أسرار أبو الهول الأسد ذو الرأس البشري (+ فيديو )


صلاح سليمان من ميونيخ: أبحاث ودراسات ومغامرات كثيرة تعددت وتشعبت بتعدد العلماء والباحثين في مجال علوم المصريات من مختلف أنحاء العالم، أنصبت في جانب منها لمحاولة فك لغز تمثال أبي الهول المصري حارس أهرامات مصر العظيم. حاول العلماء في هذه الدراسات وعلي مر العصور الإجابة علي الاسئلة التي تتعلق بالتمثال مثل لماذا إقيم التمثال في مكانه الحالي؟ وما هي حقيقته؟ وهل هناك أسرار يحملها داخله؟ وماهي قصة الكنوز المدفونة تحته؟ وهل أسرار العالم والحضارة الانسانية مدفونة تحته بالفعل؟
كلها اسئلة طرحها العلماء من قبل ولازالت مطروحة علي الساحة العلمية، دون وجود أجابة قاطعة بشأنها حتي الآن.



لغز السراديب

أحد أكثر الحقائق التي تشد المهتمين بأمر التمثال هي السراديب الموجودة في جسم التمثال وحوله، وأحد أهم تلك السراديب هو الموجود في منتصف ظهر التمثال تقريبا، علي فتحة السرداب العلوية باب معدني يمكن فتحه وقفله، ولا يعرف علي وجه التحديد الي اين يؤدي هذا السرداب، يري بعض العلماء ان هذا السرداب لايتعدي كونه نفقا استكشافيا اقامه مغامرين ومستكشفين من قبل للوصول الي جوف التمثال للبحث فيه عن أي من الكنوز التي كانت تروج لها الأساطير القديمة، يقول احد الأبحاث المتوفرة في مكتبة المتحف المصري عن حقيقة هذا السرداب إن "هيوارد فايزي" قام في عام 1840 بحفر هذا السرداب بحثا عن حجرات أو كنوز في داخل ابو الهول، وعندما وصل الي عمق 27 قدم في حسم التمثال لم يستطيع الأستمرار في الحفر نظرا لصلابة الصخور ومن ثم إستسلم وتركها.. لكن خبيرا مصريا سابقا في علم الأثار هو نصري اسكندر يري ان القدماء ربما حفروا هذا النفق من أجل تجميع مياه الأمطار ومن ثم تصريفها الي الخارج حتي لا تتسرب داخل التمثال وتتسبب في إنهياره.
سرداب آخر أكتنفه الكثير من الغموض وحدثت بشأنه تأويلات كثيرة، ذلك هو السرداب الموجود في الجهة الخلفية للساق اليسري من التمثال، وكان "اوجست ماريوت" في سنة 1850 هو أول من اكتشفه واعتقد آنذاك أنه ليس اكثر من سرداب طبيعي حدث بفعل التكوينات الصخرية في هذه المنطقة وتم تغطيته في ترميمات ماضية، الا ان صورا كان قد أخذها للسرداب الآثري الايطالي " اميل بارزي" في سنه 1925 قد حددت مكانه فيما بعد بدقة وظل مغمورا بالرمال الي ان قام زاهي حواس عالم الاثار المصري ومارك لينر عالم المصريات من معهد بول جيتي في ولاية كاليفورنيا بافتتاح السرداب مرة أخري في عام 1980. أن الاقتراب من السرداب وتفحص فتحته الأمامية يظهر انها غير مستوية مما يدل علي انها ايضا كانت فتحة استكشافية ربما بفعل اللصوص للوصول الي كنوز قد تكون مدفونة تحت التمثال.. حاول مارك لينر الدخول في السرداب واكتشاف محتوياته الا انه لم ينجح في ذلك بسبب المياه الجوفية التي تملء تجويف السرداب اسفل التمثال.
هناك ايضا سرداب في مقدمة التمثال اكتشفه الايطالي " بارزي" وجاء في وصفه أن سعة فتحته تصل الي حوالي 5 اقدام مربعة وبعمق 6 اقدام وفتحة السرداب مغطاة بغطاء حديدي والسرداب موجود تحديدا بين لوحة تحتمس المسماه لوحة الحلم وصدر التمثال.



محاولات للتفسير

لم يكتفي العلماء بالفحص العيني لهذه السراديب بل قامت بعثات باستخدام تقنيات عالية من أجل دراسة هذه السراديب، ففي سنه 1987 قامت بعثة يابانية من جامعة طوكيو بعمل مسح الكترومغناطيسي وجدت علي إثره ان هناك ممر تحت ابو الهول يتجه من الشمال الي الجنوب، ووجدت جيب ماء بطول 2. 5 الي 3 متر بجوار اليد الجنوبية للتمثال ولم تتمكن البعثة من الحصول علي تصريح بأعمال حفر بالقرب من التمثال نظرا لخطورة اي أعمال حفر علي صخرة التمثال الهشة.
بعثة جامعة فلوريدا في ابريل 96 قامت تقريبا بعمل مشابه وتم فحص التمثال والمنطقة المحيطة به وهضبة الأهرامات واكدت علي ان هناك حجرات وغرف تحت الارض أمام ابو الهول.
المكتشف الاسترالي "Robert Ballard" يعتقد ان الأهرامات مقامة فوق شبكة معقدة من السراديب والممرات التي تتصل فيما بينها وترتبط بممرات تحت ابو الهول، ويعتقد ان الأحجار المستخدمة في بناء الأهرامات اخذت من هذه الممرات والحجرات.


السراديب في الحضارة الفرعونية

السراديب والممرات في الحضارة الفرعونية القديمة معروفة حتي أن العالم المصري أحمد فخري في سنة 1950 وأثناء قيامه بحفريات بجوار هرم دهشور أستمع الي صوت رياح، دفعه للتصريح علانية ان هناك ممرا غير مكتشف تحت هرم دهشور، وهو ما يؤكده" Peter Kolsimo" الذي يعتقد ان منطقة سقارة الأثرية مليئة بالحجرات والسراديب الأرضية كما أن معبد ابيدوس الذي يعود الي المملكة القديمة في سوهاج تحته ايضا سراديب.
الكاتب وعالم المصريات" Edgerton Sykes" أكد اكثر من مرة في كتاباته أنه يعتقد ان شبكة من الانفاق موجودة بالفعل تحت الأهرامات.
ذكر" Louis McCarty "في كتابه أهرامات الجيزة الذي نشر في سان فرانسيسكو عام 1907 أن هرم خوفو الهرم الاكبر في سلسلة أهرامات الجيزة به مجموعة من الحجرات غير المكتشفة ، حدد ثلاثة منها أعلي حجرة الدفن الملكية في الهرم.. ويعتقد في كتابه أن هناك ثمة نفق طويل في جهة الشمال الشرقي من هرم خوفو يربطه بأبي الهول، ومصداقية هذا الكاتب تحققت فيما بعد عندما قام في سنة 1960 دكتور Luix Avarez" الحائز علي جائزة نوبل في الفيزياء بعمل فحص داخل الهرم بأشعة إكس تأكد فيه من وجود هذة الحجرات الثلاث بالفعل، وهي نفس الحجرات التي قامت فيما بعد هيئة الاثار المصرية بالتعاون مع بعثة فرنسية بعمل ثقب في جدار إحداها لاستطلاع ما بداخلها.


أبو الهول

التعريف الشائع لأبي الهول انه أثر مصرى على هيئة تمثال بجسم أسد ورأس انسان، ويعتقد أنه يحرس المقابر والمعابد، وقد نحت من الحجارة ورأسه تمثل الملك خفرع الذي عاش بالقرن 26 ق. م. وطوله 24 قدما وارتفاعه 66 قدما. ويوجد عدة تماثيل مصرية علي شكل أبو الهول تمثل الملوك والهة الشمس، وغالبا مايكون وجه التمثال ملتحيا.
يعتبر التمثال من الألغاز القديمة غير ان إعتقادا كبيرا يقول أنه يمثل الإله حور، فقد ذكر أكثر من مرة على أنه الإله (حور- إم - أختى) ومعناها حور في الأفق.
والاله حور هو صورة من الإله أتوم أكبر الألهه المصريه وهو الشمس وقت الغروب، وقد زاره أكثر من ملك وسجلوا ذلك علي نقش في معابدهم، منهم رمسيس الثانى، والملك توت عنخ آمون، ومن العصر الرومانى زاره الإمبراطور" سبتموس سيفروس"
كان أبو الهول قديماً يسمى عند الفراعنه "بوحول" وعندما جاءت الحملة الفرنسية تم اكتشافه، عندما قامت عاصفه وكشفت عن جزء صغير منه، وعندما تم التنقيب وإزاله الرمال وجدوا تمثال ضخم اطلقوا عليه" بوهول" وحرف فيما بعد الي ابي الهول.




شبكة أرعد - موقع إيلاف - ناشونال جيوغرافيك أبو ظبي

Post a Comment

يمكنك التعليق على هذا الموضوع

Previous Post Next Post