هل سبق لك أن شاهدت نباثات مفترسة ( بالصور )





عرفت هذه النباتات في القرون الوسطى بعد ما حمل الرحالة في جعبتهم روايات كثيرة حولها من مواطنها الأصلية في جزيرة مدغشقر وأواسط آسيا واستراليا، لقبها العلماء بأشباه اللواحم، لكن داروين Darwin، بدراساته المعروفة في أصل الأنواع نشر عام 1875 مؤلفه الأول حول النباتات اللاحمة Carnivores plants. ولقد أدهشت الدراسات الفسيولوجية المعقمة علماء النبات باكتشافهم أسرار هذه الفخاخ النباتية الحية وطريقة تمثيلها الغذائي للبروتين الحيواني.




النباتات المفترسة أو آكلة الحشرات هي كجميع النباتات الأخرى تنتج غذاءهاذاتياً عن طريق تحويل الطاقة الضوئية (الشمس) إلى طاقه كيماويه (في وجود الماء وبعض العناصر الأخرى), ولكن لديها أعضاء متحورة تمكنها من اقتناص بعض الحشرات والحيواناتالصغيرة ومن ثم افتراسها لتكون مصدراً إضافياً للتغذية, والأساس البيئي لذلك هو أنهذه النباتات تنمو في تِرب ومستنقعات فقيرة في النيتروجين الميسر، فتحورت بعضأعضائها خلال أزمنه سحيقة وعبر الانتخاب الطبيعي، لتتمكن في نهاية المطاف مزن التهام الفرائس الصغيرة معوضه النقص في احتياجاتها النيتروجينية، وأهم ما تتصف به هذه النباتات هو مقدرتها على هضم جسد الفريسة.



لا يمتلك النبات المفترس جهازا هضمياً، إذاً كيف تسنى له هضم جسم حيواني فيه بروتين ودهون؟ معظمالنباتات المفترسة تقوم بهضم ضحاياها من خلال إفراز إنزيم محلل، ولكن بعضها يعتمد على إنزيمات تنتجها البكتيريا، تقوم بتحليل الفريسة فيمتص النبات الجزيئاتالمتحللة. بالمقابل هناك مفترسات تعتمد على كل من إفرازها للإنزيمات وعلىتحليل إنزيمات البكتيريا.





إن النبات الذي يتغذي علي الحشرات ما هو إلا صورة من صور العلاقة بين النبات و الحشرات. فكما هو معروف في علم البيئة فإن النبات هو من المصنعات للطاقة عن طريق أشعة الشمس والحيوانات هي مستهلكات لتلك الطاقة إما مباشرة بتغذيتها علي النبات أو بطريقة غير مباشرة وذلك بتغذيتها علي الحيوانات ذات التغذية النباتية غير أن بعض النباتات قد عكست هذا النظام، فبينما تحتفظ بقدرتها علي عملية التمثيل الضوئي وحصولها علي المعادن من التربة، فإنها تعوض نقص غذائها بهضم الحيوانات.


تعتبر النباتات القانصة للحشرات مجموعة نباتية متغايرة التغذية Heterotrophic والتي تعتبر نصف متطفلة Semi-parasitic صفاتها العاملة جعلتها متخصصة لاصطياد الحشرات والحيوانات الصغيرة الأخرى وامتصاص المواد من أجسام هذه الكائنات بعد التحلل أو الهضم.



أخيرا فإن عمليات استصلاح الأراضي وتجفيف المستنقعات التي شهدتها المواطن الأصلية لهذه النباتات أدت إلى زوال الكثير من هذا التراث النباتي، وإذا كانت قد صدرت بعض القوانين الدولية للحفاظ على هذه الأنواع الفريدة في عالم النبات فإن جهودا كبيرة تبذل للحفاظ على عالمها المثير. لكن إنسان اليوم جردها من سيطرتها وجبروتها فسجنها في أقفاص زجاجية، كما فعل في عالم الحيوان وأزالها من وسطها البيئي




Post a Comment

يمكنك التعليق على هذا الموضوع

Previous Post Next Post