوانه:... (8)
وهو موقع عالمي ومشهور ودقيق جدا في نتائجه الفلكية كانت النتائج كآلاتي : بالبحث عن نتيجة التاريخ 9 يوليو سنة 1266 ق.م (= - 1266) وهو تاريخ يوم الزينة الذي توصلت إليه وجدت ان هذا اليوم كان يوافق يوم الجمعه 10 محرم - 1944 (وهي التي توافق 1945 قبل الهجرة باعتبار السنة السابقة للهجرة = - 1 وليست السنة صفر حسبما اتفق عليه غالبية الفلكيين وهم الأصح). أي أن يوم 9 يوليو 1266 ق.م قد وافق يوم 10 محرم 1945 قبل الهجرة بما يتفق تماماً مع ما توصلت إليه من نتائج ولكن يلاحظ ان النتيجة في هذا اليوم تشير إلى يوم الجمعة وليس السبت كما توصلت إليه وهذا الخطأ مقبول فلكياً لأننا في الواقع نرجع بالزمن بحساباتنا لأكثر من 3 آلاف سنة فباستخدام متوسطات السنوات الهجرية والميلادية في الحسابات الفلكية وتأويلها إلى اليوم الأسبوعي والخطأ فيها في يوم أمر وارد ولا يفسد صحة الحساب الفلكي.
هذا هو فرعون موسى
إذا بحثنا عن الفراعنة الذين كانوا يحكمون مصر في السنوات1466 ق.م.. و1366 ق.م.. و 1266 ق.م لان أيا من هذه التواريخ الثلاثة يوافق يوم عاشوراء الزينة الذي توافق فيه 1 توت مع 10 محرم فلكيا كما حسبنا.. فإننا سنجد الآتي: أن فرعون سنة 1466 ق.م كان الملكة حتشبسوت والتي نستطيع أن نرفضها لان فرعون موسى كان رجلا....... وان فرعون سنة 1366 ق.م كان أمنحتب الثالث ونستطيع أن نرفضه أيضا لان الباقي من حكمه 17 سنة حتى وفاته وهى اقل من 40 سنة بكثير (ال40 سنة بعد يوم الزينة شرط هام سوف نثبته في بحوثنا التاليةعن فرعون موسى فيما بعد) كما انه (أمنحتب الثالث) اشترك في الحكم مع إخناتون (ابنه) في آخر 8-9 سنوات من حكمه. لا يتبقى لنا سوى تاريخ واحد هو سنة 1266 ق.م وكان فرعون مصر وقتئذ رمسيس الثاني الذي حكم مصر منفرداً 67 سنة.
ولقد اختلف المؤرخون في فترة تولي رمسيس الثاني الحكم منفرداً بين : (1302 ق.م : 1235 ق.م) و (1291 ق.م : 1224 ق.م) و ( 1292 ق.م : 1225 ق.م) و ( 1279 ق.م : 1212 ق.م).. ولكن سنة 1266 ق.م التي توصلنا إلى انه قد وقع فيها يوم الزينة بين موسى وسحرة فرعون هذه السنة تقع في كل الفترات السابقة جميعاً رغم اختلافهم. لذا نستطيع أن نقول بالتأكيد أن فرعون الذي كان موجوداً في يوم الزينة هو رمسيس الثاني صاحب موقعة قادش وليس أي فرعون آخر...
رمسيس الثاني في موقعة قادش
وهذا هو تاريخ عاشوراء الزينة
وهكذا وصلنا أيضاُ إلى أن تاريخ يوم عاشوراء الزينة = السبت 9 يوليو 1266 ق.م الموافق 10 محرم 1945 قبل الهجرة.
رمسيس الثاني
وأن يحشر الناس ضحى
نلاحظ أن موسى قد اختار وقت الضحى للقاء.. ووقت الضحى يبدأ بعد شروق الشمس مباشرة ويمتد حتى ما قبل الظهر, وشهر يوليو الذي توصلنا ان يوم الزينة قد حدث فيه مشهور في مصر بالحر الشديد مع ارتفاع الرطوبة النسبية التي تزيد من الشعور بحرارة الجو.. ووقت الضحى الذي يبدأ في الساعة السادسة صباحاً (تقريباً) هو ألطف فترة في النهار لهذا اللقاء من حيث انخفاض موجة الحر والرطوبة النسبية لأنه الأقرب لدرجة الحرارة الصغرى في هذا اليوم. لهذا كان اختيار موسى الذي عاش في مصر لهذا الوقت كان مناسباً جداً لأن يحشر الناس فيه دون أذى من حر.
المراجع :
(1) تفاسير القران (الجلالين – ابن كثير –فتح القدير – البغوي – البيضاوي – القرطبي – الطبري).
(2) المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار - الجزء الثاني ( 53 من 167 ) – المقريزي.
(3) الأقباط عبر التاريخ – الجزء الثاني – د.سليم نجيب.
(4) أعياد مصر بين الحاضر والماضي – د. سعيد محمد حسن الملط – ص 25.
(5) تقاويم الزمن – بول كودرك ترجمة نهاد احمد سالم ص64-68.
(6) http://eclipse.gsfc.nasa.gov/phase/phases-1299.html (7) منازل القمر – د. ياسين محمد المليكي – الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القران والسنة. (8) http://www.calendarhome.com/converter /
______________________________________
- 40 سنة و 80 سنة تكشفان رمسيس الثاني فرعون موسى
___________________________________
مهندس / محمد عبد الرازق جويلي
في سلسلة أبحاثنا (رمسيس الثاني فرعون موسى) توصلنا في بحثينا السابقين الذين اعتمدنا فيهما على الحسابات الفلكية الدقيقة إلى ان رمسيس الثاني هو فرعون موسى وليس أي فرعون غيره حيث توصلنا في بحثنا الأول "يوم الزينة يكشف رمسيس الثاني فرعون موسى" إلى تاريخ يوم الزينة وهو يوم السبت 9 يوليو 1266 ق.م فدلنا مباشرة إلى رمسيس الثاني الذي وقع هذا التاريخ في أيام حكمه مصر ولم يقع هذا التاريخ مع أي فرعون آخر وفي بحثنا الثاني "عاشوراء الخروج تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى" توصلنا إلى تاريخ موت وغرق فرعون موسى وخروج بني إسرائيل من مصر في يوم عاشوراء الذي أسميناه بعاشوراء الخروج وهو يوم الخميس 29 ابريل 1227 ق.م فتوصلنا ان هذا التاريخ هو التاريخ الأقرب لوفاة رمسيس الثاني وليس أي فرعون آخر. ولكن هذا الفرعون قد أوقعنا في مشكلة هي ان رمسيس الثاني ينبغي له ان يكون قد ربى موسى وليدا وهو فرعون مصر حتى هرب موسى إلى مدين لمدة 10 سنوات أو أكثر (اختلف المفسرين الإسلاميين ومفسرو التوراة بين 10 : 40 سنة) ثم عاد موسى برسالة الله إلى رمسيس الثاني في سن الأربعين ليواجه رمسيس لمدة 40 سنة أخرى حتى عبر موسى بشعبه البحر بينما غرق فرعون مصر وكان عمر موسى وقتئذ 80 عاماً . فكيف كل ذلك و رمسيس الثاني قد حكم مصر 67 سنة فقط ؟؟
الإجابة الشافية الوافية ستكون إنشاء الله في بحثنا هذا بعد ان قطعنا هذه الرحلة الشاقة الشيقة والتي نبدأها بعرض ملخص سريع في تاريخ مصر القديم لعصر الدولة الحديثة ذلك الذي ظهر فيه لقب فرعون كناية عن حاكم مصر حيث بدأ ظهور هذا اللقب في الأسرة الفرعونية ال18 ولم يظهر قبل ذلك مطلقاً حسبما اتفق غالبية التاريخيين على ذلك .
عصر الدولة الحديثة (1580 – 332 ق.م)
عندما تولي الملك أحمس الأول (مؤسس الأسرة 18) اتجه إلى الشمال وحاصر أواريس عاصمة الهكسوس وطردهم منها وتعقبهم حتى فلسطين وقام بحروب في بلاد الشام ثم عاد إلى جنوب مصر وأعاد إخضاع النوبة وأحكم سيطرته علي البلاد، وخلفه ابنه إمنمحتب الذي قضي علي الفتن الداخلية في البلاد حيث أخضع ثورة النوبيين ورد الليبيين عن غرب الدلتا وحكم بعده تحتمس الأول ثم تحتمس الثاني ثم زوجته الملكة "حتشبسوت " التي شيدت معبد الدير البحري في سفح جبل طيبة الغربي وأرسلت أضخم أسطول بحري للتجارة إلى بلاد بونت مكوناً من 50 سفينة، ومن آثارها مسلة معبد الكرنك وتولي الحكم بعدها ابن زوجها تحتمس الثالث والذي كان يشاركها الحكم وعندما انفرد بالسلطة غادر البلاد في طريقه إلى فلسطين لتأمين حدود مصر وهزم الأعداء في موقعة مجدو بقيادة أمير قادش .
وأصبحت مصر في ذلك الوقت صاحبة النفوذ في غرب آسيا ومدن فلسطين وسوريا وجزر البحر المتوسط حتى سمي عصر الدولة الحديثة بعصر المجد الحربي وعصر الإمبراطورية وكانت طيبة عاصمة العالم القديم تتدفق عليها خيرات أفريقيا وآسيا وجزر البحر المتوسط ويفد إليها كل عام رسل من جميع البلاد التي تحت سلطانها، ولم يدخر تحتمس الثالث جهداً في تزيين طيبة فبني فيها المعابد والهياكل والمسلات في الكرنك وجبانة طيبة وأرجاء الوادي ومعابد دنقلة، ومات تحتمس الثالث بعد أن حكم البلاد مدة 54 عاماً (1490 - 1436 ق . م) واستطاع خلفاؤه أن يحافظوا علي الإمبراطورية وأخمدوا ثورات الدويلات الآسيوية والنوبة وكان الملك امنحتب الثالث أقوي أحفاد تحتمس الثالث في سياسته الخارجية، وبعد موت الملك امنحتب الثالث تولي اخناتون الحكم وكان شديد الولع بأمور الدين وأحدث ثورة دينية حيث دعا إلى عبادة إله واحد ورمز له بقرص الشمس وأنشأ للبلاد عاصمة جديدة "اخيتاتون" ومع انشغاله بنشر مذهبه الديني الجديد سقطت إمبراطورية مصر في الشام علي يد الحيثيين وتولي الحكم بعده توت عنخ آمون وهو مازال غلاما الذي مات بعد سنوات قليلة من حكمه ثم تولى اي والد زوجة اخناتون نفرتيتي ثم توفى بعد 6 سنوات حكم ثم تولى حور محب الذي تولى الإصلاحات الإدارية بالدولة وعندما توفى في عام 1314 ق.م لم يترك له وريثا ذكرا لكي يخلفه في الحكم وهكذا انتهت الاسرة ال18 . وتولي الحكم رمسيس الأول مؤسس الأسرة ال19 والذي كان قائداً للجيش في عصر حورمحب وموطن رأسه تانيس في شرق الدلتا (محافظة الشرقية) التى أصبحت المقر الصيفى له ولخليفته سيتي الأول وحكم رمسيس الأول مصر 16 شهر فقط وذلك بسبب تقدمه في العمر وقت اعتلائه العرش وهو مؤسس الأسرة 19 , وبعد وفاة رمسيس الأول، تولى ابنه سيتي الأول، حكم البلاد (14 : 20 عاما)، وكان رجلا في منتصف العمر، عندما تولى الحكم. تميز عهده بالحملات الحربية في شمال مصر وشارك في بناء بهو الأعمدة، في معبد الكرنك، كما شيد معبدي أبيدوس، ومعبده الجنائزي في القرنة.
وبهو الأعمدة هو بهو ذو سقف محمول على صفوف من الأعمدة. وأشرك ابنه رمسيس الثاني معه في الحكم البالغ من العمر 16 سنة أغلب فترة حكمه ولقد ذكر بعض التاريخيين انه أشركه في الحكم بدءاً من السنة الثانية من حكمه وكلفه ببناء العاصمة الجديدة بررعمسيس في مكان قرية قنتير بالشرقية وإدارة شئون الدولة الداخلية بينما تفرغ سيتي الأول لحروبه الخارجية بالشام لاستعادة ممالك مصر الضائعة نظرا لضعف حكام مصر في أواخر الأسرة ال18 وعدم اهتمامهم كلية بتلك الممالك ثم توفى سيتي الاول وخلفه رمسيس الثاني الذي حكم مصر 67 عاما استعاد الإمبراطورية الآسيوية واستعاد مكانة مصر أيام مجدها الحربي . ومع اتساع الإمبراطورية المصرية، زاد عدد الوافدين إلى مصر من الآسيويين واختلطوا بالمصريين وخلف رمسيس الثاني في ذلك العهد أشهر معابد قدماء المصريين (الرامسيوم) ووصف حروبه مع الحيثيين علي جدرانه وأتم بناء معبد الكرنك وأقام المسلات المتعددة، وتوفي رمسيس الثاني عن عمر 96 عام أو يزيد وخلفه ابنه مرنبتاح عشر سنوات فحافظ علي ملك أبيه ثم مات سنة 1215 ق . م وتولي بعده ملوك ضعاف إلى ان تولي رمسيس الثالث مؤسس الأسرة العشرين حيث قام بطرد سكان جزر البحر المتوسط من الدلتا وطردهم من سوريا وأعاد مجد الإمبراطورية. ولما استقر الأمن التفت إلى البناء وأشهر ما أقامه معبد مدينة هابو وانتعشت في عهده التجارة ومات بعد ان حكم البلاد 31 عاماً، ثم تولي الحكم الكهنة لمدة 150 عاماً وحل الضعف في الإمبراطورية وفقدت مصر سلطانها علي سوريا وفلسطين ولم يبق لها سوي بلاد النوبة . وتعرضت مصر منذ حكم الأسرة 21 حتى الأسرة 28 لاحتلال من الآشوريين عام 670 ق . م ثم الفرس حتى انتهي حكم الفراعنة مع الأسرة 30 ودخول الاسكندر الأكبر مصر سنة332 ق.م .
40 سنة تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى
لقد سبق أن توصلنا من قبل أن يوم عاشوراء الزينة كان يوم 10 محرم 1945 ق.هـ (9 يوليو1266 ق.م) وان عاشوراء الخروج كان يوم 10 محرم 1905 ق. هـ (29 ابريل 1227 ق.م ) لهذا نجد أن الفرق بين يومي عاشوراء الزينة وعاشوراء الخروج أربعون سنة هجرية بالتمام والكمال هي الفرق بين سنتي 1945 ق.هـ ..و 1905 ق. هـ .
س : ما علاقة تلك ال40 سنة بقصة موسى مع فرعون ؟
قال ابن عباس ومجاهد عند تفسير قوله تعالي: " أنا ربكم الأعلى " النازعات 24 وتلك الكلمة التي قالها فرعون قال بن عباس ومجاهد: وهذه الكلمة قالها فرعون بعد قوله "ما علمت لكم من إله غيري" بأربعين سنة" .
ونحن إذا ما بحثنا عن الوقت الذي قال فيه فرعون " ما علمت لكم من اله غيري" كما جاء في سورة القصص نجده انه قالها في يوم الزينة :" فَلَمَّا جَاءَهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ * وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ". القصص 36 - 38 أما قول فرعون " أنا ربكم الأعلى" فنجده انه قد قالها قبل غرقه مباشرة بعدما حشر ملأه ونادى فيهم بذلك الكفر ثم أخذ جنوده ليطارد موسى وقومه بعد خروجهم ليلاً : "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى * فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى * فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى " النازعات 15 - 25 .. ولكن الله أخذه نكال الآخرة والأولي أي نكال قوله: " ما علمت لكم من إله غيري ".. وهي قولته الأولي.. وقوله " أنا ربكم الأعلى " ..
وهي قولته الآخرة.. قال ذلك بن عباس ومجاهد وعكرمة وغيرهم. ليس هذا فحسب ولكن علينا ان نتذكر أيضاُ ان موسى وهارون قد دعيا في يوم الزينة علي فرعون وملأه بعد أن رفض فرعون رسالة ربه وتكبر وتجبر وأنكر آياته الكبرى العصا واليد وأدعى أنها سحر وأمر بمعاودة قتل أولاد بني إسرائيل واستحياء نساءهم وصلب السحرة الذين سجدوا لله فماتوا مسلمين فدعا موسى علي فرعون وآله وأمن هارون علي دعائه كما جاء بسورة يونس في قوله تعالي "وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس علي أموالهم وأشدد علي قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم"يونس 88 ... فرد الله تعالي بالآيات التالية :" قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون" يونس 89 ...
وجاء في تفسير الآية الأخيرة الآتي :
1) تفسير الجلالين: أن موسى مكث بعدها أربعين سنة .
2) تفسير بن كثير : قال بن جريح : يقولون أن فرعون مكث بعد هذه الدعوة أربعين سنة .و في قوله:" فقال أنا ربكم الأعلى" قال ابن عباس ومجاهد:وهذه الكلمة قالها فرعون بعد قوله:"ما علمت لكم من إله غيري" بأربعين سنة .
3) تفسير فتح القدير: قال الفراء وغيره أن موسى وهارون أمرا بالاستقامة علي أمرهما والثبات عليه علي دعاء فرعون وقومه إلي الإيمان إلي أن يأتيهما تأويل الإجابة أربعين سنة ثم أهلكوا .
4) تفسير البغوي: وفي بعض القصص : كان بين دعاء موسى وإجابته أربعون سنة . تفسير القرطبي وغيره : عند قوله تعالي :" وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري " قال بن عباس كان بينها وبين قوله: " أنا ربكم الأعلى " أربعون سنة.. ((1)) وهكذا اتفقت كل التفاسير علي مدة الأربعين سنة . .... وهكذا أيضا توصلنا إلى المفتاح الثالث الذي هو فترة الأربعين سنة بين يومي عاشوراء الزينة وعاشوراء الخروج والتي وافقت آخر أربعين سنة من حكم احد الفراعنة في الأسرتين ال18 وال19 فلم تتوافق مع أي أحد إلا رمسيس لأنه الملك الوحيد في الأسرتين الذي حكم منفرداُ لفترة تزيد عن أربعين سنة . فنحن إذا راجعنا مدد حكم ملوك الأسرتين ال18 وال19 الذي يتفق غالبية المؤرخين أن فرعون موسى فيهم لوجدنا الآتي : الأسرة ال18 أحمس الأول 24 سنة - امنحتب الأول 21 سنة – تحتمس الأول 30 سنة – تحتمس الثاني 5 سنوات – حتشبسوت 21 سنة – تحتمس الثالث 33 سنة – امنحتب الثاني 14 سنة – تحتمس الرابع 14 سنة – امنحتب الثالث 37 سنة (منها فترة مشاركة مع ابنه اخناتون 10 سنوات) – اخناتون 21 سنة - سمنخ كارع 4 سنوات – توت عنخ آمون 10 سنوات – أي 4 سنوات – حور محب 12 سنة الأسرة ال19 رمسيس الأول سنتان – سيتي الأول 20 سنة – رمسيس الثاني 67 سنة – مرنبتاح 10 سنوات – آمون مس 6 سنوات – سيتي الثاني 6 سنوات – رمسيس سابتاح 6 سنوات . مما سبق لا يوجد ملك حكم مصر منفرداً لمدة تزيد عن 40 سنة في الأسرتين ال18 وال19 عدا رمسيس الثاني.
80 سنة تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى:
جاء في سفر الخروج "و كان موسى ابن ثمانين سنة و هارون ابن ثلاث و ثمانين سنة حين كلما فرعون" خروج 7 : 7 وقال الطبري: "وكان من مولد موسى إلى أن خرج ببني إسرائيل عن مصر ثمانون سنة ثم صار إلى التيه بعد أن عبر البحر فكان مقامهم هنالك إلى أن خرجوا مع يوشع بن نون أربعين سنة فكان ما بين مولد موسى إلى وفاته في التيه مائة وعشرين سنة" .. ((2))
من هذين النصين نستطيع ان نقسم حياة موسى الذي مات عن عمر 120 عام إلى ثلاث أربعينات من الأعوام :
1- الأربعين الأولى : منذ ان ولد موسى وأرضعته أمه 3 شهور ثم ألقت به في اليم بوحي من الله ثم التقطه آل فرعون وربوه حتى بلغ أشده واستوى واتاه الله الحكمة والعلم ثم قتل المصري وهرب إلى مدين وتزوج ابنة شعيب ووفى الأجل وعاد إلى مصر ومعه رسالة ربه إلى فرعون وعمره 40 عاما .
2- الأربعين الثانية : منذ ان واجه موسى وهارون فرعون وسحرته في يوم الزينة وظهرا عليه وأصاب الله فرعون والمصريين ب9 آيات كما بالقران أو ب10 ضربات كما بالتوراة حتى غرق فرعون وجيشه وعبر موسى وشعبه اليم في يوم عاشوراء وكان عمر موسى 80 عاماً . 3- الأربعين الثالثة : الأربعين سنة الأخيرة في حياة موسى في التيه والتي تنزل عليه فيها التوراة إلى ان توفاه الله عن عمر 120 عام . ومن هذه الأربعينات الثلاث نجد أنفسنا وقد وقعنا في مشكلة هي ان فرعون موسى هذا الذي اضطهد بني إسرائيل وسخرهم لفعل أحقر الأعمال وقتل أبناءهم واستحيا نسائهم طلباً لقتل موسى عندما يولد ثم شاء الله ان يولد موسى ويقوم فرعون بتربيته بناءا على طلب امرأته آسيه بنت مزاحم حتى قتل موسى المصري وهرب إلى مدين وعلا فرعون في الأرض فأرسل الله موسى إليه بآياته العصا واليد وأصابه ب9 آيات أو 10 ضربات لما لم يستجب لرسالة الله وغرق فرعون في أخرها بينما نجا موسى وشعبه عندما بلغ موسى من العمر 80 عاما قمرياً حسب التقويم العبري القديم (=77 سنة شمسية ميلادية) .
س: إذا نظرنا إلى فترة حكم رمسيس كما جاءت في كتب التاريخ والآثار فنجدها 67 سنة فكيف عاصر موسى 80 سنة ؟
ج : بالطبع لابد ان ننظر إلى فترة حكم الملك المصري الذي سبق رمسيس الثاني وهو سيتي الأول (والد رمسيس الثاني) وما حدث فيها حيث ذكرنا في ملخص الدولة الحديثة ان سيتي الأول أشرك ابنه رمسيس الثاني معه في الحكم أغلب فترة حكمه ذكر بعض التاريخيين انه أشركه في الحكم بدءاً من السنة الثانية من حكمه وكلفه بإدارة شئون الدولة الداخلية وبناء العاصمة الجديدة رعمسيس في مكان قرية قنتير بالشرقية بينما تفرغ سيتي الأول لحروبه الخارجية بالشام لاستعادة ممالك مصر الضائعة نظرا لضعف حكام مصر في أواخر الأسرة ال18 وعدم اهتمامهم كلية بتلك الممالك فضاعت هيبة مصر وسيطرتها عليها .. وهناك لوحة مشهورة مؤرخة بالسنة الثالثة من حكم رمسيس يخاطبه فيها رجال البلاط قائلين :" لقد وضعت خططا حينما كنت لم تزل في البيضة في وظيفة طفل أمير. وكانت تلقى عليك شئون البلاد حينما كنت صبيا تتحلى بالضفيرة . ولم ينفذ اثر إذا لم يكن تحت سلطانك ولم يقطع بأمر إلا كنت تعلمه . وكنت رئيس الجيش منذ أن كنت طفلا في العاشرة ". بذلك نستطيع ان نقول بكل تأكيد ان رمسيس الثاني حكم مصر فترتين :
1. الأولى : حكم مصر داخلياً نائباً عن أبيه سيتي الأول بكافة الصلاحيات لفترة 13 : 19 سنة .
2. الثانية : حكم مصر منفرداً (داخلياً وخارجياً) بعد وفاة أبيه لمدة 67 سنة . بهذا يمكننا ان نقول ان رمسيس قد حكم مصر لمدة 80 : 86 سنة نائباً ومنفرداً فيمكننا ان نأخذ من أي منهما فترة آخر 77 سنة شمسية ليتربى فيها موسى في قصر رمسيس حتى هرب إلى مدين وعاد رسولا في الأربعين من عمره ليواجه موسى رمسيس أربعين سنة ويخرج بشعبه وعمره 80 سنة قمرية (= 77 سنة شمسية) بينما غرق رمسيس وجيشه في اليم . ونحن إذا نظرنا في التاريخ المصري القديم كله لنبحث عن الملك الذي حكم 77 سنة أو أكثر لكي تتسع فترة حكمه لمعاصرة موسى لمدة 77 سنة فلن نجد سوى اثنان : 1- بيبي الثاني : في الأسرة السادسة حكم مصر منذ كان عمره 6 سنوات حكمها لمدة 94 سنة وكان حكمه ضعيفا ولا يمكن ان يكون هذا الملك هو فرعون موسى لعدة أسباب أهمها ان لقب فرعون المرتبط بالملك لم يكن قد ظهر بعد بل ظهر في الأسرة ال18 فصاعداً . 2- رمسيس الثاني : في الأسرة ال19 حكم مصر 80 : 86 مشاركاً في الحكم ثم منفرداً به . وهو الذي تنطبق عليه كل شروط فرعون موسى التي نقدمها في أبحاثنا .
سيناريو الإحداث بين موسى مع رمسيس :
نستطيع ان نقدم لرمسيس الثاني سيناريو لأحداثه مع بني إسرائيل والذين كان يعرفهم حق المعرفة لأنهم كانوا يقيمون بأرض جاسان بالشرقية بالقرب من موطن رأس رمسيس الأول وسيتي الأول و رمسيس الثاني بأنه قد سخر بني إسرائيل منذ بلوغه 16 سنة عند توليه منصب نائباً لأبيه ولقد سخرهم رمسيس لمدة 13 : 19 سنة قبل وفاة أبيه وذلك في بناء العاصمة رعمسيس واستمر في تسخيرهم لمدة 27 سنة أخرى بعد انفراده بحكم مصر بعد وفاة أبيه حيث توصلنا إلى ان يوم الزينة كان في سنة 27 من حكم رمسيس منفردا لأنه لم يكن باقي على حكمه سوى 40 سنة لأنه انه حكم مصر 67 سنة .. ولقد سخر بني إسرائيل في الأعمال الشاقة والحقيرة في البناء لهذا جاء في سفر الخروج :"فَجَعَلُوا عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ تَسْخِيرٍ لِكَيْ يُذِلُّوهُمْ بِاثْقَالِهِمْ فَبَنُوا لِفِرْعَوْنَ مَدِينَتَيْ مَخَازِنَ: فِيثُومَ وَرَعَمْسِيسَ". (خروج 1 : 11) كما اعتقد ان رمسيس تزوج آسيه بنت مزاحم من بني إسرائيل في وقت ان بدأ في بناء العاصمة في فترة المشاركة في الحكم كما ذكر الطبري في تاريخه ما نصه : "وقد استنكح منهم امرأة يقال لها آسية بنت مزاحم من خيار النساء المعدودات" ... ((3)) ولقد قال تعالى في تلك الظروف : "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ المفسدين * وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين" القصص 4: 5
شكل تخطيطي للعاصمة رعمسيس
وفي تلك الأثناء َّمُنَّ الله على بني إسرائيل بأن ولد موسى عليه السلام أثناء تسخير فرعون لبني إسرائيل وقتله لأبنائهم طلباً لقتل موسى عند ولادته بناءاً على نبوءة سيدنا يوسف لبني إسرائيل من بعده بذلك التي وصلت إلى فرعون عن طريق كهنته وبناءا على الرؤيا التي رآها فرعون بنار تنزل من السماء فتحرق بيوت المصريين وقصره ولا تضر بيوت بني إسرائيل ففسر الكهنة له بقرب ميلاد موسى الذي سيكون له كل ذلك .. وهذا الموضوع برمته سيكون لنا فيه تفصيل إنشاء الله في بحث آخر . مما سبق نستطيع ان نقول موسى عليه السلام قد ولد قبل وفاة سيتي الأول ب 10 :13 سنة أثناء حكمه مع ابنه رمسيس الثاني الذي تولى الشئون الداخلية فقسم شعب مصر إلى طوائف استضعف منهم طائفة بني إسرائيل ولقد ذكر د. سامي سعيد الأحمد ما نصه : "ينسب إلى ديودوروس الصقلي (مؤرخ إغريقي زار مصر في القرن الأول قبل الميلاد) انه قال : "ينسب إلى رعمسيس الثاني تقسيم مصر على مقاطعات (يسمى كل منها نوم) ويظهر ان كلمة توش لم تظهر إلا أيام السلالة التاسعة عشرة وهي الكلمة اليونانية التي حلت محل قاحت وسميت بأسم نوموي خلال الحكم البطلومي . ويذهب (ديودوروس الصقلي) إلى ان رعمسيس الثاني قد قسم رعاياه إلى طبقات متوارثة ومغلقة . وهذا الخبر لو صح فانه يفسر الاضطراب الذي ساد المجتمع المصري القديم خلال القرن الثالث عشر ق.م .
سيتي الأول وابنه رمسيس الثاني
ويبدو ان حق الوراثة الطائفي أيام حكم الرعامسة كان امتيازاُ لرجال الحرب وكهنة آمون والعمال الذين يحفرون المقابر الملكية في طيبة ويزخرفونها وأطلقت عليهم التسمية (خدم دار الحقيقة) و (العمال الذين يؤدون اليمين المقدسة) . وكانوا هؤلاء منظمين في فريقين للعمل يشتغلون بالتناوب في وادي الملوك ويتقاضون جراياتهم (من المواد الغذائية) ويحوزون بعض الممتلكات " ... ((4)) ثم بعد وفاة سيتي الأول انفرد رمسيس بالحكم واستمر في تسخيره لبني إسرائيل ثم قتل موسى المصري ربما بسبب مشاهدته تسخيره لأحد أبناء شعبه بني إسرائيل ثم هرب إلى مدين في سنة 17 من حكم رمسيس (أو قبل وفاة سيتي الاول) فازداد تسخير رمسيس لهم بسبب تأكده من ان موسى الذي رباه منهم , وفي مدين تزوج موسى ابنة شعيب وقضى له الأجل 10 سنوات وأراد ان يطمأن على أهله وشعبه فعاد إلى مصر عندما بلغ من العمر 40 عام وكلفه الله في الطريق ان يلقي فرعون ومعه هارون ليعرضا عليه رسالة الله ويطالبانه بأن يحرر شعب إسرائيل فالتقيا برمسيس الثاني في سنة 27 من حكمه في يوم الزينة الذي توصلنا من قبل انه كان يوم السبت 9 يوليو 1266 ق.م الموافق 10 محرم 1945 ق.ه ثم واجه موسى فرعون 40 سنة الذي رفض رسالة الله رغم عقابه له ب9 آيات أو 10 ضربات ثم خرج موسى بشعبه ليلة 15 نيسان في أول الربيع ولكن فرعون حشد جنده في عدة أيام ثم ذهبوا لمواجهة موسى الذي كان عمره وقتئذ 80 عاما فالتقيا في يوم عاشوراء الخروج الذي توصلنا إليه انه كان يوافق الخميس 29 ابريل 1227 ق.م الموافق 10 محرم 1905 ق.ه وكانت نهاية فرعون الاضطهاد والخروج رمسيس الثاني فيه.
إشكالية فرعون الاضطهاد وفرعون الخروج
هناك فقرة في التوراة بينت ان فرعون الاضطهاد قد مات أثناء فترة وجود موسى في مدين ففهم الكثير من الباحثين في قضية فرعون موسى ان هناك فرعون آخر قد عاصر موسى هو فرعون الخروج الذي غرق مع جيشه في يوم عاشوراء وهو الذي جاء بعد فرعون الاضطهاد وهذه الفقرة هي : "وحدث في تلك الأيام الكثيرة ان ملك مصر مات و تنهد بنو إسرائيل من العبودية و صرخوا فصعد صراخهم إلى الله من اجل العبودية"خروج 2 : 23 .. لن تغير هذه الفقرة من هذا السيناريو كثيراً حيث أننا توصلنا إلى ان موسى قد ولد عندما كان سيتي الأول هو الحاكم وكان مشركاً معه ابنه رمسيس الثاني في الحكم وكان للأخير كل الصلاحيات بأن يدير كل الأحوال الداخلية لمصر وأولها بناء العاصمة رعمسيس بالشرقية ليستطيع ان يقرب جيوشه من ممالك مصر في الشام فيغير عليها وقتما يشاء بسهولة أو يصد هجماتهم بسرعة قبل ان يتغلغلوا في مصر بدلاً من العاصمة طيبة التي كانت تبعد عن الشام لوقوعها بجنوب مصر , فحدث انه عندما بلغ موسى أشده واستوى في ال16 من عمره قتل المصري وهناك رواية أخرى لكعب الأحبار عندما قتل موسى المصري قال كعب الأحبار : كان (موسى) إذ ذاك ابن اثنتي عشرة سنة ... ((5)) وهرب إلى مدين وتزوج صفورا بنت شعيب وقضى الأجل (10 سنوات ) لشعيب ثم بقي في مدين حتى سن الأربعين وهناك رواية لوهب ابن منبه تكمل رواية كعب الأحبار السالفة هي قوله :" لبث(موسى) عند شعيب ثمان وعشرين سنة، منها عشر مهر امرأته صفورا ابنة شعيب، وثماني عشرة أقامها عنده حتى ولد له عنده.. ((6)) .. وإحقاقا للحق قد يرى البعض عدم اقتناع برواية كعب الأحبار لصغر سن موسى (12 سنة) عندما قتل المصري أو قد يرى ان هناك تعارضاً مع قوله تعالى عن موسى :" حتى بلغ أشده واستوى" ولكننا نذكر بقوله تعالى عن موسى: " ولتصنع علي عيني " طه 39 و"اصطنعتك لنفسي" طه41.. فنقول أن إعداد الله لنبي ورسول للرسالة ليس كإعدادنا.. كما يجب ألا ننس أن موسى قد شاء له الله أن يتربى في قصر سيتي الأول وابنه رمسيس .. وسيتي الأول كما ذكر بعض علماء المصريات وكما جاء في اللوحة المشهورة المؤرخة بالسنة الثالثة من حكم رمسيس التي ذكرناها قد جعل من ابنه رمسيس الثاني قائدا للجيش وهو في العاشرة من عمره كما جعله نائبا وشريكا له في الحكم وعمره 16سنة ولابد أن يكون قد رباه واعده إعدادا بدنياُ وعسكرياُ لهذا.. و لهذا أيضا لا نستبعد أن موسى قد تربى في نفس القصر وبنفس الظروف على انه ابناً لفرعون فبلغ أشده واستوى عندما بلغ 12 سنة.. كما ان مستوى صحة البشر وسرعة بلوغهم منذ أكثر من 3 آلاف سنة بالطبع قد لا يتساوى مع مثيليها في عصرنا هذا الذي نحاول ان نقيس عليه فلكل عصر مقاييسه التي يجب ان نقيس عليها , فمثلاُ في عصر الأسرة ال18 القريب من عصر رمسيس الثاني نجد ان توت عنخ آمون قد اعتلى العرش وهو في التاسعة من عمره وتزوج من ابنة نفرتيتي (زوجة اخناتون) وكان عمرها 9 سنوات أيضاُ واستمر في العرش 9 سنوات ومات وعمره 18 سنة في ظروف غامضة .
كما ان أعمار البشر في هذه الفترة تختلف عن أعمارنا فنجد ان عمر سيدنا موسى كان 120 سنة وهارون 122 سنة ورمسيس الثاني قد شارف على المائة بينما نجد ان متوسط أعمار البشر الآن بين ال60 وال70 سنة ويختلف من مكان إلى مكان .. أما عن صاحب الرواية الثانية وهب ابن منبه فهو كان من التابعين الذي تعلم على يد بن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأهمية هذه الرواية يعتمد على الرواية الأولى في أننا إذا اعتبرنا أن موسى قد تربى في قصر فرعون لمدة 12سنة (وهي مدة قصيرة) حتى قتل المصري وهرب إلى مدين وبقي هناك 28سنة ( وهي مدة طويلة) ولطول هذه الفترة اعتقد أنها قد أفقدت موسى الكثير من لغة القبط وذلك إذا اعتبرنا ان كلمة لسان تعني لغة في قوله تعالي:" قال رب إني أخاف أن يكذبون ويضيق صدري ولا ينطلق لساني" الشعراء 12-13. وقوله تعالي : " واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي" طه 27-28 وقوله تعالي : " وأخي هارون هو أفصح مني لسانا " القصص 34 .. وقول الفرعون كما جاء بالقرآن " أم أنا خير أم هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين" الزخرف 52 ..
كما ان طول فترة بقاء موسى في مدين (28 سنة) كانت كافية لسقوط قضية قتله المصري بالتقادم وذلك بما قد يتناسب مع قوله تعالى :" ثم جئت على قدر يا موسى" طه40 فربما كان هذا القدر عندما سقطت العقوبة من عليه بعد مضي المدة القانونية حسب القانون المصري وقتئذ .. كما ان روايتي كعب الأحبار ووهب ابن منبه تكملان فترة عمر موسى ليصبح في الأربعين عندما عاد من مدين وبناءاً على تلك الروايتين نستطيع ان نقول انه قد مات أثناء فترة وجوده في مدين ملك مصر "سيتي الأول" بعد هرب موسى بسنة وانفرد "رمسيس الثاني" بحكم مصر وببني إسرائيل فكال لهم سوء العذاب والعبودية فتنهد بنو إسرائيل من العبودية وصرخوا فصعد صراخهم إلى الله من اجل العبودية فكلف الله موسى برسالته إلى فرعون "رمسيس الثاني" أثناء عودته إلى مصر في سنة 27 من حكم رمسيس وأيده بآيتين العصا واليد وكلف أخيه هارون معه فقاما بتوصيل الرسالة التي رفضها فرعون فعاقبه الله ب9 آيات أو ب10 ضربات خلال 40 سنة وكان في آخرها غرق فرعون وجيشه ونجاة موسى وشعبه وخروجهم من مصر , فجميع آيات القران التي جاء فيها ذكر لفظ "فرعون" في القران الكريم الذي جاء ذكره 74 مرة في القران يستفهم منها انه كان هناك فرعون واحد فقط هو الذي عاصر موسى منذ مولده حتى خروجه بشعبه عدا آية واحدة فهم منها بعض الباحثين انه كان هناك أكثر من فرعون في حياة موسى هي قوله تعالى على لسان فرعون لموسى: "ألم نربك فينا وليداً ولبثت من عمرك فينا سنينا" فهم منها البعض ان موسى قد تربى ولبث في مصر في عصر فرعونين أو أكثر في حين يمكن فهمها أيضاً على ان موسى قد تربى ولبث عدة سنوات في حكم رمسيس وأبيه سيتي المتشاركين في الحكم وفي قصرهما الصيفي في مسقط رأسيهما في قنتير والذي كان مجاورأ لمراعي ومزارع وبيوت العبرانيين كما ذكر سليم حسن .. ((7)) وهذا القصر الذي بنى حوله العاصمة رعمسيس , فلفظ "فينا" الذي تكرر مرتين في تلك الآية قد يعني (مثنى) كما في حالتنا هذه أو قد يعني (جمع) بأن موسى قد تربى في وسط أسرة رمسيس الثاني .. والله اعلم .. كما ان هناك آيات قرآنية كثيرة يفهم منها ان فرعون الذي ربى موسى بتدبير من الله هو نفسه الذي عادى موسى وهو نفسه الذي عاقبه الله بالموت غرقاً منها قوله تعالى : "فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً . إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ * وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ : قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ، لاَ تَقْتُلُوهُ، عَسَى أَن يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً، وَهُمْ لاَ يَشْعُرُون" القصص9-8 فهذه الآيات تدل على أن فرعون الذي ربى موسى عليه السلام،هو نفسه فرعون الخروج فالأكثر إيلاماً للنفس والأدعى إلى الحزن هو أن يرى فرعون من كان يربيه وهو من ترجو امرأته المنفعة من ورائه (عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً ) القصص: 9 هو نفسه الذي كان سبباً في هلاكه،فكأنه التقطه ليكون له عدواً وحزناً، كما قرر القرآن الكريم )فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ) القصص: 8 وبالرغم من كل أسباب الحيطة والحذر الذي اتخذها فرعون، دفعاً للنبوءة فقد تحققت النبوءة وكان هلاك الفرعون وجنوده (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُون) القصص: 6 وهذا أبلغ في العبرة من أن يكون فرعون،الذي سخر وتكبر وتجبَّر، قد مات ميتة طبيعية، في حين يكون الغرق من نصيب فرعون الذي تلاه .. فالعبرة تكون أبلغ لو أن الفرعون الذي غرق يكون هو نفسه فرعون الاضطهاد، عما إذا مات فرعون الاضطهاد ميتة طبيعية، وكان الغرق من نصيب خَلَفِه، وخصوصاً وأن حياة رمسيس الثاني وفترتي حكمه نائباً ومنفرداً تتسع لتشمل الأمرين معاً كما بينا .
** وفي النهاية نحن نضع تصوراً لتواريخ أهم أحداث قصة موسى ورمسيس الثاني :
تواريخ سيدنا موسى ورمسيس الثاني
التاريخ
|
الحدث
|
22أكتوبر1326ق.م
|
ميلاد رمسيس الثاني
|
1318 ق.م
|
تتويج سيتي الأول بعد وفاة أبيه رمسيس الأول
|
1317ق.م
|
رمسيس الثاني قائدا للجيش وعمره 10سنوات
|
1313ق.م
|
زواج رمسيس الثاني من نفرتاري واسيت نيفرت (آسيه بنت مزاحم)
|
1312ق.م
|
ميلاد سيدنا هارون
|
1311ق.م
|
تتويج رمسيس الثاني ليشارك أبوه سيتي في الحكم
|
1310ق.م
|
ميلاد سيدنا موسى وتربية رمسيس وسيتي له
|
1294ق.م
|
هرب سيدنا موسى إلى مدين بعد قتله المصري(احتمال 1)
|
22فبراير1293 ق.م
|
تتويج رمسيس الثاني منفردا بعد موت أبيه سيتي
|
1277 ق.م
|
هرب سيدنا موسى إلى مدين بعد قتله المصري(احتمال 2 )
|
9 يوليو 1266 ق.م =
10محرم 1945 ق.ه
|
عودة موسى إلى مصر وتكليف الله له برسالة إلى فرعون فتواعدا فييوم الزينة وهو اليوم الذي أظهر الله موسى على رمسيس والسحرة
|
5 أبريل 1227 ق.م =
15ذو الحجة 1906 ق.ه
|
يوم خروج موسى وبني إسرائيل من مصر
|
29 أبريل 1227ق.م = 10محرم 1905 ق.ه
|
يوم نجاة موسى وبني إسرائيل وغرق رمسيس وجنده
|
1191ق.م
|
وفاة سيدنا هارون
|
1190ق.م
|
وفاة سيدنا موسى
|
تمثال لرمسيس الثاني في الاقصر جنوب مصر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* .... تواريخ يوم الزينة و يوم خروج بني إسرائيل من مصر ويوم نجاة موسى وبني إسرائيل وغرق فرعون وجنده هذه التواريخ أساس البحث وتم حسابها فلكيا بمعرفتي وإجازتها بواسطة د.أحمد إسماعيل خليفة أستاذ المساحة بكلية الهندسة جامعة الأزهر ورئيس لجنة التقاويم بالهيئة المصرية للمساحة أما باقي التواريخ فتوفيقية وقد تكون مختلفة بعض الشيء عما توصلت إليه في هذا البحث من تواريخ واحتمال الخطأ فيها وارد ولقد راعيت فيها الآتي :--
1) أن عمر سيدنا موسى عند وفاته 120سنة وعمر سيدنا هارون 123سنة كما ذكرت التوراة وعمر رمسيس الثاني عند موته كان أكبر من 90سنة كما ذهب إلى ذلك أغلب التاريخيين وعمر رمسيس الثاني هنا 98 سنة .
2) أن عمر موسى عندما بلغ أشده واستوى وقتل المصري وهرب إلى مدين كان يتراوح بين 16 : 40 سنة كما ذكر ذلك المفسرين الإسلاميين والمسيحيين وهو هنا 17:16سنة حسب (الاحتمال 1) و33:32 سنة (حسب الاحتمال2) .
3) راعيت ان يكون تاريخ ميلاد رمسيس يوم 22 أكتوبر ويوم تتويجه ملكا يوم 22 فبراير وهما اليومين الذين تتعامد الشمس فيهما على تمثاله بمعبد أبي سمبل نظرا لبراعة المصريين القدماء في الحساب الفلكي ويلاحظ ان الفترة بين 22 فبراير 1293 ق.م يوم تتويج رمسيس الثاني ملكاً وبين يوم 29 ابريل 1227 يوم موته (بالحساب الفلكي) بينهما 66 سنة وشهرين (تقريبا) وهي مدة حكم رمسيس الثاني الفعلية التي ذكرها التاريخيون بناءاً على ما جاء بالبرديات والآثار ولكن الجميع اعتبروا مدة حكمه 67 سنة مجازا .
4) أن الفترة التي قضاها سيدنا موسى في مدين تتراوح بين 10 : 40 سنة وذلك ليتوافق مع المفسرين الإسلاميين والمفسرين المسيحيين ولقد وضعت احتمالين :- احتمال 1:- يوافق المفسرين المسيحيين تقريباً ومدة بقاءه في مدين = 26 سنة واحتمال 2:- يوافق المفسرين الإسلاميين ومدة بقاءه في مدين = 10سنوات . 5) أن هناك ملك مصري (سيتي الأول) قد مات أثناء وجود سيدنا موسى في مدين كما ذكرت التوراة ذلك بما يتوافق مع المفسرين المسيحيين (احتمال 1) . 6) أن سيدنا موسى قد بلغ الأربعين عندما عاد رسولا إلى فرعون وهو العمر المعتاد للرسالة بما يتوافق مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك .
ولكن يبقى سؤال هام : س : رمسيس الثاني حكم مصر منفرداً لمدة 67 سنة فهل لتلك المدة علاقة دالة في القران الكريم تدل أنه هو فرعون موسى وليس أي فرعون آخر ؟ الاجابة الشافية ستكون إنشاء الله في بحثنا القادم الذي بعنوان : (67 سنة تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى) والذي سنقدم فيه إعجازا قرآنيا جديداً يخص رمسيس الثاني ولا يخص أحداً غيره . المراجع 1- تفاسير الجلالين – ابن كثير – فتح القدير – البغوي – القرطبي . 2- كتاب (تاريخ الطبري) ج1 ص231 . 3- تاريخ الطبري 1/ 232 . 4- الرعامسة الثلاثة الأوائل" ..... ( نقلاُ من كتاب "مصر الفرعونية" – جان يويوت – ترجمة سعد زهران سنة 1966 ص 145 ) ص 109 5- تفاسير البغوي والقرطبي والالوسي للآية طه 40 6- تفسير القرطبي والكشاف للآية طه 40 7- مصر القديمة – سليم حسن – ج6 ص 122
مهندس / محمد عبد الرازق جويلي الجمعة 4 /2 / 2011
_________________________
آية الله
كثير من المفسرين القدامى قد ذهب في تفسيره لقوله تعالى :" فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية " يونس 92 بناءا على روايات الصحابة والتابعين بأن بني إسرائيل قد تشككوا في موت فرعون فأمر الله اليم بأن يلفظ جسد فرعون كاملاً بدرعه أمامهم لينظروه فيتأكدوا من موته وان ذلك هو المقصود من كلمة (آية).
وهذا التفسير يعد تفسيراً صحيحاً ولكنه يخص بني إسرائيل الذين عاصروا غرق فرعون فقط ولكن تحديده ب "لمن خلفك آية " يونس 92 قد يكون المقصود منه عاماً لكل العصور التي جاءت بعد غرق هذا الفرعون إلى يوم القيامة وقد تكون هذه الآية عدة آيات منها هذه الآية الخاصة ببني إسرائيل وذلك مما قد يفهم من باقي نفس الآية "وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون " يونس 91 وهو الذي سوف نحاول ان نبين بعض منها في هذا البحث إنشاء الله لنثبت بها اتهامنا لرمسيس الثاني وحده وليس أي فرعون غيره .
وكثير من المفسرين المحدثين قد ذهب في تفسيره لنفس الآية بتفسيره لكلمة (آية) بان بقاء جسد فرعون موسى ( رمسيس الثاني أو مرنبتاح أو تحتمس الثاني أو غيره ) سليماً حتى اليوم بعد مرور أكثر من 3 آلاف سنة أن ذلك هو المقصود من كلمة (آية) .. ولكن الرد على ذلك أن بقاء آلاف من مومياوات الملوك والفراعنة الأخرى و أفراد الشعب المصريين القدامى بحالة سليمة مماثلة لمومياء فرعون موسى أو أحسن منها تضعف من المعنى الذي قصدوه لكلمة(آية) وذلك لآن المصريين القدماء برعوا في تحنيط أمواتهم لدرجة أن هناك آلاف من مومياوات القدماء المصريين بحالة جيدة أحسن من مومياء رمسيس الثاني .. لهذا .. لا اعتقد أن هذا المعنى الذي قصدوه لكلمة(آية) صحيح بالقدر الكافي وهذا لأن معنى (آية) اكبر من ذلك بكثير.. ويقول الشيخ الشعراوي(رحمه الله) أن الآية هي الأمر العجيب الذي يخرج على العادة ويثير إعجاب الناس واندهاشهم .
نظرية د. رشدي البدراوي
يصل د. رشدي البدراوي (طبيب وعالم مصريات) بنا إلى نظرية مثيرة ومدهشة لتفسير الإعجاز الإلهي في قوله تعالى: " لتكون لمن خلفك آية" وهي :-- بعد أن صور لنا سيناريو قصة غرق فرعون وجنوده تصويرا تخيلياً رائعا بما يتماشى مع القران والتوراة وتصويره لعثور أحد جنود المؤخرة الذي نجا من الغرق على جثة فرعون بين بعض الجثث لجنوده متناثرة على الشاطئ وعودته للعاصمة رعمسيس حيث حكى لمرنبتاح (ابن رمسيس ونائبه) وحاشيته ما حدث من غرق جيش فرعون وظهور جثته ملقاة على الشاطئ حيث ذهبوا معه وأتوا بجثته وتم تحنيط جثة الفرعون العظيم (رمسيس الثاني) حسب ما هو متبع من إفراغ الجثة من الأحشاء ووضع ملح النطرون ليمتص الماء من الأنسجة . ثم دهن الجثة بالعطور والراتنجات والمراهم لتحفظ للجلد حيويته ونضارته ثم يحشى البطن والصدر بنشارة الخشب والزهور. ثم تبدأ عملية لف الجثة بالكتان . ولعل الكهنة المشرفين على عملية التحنيط لاحظوا بقاء الذراع اليسرى مثنية ومرفوعة عن الصدر وهو وضع غير معتاد بالنسبة لجثة ليس فيها حياة فأحكموا ربطها إلى الصدر في الوضع المفروض في الجثث المحنطة وهو أن تكون الذراع اليسرى فوق اليمنى والاثنتان ملتصقتين بالصدر وتم ربط اليدين إلى الجثة بشرائط من الكتان الرقيق طبقة بعد طبقة .. وفي النهاية وضع الكفن الخارجي من قماش عرضه 1.5 متر وطوله 4.5 متر . ثم وضع القناع الذهبي على الوجه والأكتاف . ثم وضعت المومياء في كفن ذهبي على شكل الجسم . وهذا بدوره وضع داخل تابوت خشبي . وكل هذا وضع في التابوت الأخير وهو من حجر جرانيت.كل ذلك تم في العاصمة رعمسيس . ثم نقل التابوت بواسطة مركب في النيل إلى طيبة يصحبها مراكب أخرى فيها مرنبتاح والكهنة والوزراء والعظماء ورست السفن على الشاطئ الغربي للنيل . ثم سحب التابوت على بكرات خشبية إلى المقبرة التي كان قد أعدها رمسيس الثاني لنفسه في وادي الملوك . وفي كل هذه المراحل كانت تتلى الصلوات وتؤدى الطقوس الجنازية المناسبة .. وبهذا انتهت حياة فرعون من أعظم الفراعين . أن لم يكن أعظمهم إطلاقا . وان كان الستار لم يسدل نهائيا على قصته . إذ قدر له أن يعود إلى مسرح الأحداث من جديد في عصرنا الحالي.. ((1)).
ثم يصور لنا د. البدراوي بعد ذلك كيف كفر القبط بالفرعون كاله لأنه غرق مثلما غرق أبناءهم الجنود وهذا دليل ضعفهم وبشريتهم فأخذ اللصوص من القبط يسرقون المقابر الملكية بما تحويه من كنوز عظيمة واستمرت السرقات لكل مقابر الملوك والفراعنة عدا مقبرة أمنحتب الثاني ومقبرة توت عنخ آمون الشهيرة اللتين سلمتا من السرقة .وأخيرا استقر رأي كبير كهنة آمون على الحفاظ على جثث الفراعنة وبالذات جثة رمسيس الثاني فأعيد لفها في كفن خارجي جديد ووضعت في تابوت خشبي عادي للتمويه وتم دفنه في مقبرة والده سيتي الأول مع مجموعة أخرى من جثث الفراعنة السابقين وسجل على الكفن أن ذلك تم في اليوم الخامس عشر من الشهر الثالث في السنة 24 من حكم رمسيس الحادي عشر أي بعد وفاته ب127 سنة .ولكن العبث بالمقابر الملكية لم يتوقف.
وفي عصر الأسرة ال21 حينما توفى كبير كهنة آمون (بينودجيم الثاني) قرر زملاؤه الكهنة إنهاء العبث بجثث الفراعنة فجمعوا جثثهم واتخذوا من دفن كبير الكهنة ستارا ودفنوا الجميع في قبر الملكة (انحابي) بالدير البحري والذي تم توسعته ليتسع لجميع جثث الفراعنة منذ عصر الأسرة ال 18 ..وأغلقوا القبر وسجلوا أن ذلك قد تم في السنة العاشرة من حكم الملك (سيامون) في عام 969 ق.م . وردموا المدخل تماما وضيعوا المعلم حوله حتى لا يستدل عليه اللصوص .فبقى القبر الجديد سالما من عبث اللصوص لأكثر من 2800سنة ونسي تماما وسمي (خبيئة الدير البحري) ويحتوي على جميع المومياوات ومن بينها مومياء رمسيس الثاني .. ((2))
أين آية د. البدراوي ؟
ذكر د. البدراوي تحت عنوان (أين الآية ؟) ما نصه :--
يمكننا أن نقول أن من عرف بغرق فرعون عدد محدود هم رجال البلاط والكهنة وان تسرب النبأ إلى بعض العامة . المهم أن الفرعون توفى كما توفى غيره من الفراعين الذين سبقوه وعلى العموم فقد بلغ من العمر أرذله . بلغ 90 عاما وحكم مصر 67 عاما ولذلك لم يستغرب الناس وفاته . ومن عرف أنه غرق أثناء مطاردته لبني إسرائيل وراجع سابق تعنته معهم ورفضه إطلاق سراحهم أيقن أن الله كان مع بني إسرائيل ونصرهم عليه وكان في غرقه أثناء مطاردته لهم آية ودليل بالغ على انتصار الحق في النهاية مهما بلغت قوة الظلم في البداية وكان إغراق فرعون من النعم التي من الله بها على بني إسرائيل . :" وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ50 ... الى هنا والغرق في حد ذاته هو الآية . وحتى لو لم توجد جثته فيكفي أن هذا الفرعون الذي تكبر وتجبر وعذب وسخر قد غرق . وهذا في حد ذاته آية .بقى أن نعرف معنى قوله تعالى:- " فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون " يونس 91
ولنعرف الآية المقصودة علينا أن نستكمل ما حل بهذا البدن الذي أنجاه الله . ثم استطرد د. البدراوي قائلا :- قلنا أن مومياوات الفراعنة قد أعيد دفنها في خبيئة الدير البحري في عام 969 ق.م وطمست الرمال مدخل القبر ونسي الأمر ومرت قرون . وفي عام 1872 م عثر فلاح مصري هو وإخوته مصادفة على خبيئة الدير البحري وأخفوا اكتشافهم وظلوا يترددون على المقبرة سرا يأخذون منها ما خف وزنه وغلا ثمنه مثل الجواهر والحلي والأواني التي تحنط فيها الأحشاء وغيرها ويبيعونه ويقتسمون ثمنه . وكما يقال . إذا اختلف اللصوص ظهر المسروق .
فقد اختلف الاخوة وراح أحدهم الى قسم البوليس واعترف بالأمر بعد أن كانت قد مرت 10 سنوات على اكتشافهم له . وفي 6 يوليو 1881 م ذهب مسئولون من هيئة الآثار المصرية ونزلوا إلى المقبرة وبواسطة 300 من العمال أمكنهم في مدة يومين نقل كل محتويات خبيئة الدير البحري من جميع مومياوات الفراعين وأثاث جنازي في باخرة إلى القاهرة حيث أودعت في المتحف المصري في بولاق .ويقول خبير الآثار إبراهيم النواوي انه في عام 1902 م بعد نقل مومياء رمسيس الثاني قام بفك اللفائف لإجراء الكشف الظاهري على المومياء ولمعرفة ما يوجد تحت اللفائف وهل هناك مجوهرات أو تمائم أو غير ذلك والذي حدث هو أن اليد اليسرى للملك رمسيس الثاني ارتفعت إلى أعلى بمجرد فك اللفائف وهي تبدو لافتة للنظر بالنسبة لغيرها من المومياوات..((3)).
وهذا وضع غير مألوف بالنسبة للمومياوات الأخرى التي بقيت أيديهم مطوية في وضع متقاطع فوق صدورهم . ومما قاله أحد علماء الآثار عند مشاهدته للمومياء : عجيب أمر هذا الفرعون الذي يرفع يده وكأنه يدرأ خطرا عن نفسه .. ولعل قائل هذه الكلمات وهو يلقيها – مجازا أو تهكما- لم يخطر بباله أنه قد أصاب – دون أن يدري – كبد الحقيقة . وانه قدم التفسير المحتمل لهذا الوضع الغريب لليد اليسرى لمومياء رمسيس الثاني . ثم قدم د. البدراوي تصورا لما حدث منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام وبالتحديد قبل 3223 عاما ( 1225ق.م +1998م) حيث قدم سيناريو أحداث الواقعة كما صورها القران مطلقا العنان لخياله فيما لم يأت فيه نص وأنهاها بما نصه: ونظر (رمسيس) ولم يصدق عينيه .
ما هذا ؟ إنها موجة هائلة من المياه قادمة نحوه . لقد بدأ البحر ينطبق والمياه قادمة تجاهه هادرة مزمجرة . وبحركة لا شعورية رفع يده اليسرى ممسكة بدرعه يتقي بها موجة المياه المندفعة نحوه وكانت لطمة المياه من الشدة وقبضة يده من القوة بحيث حدث تقلص في عضلات ذراعه الأيسر وثبتت ذراعه ويده على هذا الوضع . ولما غشيته المياه وفارقته الحياة ظلت يده على هذا الوضع .... ثم قدم د. البدراوي تحليلا طبيا رائعا لعمل العضلات والحركات وما يحدث للجسد بعد الوفاة مثبتا أن بقاء اليد اليسرى لرمسيس الثاني على هذا الوضع هي الآية التي أبقاها الله أكثر من 3 آلاف سنة إعجازا إلهيا ليصدق قوله تعالى: " فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون " يونس 92 .. ((4))
مومياء مرنبتاح واليدان متقاطعتين ومستريحتان على الصدر
مومياء رمسيس الثاني - لاحظ ارتفاع اليد اليسرى
.
تعليق وتساؤل
لي فيما سبق تعليق وتساؤل وهو:
نعم ... هذه الآية عظيمة وقد تفسر لنا المراد من رب العباد كما أنها قد حدثت بالفعل عندما فكوا الأربطة في سنة 1902 م وصوروا المومياء على هذا الوضع فالصورة لا تكذب .. ولكن أحدا من الفريق الطبي الذي عالج المومياء بفرنسا في أواخر السبعينات لم يذكر أو يفسر إعجازية هذه الآية عند قيامهم بفك أربطة مومياء رمسيس الثاني للعلاج ولقد اطلعت بنفسي علي التقرير الطبي والذي حرروه عن حالة المومياء الصحية بمنتهى التفصيل قبل العلاج وطريقة العلاج ولم يذكروا فيه مثل هذا .. وهذا التقرير الطبي ورحلة العلاج بفرنسا موجود في كتاب صدر عن تلك الرحلة بمكتبة المجلس الأعلى للآثار بالزمالك .. وتفسيري لذلك أن مومياء رمسيس الثاني تعرضت لتلف شديد طيلة أكثر من 70 سنة بعد نقلها من خبيئة الدير البحري وعرضها شبه مكشوفة طيلة تلك الفترة في المتحف المصري فأصيبت بالبكتريا والفطريات والفيروسات المتعددة وأصيبت بأنواع متعددة من الحشرات كما تعرضت لدرجات الحرارة المختلفة شتاءا وصيفا والرطوبة النسبية العالية داخل المتحف وغيرها من كافة أنواع الملوثات من أدخنة وغبار وتراب وغيره التي تعرضت لها.. كل ذلك أصاب المومياء بتلف شديد سافرت من أجله لفرنسا للعلاج في أواخر السبعينات ثم أنه لو قدر الله للدنيا أن تستمر عدة مئات أو آلاف من السنين هل ستستمر هذه الآية في مومياء رمسيس الثاني أم لا ؟ .. الله أعلم ..
والغريب والمثير انك لتجد اليهود اليوم يعرفون أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى الذي عذبهم وقتل أبناءهم واستحى نساءهم وأخرجهم من مصر والدليل على ذلك أن الذي أشار إلى إمكانية علاج مومياء رمسيس الثاني في فرنسا هو مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل في أواخر السبعينيات عندما اخبر الرئيس المصري أنور السادات بذلك وأثناء فترة علاج مومياء رمسيس الثاني في فرنسا التي استمرت عدة شهور زار موشي ديان (وزير الدفاع الإسرائيلي) فرنسا وطلب مشاهدة مومياء رمسيس الثاني أثناء علاجه وعندما وقف أمام المومياء قال ديان موجها كلامه لمومياء رمسيس الثاني : لقد أخرجناك من مصر كما أخرجتنا منها .
لهذا مازلت أرى أن معنى كلمة (آية) اكبر من ذلك بكثير . لأني اعتقد أن هذه الآية كأعجاز الهي يجب أن تبقى بقاء الدنيا أو تبقى بقاء القران الكريم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . .. لماذا ؟ ... لان الله قال تعالى : " لتكون لمن خلفك آية ".. و( خلفك) هنا لا تعني بني إسرائيل الذين رأوا جثته بعد موته فقط ولكن تعنى كل الأجيال الذي جاءت بعده حتى جيلنا المعاصر والأجيال التالية حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
آية فرعون تجدها في القرآن
لنبحث عن معنى كلمة (آية) مرة ثانية لعلنا نصل لشيء مفيد .
ففي المعجم الوجيز نجد أن معناها : العلامة والأمارة والعبرة والمعجزة . وجاء في معجم (النهاية في غريب الأثر) أن معنى الآية من كتاب الله تعالى جماعةُ حُروف وكلمات من قولهم خَرج القوم بآيتِهم أي بجماعتهم لم يَدَعُوا وَرَاءهم شيئا والآية في غير هذا العلامة . وهكذا نجد أن المعنى المشترك لكلمة (آية) في المعجمين السابقين هو العلامة والأمارة . وإننا إذا جمعنا بين هذا المعنى وما ذكره الشيخ الشعراوي عنها نجد أن معنى كلمة (آية) في تلك الآية " فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية " هو:-- أنها العلامة أو الأمارة المثيرة أو المدهشة التي أبقاها الله من فرعون في القران أو في سيرته أو في الاثنين معا والتي تدل على شخصيته بحيث يمكن التعرف عليه جيدا من بين 30 أسرة فرعونية حكمت مصر طوال تاريخها القديم خاصة في الأسر ال13 الأخيرة منها ابتداءاً من الأسرة ال18 حتى الأسرة ال30 وهي الأسر التي كان يطلق على ملوكها فراعنة .
ترى ما هذه العلامة أو الأمارة ؟........فلننظر إلى باقي الآية القرآنية بسورة يونس حيث قال تعالى:-- " وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون "
وإذا ما تدبرنا كلمة (آياتنا) لتسائلنا هل تعني آيات الله الكثيرة التي يغفلها الناس أي بالمعنى العام وهو ما ذهب إليه اغلب المفسرين أن لم يكن كلهم فأكثر الناس يغفلون بالفعل عن آيات الله أم تعني الآيات الخاصة بفرعون والدالة عليه أو الكاشفة عن شخصيته أي بالمعنى الخاص وهو ما ذهبت إليه .. لهذا قمت بإحصاء الآيات التي ورد فيها لفظ (فرعون) بالقران الكريم في موقع تفاسير القران altafsir.com... ((5)) فوجدت الآتي :--
ملاحظات
1. جاء ذكر لفظ (فرعون) 3 مرات في آية واحدة هي هود 97
2. جاء ذكر لفظ (فرعون) مرتين في 5 آيات هي : الأنفال 54 – يونس 83 – القصص 8 – غافر 37 - التحريم 11 .
3. جاء ذكر لفظ (فرعون) مرة واحدة في 59 آية في باقي الآيات المذكورة في الجداول السابقة .
أي ان لفظ (فرعون) جاء في القران 74 مرة في 67 آية ولكن ما يهمنا هو مجموع الآيات التي جاء فيها لفظ (فرعون) في القران .
المجموع = 67 آية ذكر فيها لفظ (فرعون) = عدد سنوات حكم رمسيس الثاني (67 سنة)
ولقد اتفق كل التاريخيين وعلماء الآثار وعلماء المصريات أن مدة حكم رمسيس الثاني منفردا كانت 67 سنة وهي ثاني أطول مدة حكم لملك على مصر طوال تاريخها , حيث نجد أن الملك بيبي الثاني من الأسرة السادسة قد حكم مصر لمدة 84 سنة مع ملاحظة ان الملوك في تلك الفترة (أقصد الأسرة السادسة) لم يكن يطلق عليها لفظ (فرعون) فهذا اللفظ لم يطلق إلا بدءا من الأسرة ال18 فصاعدا .. لهذا نجد أن ذكر لفظ (فرعون) في 67 آية بالقران الكريم وليس أي رقم آخر يعد برهانا على أن فرعون موسى هو رمسيس الثاني وذلك لأن 67 سنة حكم هي أوضح علامة أو أمارة (آية) لرمسيس الثاني وليس لأي أحد غيره من الفراعنة أو الملوك أو الحكام .
وهكذا وصلنا إلى أن فرعون الذي مات غريقا بعد مطاردته لموسى وهارون وبني إسرائيل كعقاب أخير من الله هو رمسيس الثاني . ولكن الله أبقى اسمه آية (إعجاز) في القران الكريم .
س: ولكن فرعون في أي نوع من أنواع الأعجاز بالقران الكريم ؟
ج : في القران الكريم إعجازات كثيرة منها الإعجاز العلمي وهذا يتفرع بدوره إلى الأعجاز الفلكي والطبي والاجتماعي والزراعي والكيميائي والتاريخي وغيره من شتى فروع العلم وأيضا هناك الأعجاز البلاغي والأعجاز البياني والأعجاز
العددي (معجزة الأرقام) وغيره.. ومعجزة فرعون يمكن نسبها إلى معجزات الأرقام في القران الكريم .
حيث ان عدد الآيات التي جاء فيها ذكر لفظ "فرعون" وهي 67 آية تساوي عدد سنوات حكم رمسيس الثاني لمصر منفردا والذي اتفق عليه كل رواة التاريخ و رجال الآثار وعلماء المصريات وقد يكون هو المقصود في قوله تعالى :
" فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون " يونس 91 .. والله اعلم .
الأربعين سنة الأخيرة في تاريخ رمسيس الثاني
إننا إذا ما راجعنا أعمال رمسيس الثاني (كما وصفوه ببطل الحرب والسلام) خلال فترة حكمه التي وصلت إلى 67 سنة من خلال الجدول الذي وضعه مستر كنت ا كتشن في نهاية كتابه لأهم أعمال رمسيس الثاني أثناء حكمه في ال67 سنة .. ((6)) : نجد انه في سنة 4 من حكمه كانت حملة رمسيس الثاني الأولى على سوريا وغزوته لدولة امورو وفي سنة 5 من حكمه كانت حملة سوريا الثانية حيث قاد رمسيس الثاني معركة قادش المشهورة الذي هزم فيها الحيثيين كما بدء العمل في معبدي أبى سنبل في الفترة من سنة 10:5 من حكمه وفي السنة 7:6 من حكمه حملة ليبيا وغزو مؤاب وكنعان وفي السنة 8:7 حملة سوريا الثالثة في شرق وغرب فلسطين وفي السنة 9:8 حملة سوريا الرابعة بالجليل ووسط سوريا (معركة دابور) وفي السنة 10 من حكمه حملة سوريا الخامسة وفي سنة 21 من حكمه عقد رمسيس معاهدة مع دولة خاتي وفي سنة 24 من حكمه افتتح معبدي أبي سنبل وفي نفس السنة حدث احتكاك خفيف مع دولة خاتي وفي سنة 25 : 26 من حكمه إعادة توثيق الروابط بين مصر و أوجاريت (بسوريا) .
س: ثم ماذا بعد ذلك من غزوات أو أعمال عظيمة لرمسيس الثاني في فترة الأربعين سنة الباقية من حكمه (من سنة 27 حتى سنة 67 من حكمه) ؟
ج : للأسف ... لا شيء هام يذكر .. حيث لم يفدنا هذا الكتاب ولا أي من كتب التاريخ الأخرى بأي عمل عظيم له خلال ال40 سنة الباقية من حكمه إلا من فتات تاريخية لا تسمن ولا تغني من جوع .
س : لماذا ؟ ... لماذا ؟ ... لماذا ؟
ج : بالطبع لأن رمسيس الثاني انشغل تماما بعد يوم الزينة في السنة 27 من حكمه وإظهار الله لموسى وهارون عليه وعلى السحرة وأصاب الله فرعون (رمسيس الثاني) بالآيات التسعة أو الضربات العشرة التي استمرت خلال الأربعين سنة الباقية من حكمه التي توالت واحدة تلو الأخرى فانشغلوا بما أصابهم الله من رجز ثم رحمة ثم رجز .. وهكذا , فلم يكن لرمسيس الثاني أية أعمال هامة تذكر خلال الأربعين سنة الأخيرة من حكمه , ولقد قال تعالى في هذا :
" وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ " الأعراف 130 : 133
وقال تعالى أيضاً: "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا " الإسراء. 102 : 101
صورة لتمثال رمسيس الثاني
----------
المراجع
1- من هو فرعون موسى – قصص الأنبياء والتاريخ ج 4 - د. رشدي البدراوي – ص 960.
2- المصدر السابق – ص961
3- الفرعون الذي يطارده اليهود – كتاب اليوم – سعيد أبو العينين – صفحة 60
4- من هو فرعون موسى – قصص الأنبياء والتاريخ ج 4 - د. رشدي البدراوي - ص 962
5- http://www.altafsir.com/Quran_Search.asp
6- رمسيس الثاني فرعون المجد والانتصار - تأليف كنت . كتشن - ترجمة د. احمد زهير أمين - مراجعة د. محمود ماهر طه - من ص 341 : 344
بحثنا القادم
بعد أثبتنا في أبحاثنا السابقة بأن رمسيس الثاني هو فرعون موسى وقدمنا لذلك 4 أدلة فلكية هي تاريخ يوم الزينة وتاريخ يوم عاشوراء الخروج و 40 سنة و 80 سنة عاصر فيها موسى هذا الفرعون و 67 سنة هي مدة حكم هذا الفرعون التي تساوت مع عدد الآيات التي ذكر فيها هذا الفرعون في القران فدلت كل هذه الأدلة على ان فرعون موسى هو رمسيس الثاني وليس أي فرعون آخر ففتحت لنا الباب على مصراعيه لكي نقدم أدلتنا التاريخية التي تتهمه أيضا والتي نبدأها ببحثنا التالي :
(اسمه ووصفه يكشفان رمسيس الثاني فرعون موسى)
والله الموفق
مهندس / محمد عبد الرازق جويلي
Tags:
Arabic
ومازال زغلول النجار ومريدي الإعجاز العلمي والعددي للقرآن يعبثون بعقولنا ويستشهدون بالشيوخ وأهل السلف. ربط التاريخ المدون بالدين الشفوي ليس في صالحهما ولوي عنق الكلمة القرآنية لتتفق وتاريخ له آثاره كلام مغلوط ليس له دليل مادي سوى تفسيرات أهل العِمة.
ReplyDeleteلللأسف الشديد بحث فى أخطاء كبيره و بحث غير صحيح
ReplyDeleteفرعون موسى ليس رمسيس الثانى , و كل ما نقر اه هدفه فقط تشويه و تزييف التاريخ و هناك أدله قاطعه من أساتذه متخصصين تثبت أن رمسيس الثانى ليس فرعون موسى , فقد تم إختيار رمسيس الثانى من قبل اليهود لإلصاق التهمه به لأن رمسيس الثانى يعتبر من أعظم فراعنة مصر حتى تصبح الضربه الموجهه للحضاره المصريه أنكى و أقوى و أشد تأثيرا فها هو أعظم فراعنة مصر فقد صور للعالم على أنه كافرا و متجبرا و مدعى للربوبيه , .... هذا الكلام كذب
ReplyDeleteالمضحك إن صاحب البحث كانت فى المراجع ال إستند ليها فى البحث الكاذب ده إنه كاتب تفاسير إبن كثير و الطبرى , ده على أساس إن ابن كثير كان شاف رمسيس الثانى مثلا ده غير إن رمسيس الثانى تم إجراء على جسده العديد من الأشعه و التى أسبتت أنه لم يمت بإكسفيكيا الغرق ( الإختناق عرقا)
ReplyDeleteده غير إن فى الحقيقه بعد الفحوصات التى خضع لها جسد رمسيس الثانى أثيتت عدم إنفجار الرئه و أنه لم يمت غرقا
الحاجه الثاثله إن كاتب البحث ده فى بداية البحث كاتب عنوان صغير بيقول فيه بالنص ( و أخيرا علما من هو فرعون موسى ..... يعتقد أنه رمسيس الثانى ) , ... واخدين بالكو من كلمة يعتقد دى ,
ReplyDeleteطبعا الباحث بيستخف بعقول القارئين , بصراحه أكثر بحث فى كمية كدب و إستخفاف بعقل القارئ
مرحبا أعزائي المتطلعين
Deleteتسعدنا أرائكم
وبصمتكم هنا تعني لنا الكثير وتبرز للمهتمين أراء الناس
نحن كالعادة ننشر مواضيع فريدة ومهتم لأمرها
فهذا البحث للسيد الجويلي
كالعادة نذكر المصدر
ما نحن في هذا الموضوع إلا ناشرين.